الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مؤتمر لندن... وسيناريو الانسحاب من أفغانستان

مؤتمر لندن... وسيناريو الانسحاب من أفغانستان
29 يناير 2010 23:08
روبرت ماركند لندن يوم الخميس الماضي، تمكنت حوالي 70 دولة من جمع 140 مليون دولار، وذلك في إطار جهد دولي يهدف إلى حشد الزخم لمساعدة حكومة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي. غير أن مؤشرات واضحة صدرت أيضاً عن المؤتمر تفيد بإعداد الولايات المتحدة وحلفائها في "الناتو" لاستراتيجية انسحاب، وبتصميمهم على نقل المسؤولية الأمنية إلى كابول في غضون خمس سنوات. وكان كرزاي ومسؤولون كبار من حلف شمال الأطلسي، الذي تقوده الولايات المتحدة في أفغانستان، قد اجتمعوا في العاصمة البريطانية في إطار مؤتمر حول مستقبل أفغانستان، أكد بيانُه النهائي بأن انسحاباً نهائياً من هناك حاضر في أذهان الجميع تقريباً. وخلال هذا المؤتمر، تم الاتفاق بشكل غير رسمي على رصد ما بين 300 إلى 500 مليون دولار من أجل "صندوق ائتماني" جديد يخصص للمصالحة مع جنود "طالبان" غير المرتبطين بـتنظيم "القاعدة" أو مقاتلي الإيديولوجيا. ومن ناحية أخرى، فقد تم الإعلان عن تخفيف أو إلغاء 1.6 مليار دولار أميركي من الديون المستحقة على أفغانستان، والدعوة إلى 870 مليون دولار من المساعدات الإنسانية. وبخصوص المساعدات، فقد اتفق المشاركون في المؤتمر على مواصلة الجهود لمحاربة الإرهاب وتدريب الشرطة والجيش، وتعديل زيادة في عديد القوات وفق ما وصفه وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند بزيادة "مدنية" بهدف الوصول إلى عقول الأفغان وقلوبهم. ولكن في الظروف المحيطة والدلالات الضمنية لمؤتمر الثامن والعشرين من يناير، يوجد على ما يمكن وصفه بسيناريو بطيء، وآخذ في التطور للتسليم والانسحاب؛ حيث كان بيان المؤتمر ولغة دبلوماسيي الأمم المتحدة و"الناتو" والولايات المتحدة وبريطانيا حافلًا بـ"الجداول الزمنية" و"الآجال"، ومليئاً بالإشارات إلى الخروج. ففي مجموعة طويلة من الاتفاقات الأمنية، "رحب" المشاركون في المؤتمر بـ"الشراكات" المتزايدة بين "الناتو" والقوات الأفغانية، و"المبدأ القائل بضرورة أن تتقلد القوات الأفغانية بشكل تدريجي الدور القيادي في كل مراحل العمليات". وفي إحدى البنود المهمة التي تطرق إليها المشاركون في المؤتمر، تم حث وتشجيع الحكومة الأفغانية على الشروع في "الاضطلاع بأغلبية العمليات في المناطق غير الآمنة في غضون ثلاث سنوات" و"إدارة الشؤون الأمنية في المناطق المضطربة في غضون خمس سنوات". وفي هذا السياق، قال المبعوث الأممي الخاص كاي إيدي: "لقد التزمنا باستراتيجية انتقالية"، مشدداً على أن الاستراتيجية "تحظى بدعم السلطات الأفغانية والمجتمع الدولي... لقد تعاملنا مع أفغانستان كأرض خلاء حيث تتخذ القرارات في أماكن على بعد آلاف الأميال، ولكن الأفغان يقولون لنا اليوم إنهم يعرفون بلدهم ويريدون أن تكون لهم كلمة في إدارة شؤون بلادهم". ويذكر أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يقول إنه يريد أن تشرع القوات الأميركية في مغادرة أفغانستان بحلول صيف 2011. وهنا في لندن، قالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون للمشاركين إن القوات الأفغانية ستتحمل "مسؤولية أكبر وأكبر، إقليما بإقليم، اعتبارا من هذا العام". كما قال مسؤول أوروبي كبير إن "الآجال تعتبر اليوم هامة من أجل التركيز في كابول"؛ واتفق السبعون على تطوير التفاصيل التي لم يتم تناولها في مؤتمر لندن بشكل أكبر في "مؤتمر كابول" في وقت لاحق من هذا العام حيث سيتم وضع "مخطط انتقالي تدريجي للأمن الأفغاني... في أقرب وقت ممكن". ويمكن القول إن ما يسعى إليه حلفاء الناتو هو ما يسميه المبعوث الأميركي ريتشارد هولبروك "زخما" ومساعدة إيجابية تساهم في الانسحاب. ويرى عدد من المحللين أن القوى المؤثرة بالغة الأهمية وذلك نظرا لأن الضرورة السياسية المتصوَّرة للشروع في الانسحاب، ومتطلبات النجاح، متضاربان. غير أن ما حدث بعد خطاب الرئيس أوباما في الأول من ديسمبر الماضي، الذي تم فيه الإعلان عن سياسة وسطى تجاه أفغانستان، هو إعادة تحديد معنى النجاح في أفغانستان من الهدف الواسع المتمثل في دمقرطة البلاد إلى مفهوم أكثر براجماتية متمثلا في "احتواء القاعدة". وإضافة إلى ذلك، شدد المؤتمر على أهمية "حل إقليمي" -مع مساهمة جديدة مؤمَّلة من باكستان والسعودية والهند وإيران؛ غير أن المندوبين من طهران لم يأتوا إلى لندن، "بدون تفسير"، حسب وزير الخارجية البريطاني. ومعلوم أن إيران، باعتبارها دولة مجاورة لأفغانستان، يُنظر إليها باعتبارها مؤثرة بالنسبة لأتباعها الدينيين والثقافيين واللغويين في مناطق أفغانية مهمة- وتعتبر على نطاق واسع شريكاً ضرورياً من أجل السلام. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©