باريس (رويترز)- اتهم رئيس إيران الأسبق أبو الحسن بني صدر الذي يعيش في المنفى أمس الأول، مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي باستغلال الانتخابات الرئاسية التي تجرى يوم الجمعة 14 يونيو، لإضعاف وتقليص سلطة الرئيس، وترسيخ سلطته.
وقال بني صدر وهو من معارضي حكم رجال الدين في طهران منذ أطيح به من منصبه وفر من البلد عام 1981 إلى فرنسا، إن المرشحين الستة الباقين في سباق الرئاسة الإيرانية لا تفرق بينهم سوى خلافات سياسية طفيفة. وأضاف “أي رجل من بينهم يختاره خامنئي سينفذ أوامره”.
وقال إن كل المرشحين لخلافة محمود أحمدي نجاد الرئيس الحالي، أظهروا خلال المناظرات التي جرت أنهم بعيدون عن نبض الشارع ولا يعرفون المتاعب الاقتصادية للإيرانيين. وتابع “كيف يمكن طاعة المرشد وهو سبب كل تلك المشكلات، وفي الوقت ذاته الوصول إلى حل لهذه المشكلات؟ هذا هو المأزق بالنسبة لهؤلاء المرشحين، لايجرؤون على القول إننا وصلنا إلى طريق مسدود لا يمكننا الخروج منه ما لم يوافق خامنئي على إطلاق يد الرئيس ليتسنى له حل مشكلات البلد”. وكان بني صدر رافق الخميني من المنفى عام 1979 وانتخب رئيسا لإيران عام 1980 ليعزله البرلمان في العام التالي. وقال حينها إن الخميني يسعى لإقامة “حزام شيعي” يضم إيران والعراق وسوريا ولبنان ليمتد في قطاع كبير من العالم الإسلامي.
وأوضح “لقد تخيل أنه يمكن مع وجود إيران والعراق وسوريا ولبنان تكوين حزام يطوق العالم الإسلامي شرقا وغربا، بعد ذلك سيمكنه السيطرة على الثروة النفطية، وموقف مهيمن على موارد النفط والغاز حتى يقوم بدور على مستوى العالم باعتباره زعيما للعالم الإسلامي، هذه هي الفكرة الثابتة سواء لدى الخميني أو خامنئي”.
وقال إن أهمية الانتخابات الإيرانية تكمن في أنها ستعطي الولايات المتحدة إشارة عن الاتجاه الذي تريد إيران السير فيه في مفاوضاتها الطويلة غير المثمرة حتى الآن مع القوى الكبرى بشأن برنامجها النووي. وذكر بني صدر أن الشعب الإيراني يدرك تماما أن الانتخابات لا تعني الكثير، وصرح بأن العقوبات الغربية والتهديد المستتر بالحرب لمنع البلد من امتلاك أسلحة نووية عزز موقف خامنئي.
وأردف قائلا “استراتيجية خامنئي هي قول إلى أي مدى يمكن للخوف أن يصيب الناس بالشلل، هذه الانتخابات رسالة للشعب الإيراني أنه ليس له خيار آخر سوى صندوق الاقتراع، المرشحون والراديو والتلفزيون التابع لخامنئي يقولون كل يوم، إن هناك حلا واحدا فقط هو صندوق الاقتراع أو الجحيم” في إشارة إلى الصراعات الدائرة في أفغانستان والعراق وسوريا.
عدد اليوم
