الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صلاح عناني يستلهم إبداعاته من الأصالة الفرعونية والإسلامية

صلاح عناني يستلهم إبداعاته من الأصالة الفرعونية والإسلامية
8 سبتمبر 2010 22:07
يستلهم الفنان التشكيلي الدكتور صلاح عناني موضوعات أعماله من معايشته للبيئة الشعبية المصرية فقد ولد في يناير من عام 1955 في حي السيدة نفيسة ثم انتقل والده بالأسرة الى حي إمبابة، فنشأ في تلك البيئات الشعبية بين الازدحام المرتبط بالعادات الدينية من مولد السيدة نفيسة، والسيدة زينب وشهر رمضان والمولد النبوي وموكب الخليفة والدراويش والباعة قبل أن ينتقل الى حي العجوزة الأكثر حداثة. يقول الفنان صلاح عناني انه قاهري فاطمي حيث تواجد في تلك المناطق ما يقرب من 12 عاما حينما عمل مديرا لقصر الغوري وحاول أن يحيى أيام الخلفاء الفاطميين كأول مصري يسير المواكب من باب زويلة بعد أن كانت فكرة لإحدى لوحاته، كما أضاف على استعراض “التنورة” رقصة لها موسيقاها وعروضها التي اصبح يقدمها على خشبة المسرح. الشوارع الخلفية وأضاف: في طفولتي كنت اذهب الى بيت جدي في السيدة نفيسة سيرا على الأقدام من بيتنا في العجوزة فكنت أمر على ميدان السيدة زينب وشارع المراسينة، ثم شارع الخضيري، حتى اصل الى شارع احمد بن طولون، وتلك هي المنطقة التى ولدت فيها عند جبل يشكر أو “مصر الطولونية”، كما كنت ألعب عند مجرى العيون وعين الصيرة، وتلك جميعها أماكن تحمل روح وطرز الفن الإسلامي. وقال إن شهر رمضان من احب الشهور اليه لما به من نفحات المنطقة الشعبية بمعناها الثقافي الشعبي، وانه يقضي الكثير من هذا الشهر في منطقة الحسين والغورية وسط الزحام والمقاهي حتى ساعات الفجر. وأكد انه لا يمر شهر على الأكثر من دون أن يذهب الى “الشوارع الخلفية” وهو اسم معرضه في نوفمبر القادم بقاعة بيكاسو، وانه دائما يرسم تلك الشوارع بمشاعرها ووجدانها الخلفي، موضحا أن المصريين لديهم وجه ظاهري واخر خلفي، والأخير هو الحقيقي الأكثر جمالا ويحتاج للتعامل معه الى درجة كبيرة من الوجدان الأصيل أو الأصالة. وقال إن ذلك هو سر تشبثه بالتعبير عن ذلك العالم بعد أن كان الحس والحدس يحركانه تجاهه، وانه يشحن اللحظة بمدركه الوجداني والفكري التاريخي في مزج بين الواقع الشعبي والشخصية المصرية بأسلوبه الخاص الذي يبتعد به عن التبعية الثقافية التى تشكل أزمة على كافة المستويات. الحارة الشعبية وأضاف انه أحيانا يسأل نفسه عن كيفية رسم طقوس الحارة الشعبية وتقاليدها من دون أن يعايشها، مؤكدا أن الإقامة بالحارة كانت ستدخلها دائرة الاعتياد، ويصبح تصويرها نوعا من الضلال كما يفعل بعض الفنانين عندما يأخذ من التقاليد الشعبية ويصورها كموتيف، ويظهر ذلك بشكل خاص في الفنون باعتبارها من أدق وارق الموضوعات الحساسة، ومصر ابتدعت الفن الاسلامي وعلمته للعالم كله، فهي أمة مبدعة بملاحظاتها الخاصة، ولذلك كان ابتعاده عن هذا العالم هو نوعا من الانجذاب الذي يجعلنه اكثر انتقائية. وقال: تأتي ألواني انعكاسا لمشاعر المصريين المتأججة في الدرجات الساخنة والداكنة، واذكر حينما سألني الأديب وليم جولدنج الحائز على جائزة نوبل للآداب عند مشاهدته لأحد معارضي، عن سبب سيطرة اللون الداكن في بلد مضيء فأجبت بأن مصر قد تبدو كذلك فى نظر الأجانب، ونظرا لطبائع أهل المدن فى مصر فإن معظم حياتهم تكون داخل غرف ظليلة فاستخدام اللون الداكن لا يعتبر نقدا اجتماعيا، وان استخدام التعبير الفني في تصوير الأحياء الشعبية الفقيرة يدفع المشاهد الى المزيد من التعمق والتأمل في مضمون اللوحة وجوهرها كما أنني أعيش منشغلا بقراءة التاريخ جاعلا انغماسي بجماليات البيئة الشعبية والفنون الإسلامية وإعادة صياغتها مرجعا خصبا استقي منه إبداعاتي. عدم وعي وأشار الى انه درس تكنولوجيا النحت بشكل احترافي، وانه عندما كان صغيرا كان يصنع التماثيل من طين الحديقة، والذي كان يماثل الصلصال الآن، ويتذكر انه كان يحاول عمل الحلزوني لمئذنة جامع بن طولون، وكان يبحث عن طريقة اللف في هذا الشكل، وكان يأخذ الحجر الابيض عندما يكون هناك عملية “سفلتة” للشارع، ويرسم به على الإسفلت الأسود ويمكث ساعات حتى ينتهي من رسم شكلا آدميا يصل في بعض الأحيان الى 10 متر. واكد أن اعظم ما يمكن ان تفعله لتخرب أي أمة هو عدم التعرف على الذات وطمس تراثها ويعتقد أن ما نهجه بعض الفنانين فترة السبعينات من القرن الماضي في انتاج أعمال فنية من خلال الحروف العربية نوع من معادلة الغرب بعد أن لعب لعبة الحروفية وانهم لم يفعلوا هذا باعتبار أن الحروف العربية من مصادر الإلهام من الفن الإسلامي أو العربي وإنما لان بالغرب فنانين استخدموا الحروف اللاتينية فاخذ فنانونا الحروفية اعتقادا منهم انهم سيحققون القيم الجمالية البصرية الغربية، ويكونون بذلك قد انتجوا شكلا يرضى الغرب جماليا ومستمد من الشرق، وهذه هي مشكلة عدم الوعي، فالموهبة الكبيرة تحتاج إلى وعي كبير. وأضاف انه أوجد تيارا فكريا يشير الى الأصالة المصرية الفرعونية والإسلامية من خلال برنامج “وسط البلد” الذي قدمه منذ سنوات بعد معرضه في منتصف الثمانينيات عن منطقة الكيت كات، وفيلم “ليه يا بنفسج” للراحل رضوان الكاشف، كما انه لم يقدم حارة نجيب محفوظ كما يظن البعض، وإنما حارات المهمشين الذين اصبحوا الآن أبطال الحارة في الميديا، وانه كان اول من أشار الى السينما كموضوع لوحة.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©