الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أوباما وإيران.. من غصن الزيتون إلى مطرقة العقوبات

17 يناير 2012
واشنطن (رويترز) - دخل الرئيس الأميركي باراك أوباما البيت الأبيض عام 2009 حاملا غصن الزيتون لإيران بعد مرارة شابت العلاقات على مدى ثلاثة عقود، واختار كلماته بعناية حين تعامل مع ايران في السر والعلن مؤكدا أنه يريد بداية جديدة مع دولة تطلق على الولايات المتحدة لقب “الشيطان الأعظم”. وقال مساعدون لأوباما إنه حاول بذل جهد إضافي للتعامل مع ايران بحيث إذا فشلت المقامرة لا يستطيع الحلفاء والأعداء على حد سواء أن يقولوا إن الولايات المتحدة هي “الشريرة” بل على العكس سينضمون لجهود الضغط على طهران. لكن بعد اكثر من ثلاثة أعوام تصاعد التوتر بشأن برنامج إيران النووي الى أعلى مستوياته منذ سنوات. وتهدد طهران حاليا بإغلاق مضيق هرمز وسط تزايد احتمالات الحسابات الخاطئة التي يمكن أن تؤدي الى مواجهة عسكرية وأزمة نفط عالمية. وأتاحت الدبلوماسية الفرصة لأساليب اكثر قسوة فحاول أوباما وحلفاؤه الأوروبيون عزل إيران بأقسى عقوبات تفرض عليها على الإطلاق. وتكشف مقابلات مع مسؤولين أميركيين عن استراتيجية تعتمد على المتابعة وانتظار تطور الأحداث والاعتقاد بأن تأثير الغرب على إيران ربما يزيد، إذا اكتوت طهران بنار العقوبات وتأثرت بالاضطرابات التي تجتاح الشرق الأوسط. وتكهن احد هؤلاء المسؤولين بأن تسقط حكومة الرئيس السوري بشار الأسد أحد الحلفاء الرئيسيين لإيران مما سيزيد من مخاوف الزعماء الإيرانيين. وقال نائب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض بن رودز “تقييمنا أن نظام الأسد لن يصمد.. سقوط نظام الأسد سيؤثر كثيرا على وضع ايران الاستراتيجي في العالم والمنطقة.. اجتماع هذه العقوبات مع سقوط نظام الأسد يمثل درجة من الضغط لم تتعرض لها الحكومة الإيرانية من قبل قط”. لكن رودز اكد ان الولايات المتحدة لا تنتهج استراتيجية تسعى الى تغيير النظام، وقال “بالطبع لا.. سياسة الولايات المتحدة هي تغيير سلوك ايران من خلال العقوبات ومن خلال العزل وليس تغيير النظام”. وقال مساعدون “إن أوباما لايزال مستعدا لبدء محادثات مع إيران، لكن بعد سنوات من خيبة الأمل ومع اقتراب انتخابات الرئاسة علاوة على ضغوط الكونجرس على الرئيس الأميركي لاتخاذ موقف حازم”. ووصل أوباما الى هذه المرحلة بعد عروض بالسلام رفضتها إيران واحتجاجات في شوارع طهران قابلتها السلطات بالقمع، علاوة على تبدد الآمال في التوصل الى حل للأزمة النووية. وكان أوباما قام في بدايات ولايته الرئاسية بإرسال رسالة شخصية الى خامنئي ليظهر جديته في مد يده لطهران.وقال رودز “ان النية كانت إظهار رئيس أميركي لا يلعب دور الشرير في السياسة الإيرانية.. حين يكون لديك رئيس لا يلعب هذا الدور ويقول إن التاريخ بين البلدين كان صعبا ويدعو الى التطلع الى الأمام يفقد النظام الايراني واحدة من أقوى أدواته الدعائية”. لكن رد خامنئي على رسالة أوباما في عام 2009 لم يحتو على ما يشجع الإدارة الأميركية لتتحرك بناء عليه. وإذ رأى منتقدو أوباما وخصومه السياسيون أن محاولته في البداية للتواصل مع ايران كانت خطرة وساذجة. اختلف مساعدون حاليون وسابقون للرئيس مع وجهة النظر هذه تماما. وقال دينيس روس “لم يكن هناك أي وهم أو سذاجة بشأن طبيعة النظام.. لم يكن هناك اي افتراض بأننا سنواصل هذا بغض النظر عن سلوكهم”. ودافع مساعدون عن رد الفعل الأميركي الهادئ في التعامل مع الاحتجاجات الشعبية داخل إيران خلال 2011. وقال جيم ستاينبرج نائب وزير الخارجية سابقا “كنا نعلم أن التأييد الواضح يمكن أن يضر بالمعارضة نوعا ما، خاصة حين بدا أن لديها الفرصة لتهيمن، لم نرد ان نقوضها ونعزز قبضة المتشددين”. ومع تصعيد اللهجة الإيرانية مؤخرا والتهديد بإغلاق مضيق هرمز. قلل مسؤولون أميركيون من احتمال ان تنفذ إيران تهديداتها. وقال مسؤولون “إن أوباما لايزال مستعدا لمبادرة إيرانية للتفاوض الجاد بشأن برنامج طهران النووي”. واشار هؤلاء “الى أن هذا هو الهدف النهائي لاستراتيجية الضغط”. وقال تومي فيتور المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض “لدينا عدد من الأساليب لتوصيل وجهات نظرنا للحكومة الإيرانية، وفي الوقت الحالي يركز أوباما على عقوبات جديدة تستهدف البنك المركزي الإيراني ومبيعات النفط. وقال رودز “نرى بالفعل أثرا كبيرا على الاقتصاد الإيراني والعملة الإيرانية”، وأضاف “الخطوة التالية بالنسبة لنا هي التأكد خلال هذا من وجود مساحة باستمرار لتسلك الحكومة الإيرانية طريقا مختلفا، بدلا من اعتبار ضغوطنا هدفا في حد ذاتها”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©