السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

المشاغبون صداع في رأس الألمان

2 مايو 2006

قبل أقل من 40 يوماً على انطلاق فعاليات كأس العالم 2006 في ألمانيا يؤكد المنظمون أنه لن يكون هناك أي تهاون تجاه المخالفين للقوانين ومثيري العنف خلال فعاليات البطولة لكنهم يرغبون أيضاً في أن تظهر بلادهم بمظهر ودي وعطوف·وتوفير التوازن المطلوب بين العمل على إحباط محاولات إثارة الشغب من قبل (الهوليجانز) وتوفير مناخ ضيافة مثالي لمئات الآلاف من الزوار يمثل تحدياً كبيراً يواجه المنظمين·
وقال وزير الداخلية الالماني السابق أوتو شيلي في العام الماضي: 'لا مكان للمشاغبين في ملاعب كرة القدم في ألمانيا أو مدنها' وأضاف 'الإجراءات الأمنية المشددة ضرورية للتعامل مع أعمال الإرهاب والعنف التي تشهدها بطولات كرة القدم وتتطلب المزيد من التعاون الدولي'·
ووقعت سلسلة من أعمال الشغب من جانب 'الهوليجانز' في عدد من الملاعب الأوروبية مما أكد أن ظاهرة العنف لم تنته بعد· فبعد أن مرت نهائيات كأس العالم التي أقيمت في كوريا الجنوبية واليابان ونهائيات كأس الامم الاوروبية في البرتغال عام 2004 من دون أحداث عنف تذكر ظن البعض أنه بات في مقدوره أن ينسى أو يتناسى آفة إثارة الشغب في الملاعب· لكن بعض أعمال العنف التي وقعت في الملاعب الأوروبية بعد ذلك والتي تورط فيها بعض الألمان أيضاً أكدت أن هذه الآفة لم تختف كلية·
حوادث عنف
ووقعت في العام الماضي أعمال عنف في هولندا في خلال المباراة التي جمعت بين فيينورد وأياكس في حين انهمرت المفرقعات على ديدا حارس مرمى فريق ميلان في إيطاليا أثناء مباراته أمام جاره انتر ميلان في دوري أبطال أوروبا مما دفع الحكم إلى إلغاء المباراة·
وفي مطلع الموسم الماضي أيضا ألغى الحكم أندرياس فريسك مباراة في مدينة روما ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا بعدما تعرض للاصابة بواسطة عملة معدنية ألقيت عليه من المدرجات·
وفي مارس من العام الماضي أيضا قام مجموعة من الألمان بإثارة الشغب في المباراة التي جمعت بين منتخب بلادهم ونظيره السلوفيني في مدينة سيلي·
وفي ديسمبر الماضي أصيب أحد لاعبي فريق هامبورج في وجهه بعصا ألقيت عليه من المدرجات ووقعت مناوشات في مباريات دوري الدرجة الثانية كما تورطت الجماهير الالمانية والبولندية في مشادات أخرى·
وذكرت الشرطة الالمانية أنه يحتمل وقوع بعض المشاكل من جانب مئات الآلاف من المشجعين الذين سيصلون إلى ألمانيا الصيف المقبل من دون تذاكر لدخول المباريات· وسيكون من بين هؤلاء عشرات الآلاف من الانجليز والهولنديين في وقت حذر فيه خبراء أمن من احتمال وصول عدد من مثيري الشغب من البولنديين·
وستكون نهائيات كأس العالم المقبلة أول بطولة عالمية تقام في أوروبا منذ أن استضافتها فرنسا في عام 1998 حيث اعتدى بعض المشجعين الألمان بالضرب المبرح على شرطي فرنسي حتى شارف على الموت· وقد شهدت أيضا معارك دموية بين الانجليز والفرنسيين في شوارع مرسيليا·
وأجمع المنظمون على أن كأس العالم ستوفر تحديات مختلفة عن تلك التي كانت في البرتغال عام 2004 حيث ينتظر أن يكون أعداد الجماهير التي ستصل إلى المانيا من دون تذاكر دخول المباريات أكبر بكثير·
وعلى المنظمين أن يتوقعوا أيضا تدفق الجماهير على مناطق المشاهدة العامة في المدن الـ12 التي ستستضيف منافسات كأس العالم· وسيكون في مقدور المشجعين أن يشاهدوا المباريات الـ64 مجاناً عبر شاشات عملاقة كجزء من البرنامج الثقافي المصاحب لنهائيات كأس العالم·
صداع
ويمثل تأمين هذه المناطق المفتوحة 'صداعاً' شديداً في 'رأس' قوات الأمن· ويقول توماس مويلدر المسؤول عن الشرطة في هامبورج خلال كأس العالم إن السلطات تعمل على تطوير خطة استراتيجية حول العالم· لكن يبدو واضحاً أن الدروس المستفادة من أخطاء الشرطة في الدورات السابقة قد وضعت في الحسبان·
ويضيف' تمشيا مع شعار 'حان الوقت لاكتساب أصدقاء جدد' فإن الشرطة تسعى إلى وضع أسس للتعامل مع المشجعين ولن تهددهم باستخدام العنف مسبقاً· استخدام أدوات العنف ومدافع رش المياه لن تكون من بين وسائلنا· وسنرتدي القبعات بدلاً من الخوذات'·
وقال مويلدر لوكالة الانباء الالمانية: 'سنتخذ في البداية مواقف دفاعية· نريد أن نتسم بالانفتاح والود لكننا نريد أيضا أن نظهر للمشجعين أننا حاضرون وسنتعامل معهم بحزم إذا ما تطلب الأمر'·
وسيلقى زوار كأس العالم المعاملة ذاتها سواء في هامبورج أو في شمال ميونخ أو جنوبها· وستتعاون السلطات أيضا مع روابط الجماهير التي ستلعب دوراً أساسياً في المساعدة على تخطيط وتنسيق احتفالات كأس العالم والتي ستكون بمثابة سفارات تتعامل مع متطلبات المشجعين·
ويقول هورست شميدت نائب رئيس اللجنة المنظمة الالمانية إن السلطات عاقدة العزم على منع العنف· وسيمنع 'الهوليجانز' من الدخول إلى الملاعب في حين تعمل السلطات الأمنية عن كثب مع مثيلاتها في الخارج بهدف منع مثيري الشغب من السفر أساساً· وأبدت بردجيت زيبرايس وزيرة العدل الالمانية رغبتها في أن تتعامل المحاكم الألمانية بسرعة مع مثيري الشغب خلال منافسات كأس العالم
لكن شميدت يرى أن عدم وصول 'الهوليجانز' أصلاً يمثل عنصراً أساسياً للوقاية منهم 'من الأفضل أن يبقى الناس الذين يشعرون بأنهم مهمون ولا يبالون خارج الحدود'·وقال فرانك شتاينر من مكتب مشجعي هامبورج في كأس العالم لوكالة الانباء الالمانية: 'ابتسامة رجال الشرطة ستساهم في أن تمر البطولة بسلام'·
لكن خبير التشجيع الذي شهد الاخطاء التي وقعت في لنس في عام 1998 وفي شارلروا في بلجيكا في نهائيات كأس الامم الاوروبية عام 2000 عندما اشتبك المشجعون الانجليز والألمان يقول إن ما يجب وضعه في الحسبان هو إذا ما كان المشجعون يشعرون بأنهم مرحب بهم أم لا·
وأضاف 'لابد أن يشعر المتفرجون بأنهم مرغوب فيهم وأن يعاملوا بكل بترحاب بدلاً من اعتبارهم من مثيري الشغب· إذا ما تعاملت مع المشجعين بإيجابية فإنه سيكون في مقدورهم أن يؤثروا على الأقلية التي تسبب في خلق المشاكل'·
الرقابة أفضل
ورأى شتاينر أن تبعات هذه السياسة تجلت بوضوح في البرتغال عندما احتفل عشرات الآلاف من المشجعين ومن مختلف الدول معاً ولم تقع أي مشاكل فعلية· وقال: 'الانطباع الاول لدى المشجعين حول السياسة المتبعة مهم للغاية'·
وأضاف 'لقد أظهرت البرتغال بمفهوم منفتح أنه من الممكن أن تحظى ببطولة هادئة'·
ويعتقد شتاينر أن 'عبارة 'توجيه المشجعين' أفضل من 'رقابة المشجعين'· المشجعون يذهبون حيث يشاءون لا حيث تريد منهم أن يذهبوا· سيتعاون المشجعون الذين سيشاهدون المباريات في الاماكن العامة فقط إذا ما وجدوا مفهوماً منفتحاً تجاههم وسيتجنبون هذه الأماكن إذا ما اعتقدوا أنها خصصت لمراقبتهم أو للاستيلاء على نقودهم'·
ويأمل شتاينر ألا تتسبب الحوادث الفردية التي يقوم بها 'الهوليجانز' في ضغوط سياسية على الشرطة مما يجعلها تتبنى مواقف أكثر عنفاً· كما يرغب في أن تكون ألمانيا مضيفاً مثالياً خلال الحفل الذي يدوم لمدة أربعة أسابيع·· لكن ألمانيا ستكون هي الأخرى بحاجة أيضاً إلى ضيوف مثاليين·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©