الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عيد الفطر ينعش تجارة السبحات في بيروت

عيد الفطر ينعش تجارة السبحات في بيروت
8 سبتمبر 2010 22:09
تشهد تجارة السبحات رواجاً في شهر رمضان وعيد الفطر المبارك خصوصاً وطوال العام عموماً، بسب الأجواء الدينية العطرة التي يضفيها الشهر الفضيل والعيد على حياة الناس، لذلك يعرض الباعة في منطقة الطريق الجديدة والحمرا وغيرها من الشوارع البيروتية أنواعاً لا حصر لها من السبح، ولا يقتصر الرواج التجاري للسبح في رمضان على الأحجام الصغيرة، بل ظهرت السبح العملاقة مختلفة الأشكال والألوان. الصناعة اليدوية يقول محمد عيتاني، صاحب محل سبح ورثه عن والده في منطقة رأس بيروت “السبحة يدوية الصنع تكلف غالياً ونصنعها بالطلب، ولها زبائن خاصون، وهم يعدون على أصابع اليد لأنهم يبحثون عن الجودة والجمال والإبداع في الصنعة. وغالباً ما تصنع تلك السبح من الأحجار الكريمة كالفيروز، ومنها ما هو مطعم بالذهب أو الفضة ومنها المطعم بالمرجان والمكتوب عليه أسماء الله الحسنى. وهناك سبح يدوية الصنع من العاج مطعمة بالنحاس والذهب”. ويؤكد عيتاني أن العامل في هذه المهنة قد يمضي يوماً كاملاً في عمل ثلاث سبح يدوية فقط، في حين تنتج المخرطة الآلية 300 سبحة يومياً. ويتابع “كما أن زبائن السبح اليدوية أغلبهم من الأثرياء الذين يحبون الأناقة، وأحياناً يطلبون سبحة تصنع خصيصاً لهم قد يصل سعرها إلى آلاف الدولارات”. أما فضل شقير، وهو بائع جوال للسبح في شارع الحمرا فيرى أن السبح المستوردة رخيصة الثمن هي التي تلقى رواجاً لدى الناس، فبالإضافة إلى سعرها البسيط فهي تلفت أنظارهم بألوانها الجميلة، ويقول “هناك السبحة البلاستيك والبوليستر ونور الصباح المصنوعة من تراب الكهرمان، وهناك السبح المصنوعة من خشب الصندل والعود والمرجان الغامق الذي يميل لونه إلى الدم، وسبح الفيروز الطبيعي التي تتفاوت أسعارها حسب درجة اللون ونوع الحجر نفسه، وهناك الفيروز الصناعي البلاستيك الذي يصنع في هونج كونج والصين”. وفي هذا الإطار، يؤكد شقير أن باعة السبح ينتظرون حلول شهر رمضان المبارك وعيد الفطر، حيث يزيد الطلب على السبح، “خاصة من الشباب الذين قد يختارون السبحة التي تتماشى مع الألوان التي يرتدونها، لذا ينشط عملنا كباعة سبح متجولين. ونمشي بمعروضاتنا في الشوارع المكتظة بالناس ونطوف بها أيضاً على المقاهي، ليس ذلك فقط فقبل حلول شهر رمضان أو عيد الفطر تشتري ربات البيوت السبح الملونة الكبيرة، التي انتشر استخدامها في المنازل كنوع من الديكور والزينة الرمضانية ووسيلة أيضاً لاستقبال الأعياد”. تاريخ السبح لم تكن السبحة مستخدمة في صدر الإسلام، حيث قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، “رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيده”، غير أن بعض الصحابة استعانوا بعد ذلك في تسبيحهم بما يساعدهم على ضبط العدد مثل النوى والحصى والخيوط المعقودة، وفي العصر الأموي ظهرت السبحة وسيلة لتسبيح الله سبحانه وتعالى وأصبحت مع الوقت أحد مظاهر التقوى ووسيلة لتهدئة النفس، ومع توسع الفتوحات الإسلامية وازدياد الثروات برع الصناع في تصميم السبح من الجواهر والأحجار الكريمة، فحوت خزائن الخلفاء الراشدين والحكام المسلمين أجمل نفائس السبح. ولعل من أشهر السبحات تلك التي استعملتها زبيدة بنت جعفر المنصور، والتي صنعت من ياقوت رماني على هيئة بندق والتي اشترتها بخمسين ألف دينار. كما كان لدى العديد من الأمراء في العصر الفاطمي سبح نادرة وثمينة. ومنذ القدم ارتبطت السبحة بالفكر الديني، حيث قالت إحدى الروايات إن راهباً يونانياً نصرانياً يدعى “الابوس دي روبي” كان أول من استعمل السبحة، وفي عام 1880 أطلق بابا روما “ليو الثالث عشر” على شهر أكتوبر اسم “المسبحة المقدسة”، كما تقول بعض كتب التاريخ إن كهنة الصين والهند كانوا أول من ابتدع السبحة، وقد اتخذت السبحة في عصور ما قبل التاريخ كزينة وتعويذة وتميمة، وفي الآثار الفينيقية ما يشير إلى استعمالها في المقايضة والمعاملات التجارية. وعرفت مدينة البندقية بصناعة المسابح من الزجاج الملون، أما الصين فصنعت سبح العاج المنقوشة والمطعمة، فيما انتشرت سبحات الكهرمان الأسود في أوروبا بالإضافة إلى مسابح الفيروز والعقيق والمرجان، ومن المرجح أن الصوفيين أول من صنع السبح على الشكل الذي نراه اليوم بسبب حرصهم على التسبيح بأعداد معينة، بينما يتم التسبيح في الأصل على أصابع اليد أسوة بالرسول عليه الصلاة والسلام، ولكن ظهرت ثلاثة أحجام للسبح الأول المكون من 33 حبة، وهو الأكثر انتشاراً، وهناك السبحة المؤلفة من 66 أما السبحة الكاملة فتتكون من 99 حبة بعدد أسماء الله الحسنى.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©