الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«سقطات النجوم» رسائل سلبية في الاتجاه العكسي للاعبـي دورينا

«سقطات النجوم» رسائل سلبية في الاتجاه العكسي للاعبـي دورينا
29 يونيو 2014 01:42
مراد المصري (دبي) جاءت منافسات المونديال حافلة بالدروس والتجارب المفيدة التي جعلتها واحدة من أفضل النسخ على الإطلاق، لكنها على الصعيد ذاته حملت بين طياتها عدداً من المواقف الخارجة عن «النص»، سواء الكروي أو الاجتماعي، لتنقل إلى لاعبينا رسائل سلبية في الاتجاه المعاكس الذي لا نأمل أن يسيروا فيه، مدركين خطورة ما حصل على نجوم حصدوا النجومية على أرض الملعب، لكنهم يواجهون حالياً خطر «النبذ» ودخول صفحات النسيان إلى الأبد وفقاً لسلوكياتهم المشينة التي ارتكبوها على مرأى ومسمع الملايين. وفيما أرجع عدد من المحللين هذه التصرفات إلى عدة أسباب بداية من غياب التوجيه الأخلاقي للاعبين خلال نشأتهم الكروية، وانتهاء بعدم القيام بالإعداد النفسي اللازم قبل المباريات، فإنهم أجمعوا على أهمية مواجهة هذه التصرفات وعدم قبولها، والتأكيد على دور الإعلام في إشهار العقوبات التي يتعرض لها هؤلاء النجوم وتوجيه الشباب إلى عدم اتخاذهم قدوة لهم، مع تفعيل دور الإدارات لمواجهة هذه التصرفات وعدم الوقوف إلى جانب النجوم المخطئين والدفاع عنهم عند الخطأ، مع الإشارة إلى الدور الذي يساهم به الدين والعادات والأخلاق السائدة بكل دولة. العقوبة الأقسى وكان لويس سواريز، مهاجم الأوروجواي، في طريقه لمقارعة كبار النجوم وتدوين اسمه في سجلات الأبطال بنهائيات كأس العالم، إلا أنه ودع المنافسات من الباب الخلفي، بعدما قام به بـ «عض» جورجيو كيليني مدافع إيطاليا، ليقرر الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، إيقاف المهاجم 9 مباريات دولية وعدم السماح له بممارسة «أي نشاط كروي» على مدى أربعة أشهر، بما في ذلك الانتقالات الصيفية إلى جانب تغريمه 100 ألف فرنك سويسري، وهي العقوبة الأقسى على الإطلاق التي يفرضها الاتحاد الدولي بنهائيات كأس العالم. ولفتت العديد من المشاهد السلبية الأنظار أيضاً خلال المنافسات، حيث خرج الكاميروني أليكساندر سونج عن المألوف، وقام بالتعدي بالمرفق على ماريو مانزوكيتش، مهاجم كرواتيا، خلال لقاء المنتخبين بالدور الأول، في مشهد مؤسف لا يليق بحجم لاعب يدافع عن ألوان برشلونة الإسباني، وهو ما كلف فريقه بعد ذلك الخسارة برباعية نظيفة ومغادرة المنافسات مبكراً. بطل مجرم وجاء طرد الإيطالي كلاوديو ماركيزو أمام الأوروجواي بعد تدخله الخشن خلال لقاء فريقه أمام الأوروجواي ليكلف «الآزوري» الوداع من الدور الأول، في وقت تحول فيه ماريو بالوتيللي من بطل إلى مجرم بعيون الجماهير بسبب الاستهتار وعدم مبالاته خلال المباريات، فيما جاءت الأنباء الحزينة من المعسكر الغاني بالإعلان عن استبعاد النجمين كيفن برينس بواتينج، وسولي علي مونتاري، من قائمة منتخب «النجوم السوداء»، قبل خوض المباراة المصيرية أمام نظيره البرتغالي في ختام الدور الأول، وذلك لأسباب تأديبية، بعدما قام مونتاري بصفع موسى أرماح عضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد الغاني لكرة القدم، وأحد أعضاء الوفد الإداري، فيما قام بواتينج بتوجيه إهانة لفظية إلى المدرب كويسي أبياه، خلال تدريبات المنتخب. أخطاء لا تغتفر أكد محمد الكوس، أحد أقطاب الكرة الإماراتية ونادي النصر، أن هناك أخطاء تغتفر وأخرى لا يمكن أن ينساها الناس، خصوصا في حالة سواريز لأن تكراره للخطأ يدل حالة سلوكية لا يمكن قبولها ويتطلب عقابه عليها ليصبح عبرة للاعبين الشباب. وأكد الكوس، أن على لاعبينا استيعاب الدرس الذي حصل لعدد من النجوم وإدراك خطورة هذه المواقف سواء على اللاعب نفسه أو ما يكلفه من خسارة لفريقه وجهود اللاعبين جميعاً، وقال: «يجب التركيز على الإعداد النفسي وتحضير اللاعبين للانشغال بالمباراة فقط، وعدم الالتفات للأمور الأخرى، أتمنى من لاعبينا أن يتخذوا من النجوم أصحاب الأخلاق الحميدة قدوة لهم». وأكد الكوس، أن لاعب كرة القدم يجب أن يكون خليطاً يبدأ من الأخلاق وصولاً إلى الموهبة ومنه إلى التكتيك الجيد، مع ضرورة التفريق بين اللعب بشراسة وحماس لتحقيق الفوز، والعدوانية والقصد بإيذاء الخصم، وقال: «بشكل عام يجب أن يكون العقاب احتواء للنجم، لا نقصد به معاملة خاصة ومختلفة عن بقية الزملاء، لكن النجم بحاجة لإعداد نفسي يناسبه وتذكيره بأهميته للفريق، وهو ما يساعد في نهاية المطاف بالوصول إلى فريق متكامل ونجوم يقدمون دروساً إيجابية يستفيد منها الجميع، يجب أن يدرك النجم إنه قدوة للاعبين الصاعدين يتطلعون إليه ويقلدونه بالعديد من الأمور». نموذج للشباب من جهته، أشار العراقي جمال صالح، أصحاب الخبرة الواسعة بالملاعب المحلية والعربية، إلى أن النجوم يعتبرون «نموذجاً للاعبين الشباب، وهو الأمر الذي انعكس بشكل غير مناسب بسبب المشاهد السلبية خلال نهائيات كأس العالم. وأشار صالح، إلى أن ما بدر من لاعبين كلفوا فرقهم خسارة مباريات بسبب سلوك متهور أو خارج عن المألوف، يعد درساً مستفاداً للاعبين الناشئين والشباب في الإمارات وفي كل دول العالم أيضاً، لمعرفة أهمية عدم الخروج عن النص خلال المباريات، ولعب كرة القدم نظيفة». وقال: «يجب تذكير اللاعبين بأنهم قدوة ونموذج يتطلع إليه الصغار، وما حصل خلال نهائيات كأس العالم قدم لنا نماذج يجب التوقف عن الإشادة بها، وتوصيل الرسالة إلى لاعبينا حول خطورة ما حصل، وكيف أضاع هؤلاء اللاعبون جهود دول بأكملها، على سبيل المثال: «تجد لاعبين مثل ليونيل ميسي حالياً، وبيليه سابقاً، وصلوا إلى قمة مستوياتهم خلال نهائيات كأس العالم، ولم يصدر عنهم أي إساءات أخلاقية أو مواقف سلبية، هؤلاء يجب أن يكونوا قدوة للاعبينا وليس النجوم أصحاب السقطات». وأكد صالح، أن دفاع الجهاز الإداري للأوروجواي عن سواريز أمر مؤسف، وقال: «كان بالأجدر أن تجعل سواريز يدرك خطورة ما حصل، نعم.. ربما كانت العقوبة قاسية بعض الشيء، لكنه ارتكب خطأ شاهده الجميع وأقر به، في حين واصل دفاعهم عنه، وهو الأمر الذي نتمنى من أنديتنا أن تتفاداه، وان تركز على معالجة الخطأ عند اللاعبين حتى لو كانوا نجوماً». العبرة في العادات من جهته، أشار خالد بن حجر، مدير منتخبنا للشباب لكرة القدم، إلى أن الدين والعادات السائدة بكل دولة تحكم تصرفات اللاعبين، وهو الأمر الذي تفتخر به دولتنا كونها تنبذ هذه التصرفات والسلوكيات الخاطئة، بما ينعكس بشكل إيجابي على لاعبينا بالمجمل العام واللاعبين الناشئين على وجه الخصوص. وقال ابن حجر: «التصرفات والسلوكيات الخاطئة أمر قديم في جميع البطولات، لكن تأثيرها يكون أكبر بالمونديال الحدث الذي تنتظره الدول كل 4 سنوات، ويعد محطة تاريخية لها، وهنا ينعكس الأمر بشكل مضاعف». وتابع: «أتمنى أن يتصدى الإعلام لهذه الظواهر السلبية، ويتم إيصال الرسائل للاعبين الناشئين حول أهمية تجنب هذه السلوكيات وعدم تقليد النجوم الذي كلفوا بلادهم غالياً».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©