الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ابن هشام عمدة النحويين في كل العصور

ابن هشام عمدة النحويين في كل العصور
8 سبتمبر 2010 22:06
العلّامة جمال الدين بن هشام حجة العرب وأفضل المتأخرين وشيخ النحو الذي أظهر فيه الإبداع، وعالماً فذاً صنف في علوم العربية ما لم يسبقه فيها غيره. ويقول الدكتور محمد داود - أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة قناة السويس والخبير بمجمع اللغة العربية - ولد الإمام جمال الدين أبو محمد عبدالله بن يوسف بن عبدالله بن يوسف بن أحمد بن عبد الله بن هشام النحوي في القاهرة في 5 ذي القعدة سنة 708 هـ / 23 أبريل عام 1309م. ودرس على مشاهير علمائها الفقه والحديث والكلام والتفسير وغيرها من علوم الشريعة والعربية، وتتلمذ على الشيخ شهاب الدين عبداللطيف بن المرحل ولزمه فترة طويلة، وتلقى دروسه عن الشيخ شمس الدين أبي بكر محمد بن السراج، وسمع من الشيخ أبي حيان الأندلسي أثير الدين محمد بن يوسف ديوان زهير بن أبي سلمى المزني، وكان كثير المخالفة له، وأخذ عن الشيخ تاج الدين علي بن عبدالله التبريري عالم الحديث، وقرأ على الشيخ تاج الدين عمر بن علي الفاكهاني “شرح الإشارة”، وقرأ على الشيخ بدر الدين محمد بن جماعة الشاطبية. وواصل الإمام ابن هشام تحصيله حتى تضلع في العلم وبلغ مرتبة التدريس والتأليف والإمامة في كثير من العلوم، وتصدر للتدريس والتف حوله طلاب العلم لتفرده بفنون اللغة والإحاطة بدقائقها وحقائقها والتحقيق البالغ والاطلاع المفرط والاقتدار على التصرف في الكلام، وصار له من الملكة فيها ما لم يكن لغيره، وتفقه في أول عمره للشافعي ثم انتقل لمذهب الإمام أحمد بن حنبل، وحضر مدارس الحنابلة وحفظ “مختصر أبي القاسم الخرقي” في أقل من أربعة أشهر. وكان الإمام ابن هشام متحلياً بالتواضع والبر والشفقة وشُهد له بدماثة الخلق ورقة القلب، وسعة الاطلاع وجودة القريحة، واشتهر صيته في الأقطار وطارت مصنفاته في غالب الديار. وتتلمذ عليه الكثيرون منهم ابنه محب الدين محمد بن عبدالله، وقد كان عالماً فذاً حتى قيل عنه إنه أعلم من أبيه، وسراج الدين عمر بن الملقن، وعبد الخالق بن الفرات، وجمال الدين محمد بن أحمد النويري، وعلي بن أبي بكر البالسي. وشهد العلماء بسبقه وتمكنه وقال ابن خلدون: “ما زلنا ونحن بالمغرب نسمع أنه ظهر بمصر عالم بالعربية يقال له ابن هشام أنحى من سيبويه، وعلى علم جم يشهد بعلو قدره في صناعة النحو، وكان ينحو في طريقته منحاة أهل الموصل الذين اقتفوا أثر ابن جني، واتبعوا مصطلح تعليمه، فأتى من ذلك بشيء عجيب دال على قوة ملكته واطلاعه”، وقال عنه الصفدي في أعيان العصر وأعوان النصر: “الشيخ الإمام العالم العلامة حجة العرب. أفضل المتأخرين، جمال الدين أبو محمد الأنصاري الحنبلي المصري شيخ النحو، ومن قام في أمره بالإثبات والمحو، أظهر فيه الإبداع وصنف، وقرط الأسماع وشنف، ونظر ودقق، وتعمق وحقق، ورجح الأضعف، لذهنه المتوقد وأوهى الأقوى من الأقوال، وسهل المتعقد، وكد وكدح، وصد عن الباطل، وأطرب لما صدح، وناقض شيخنا أثير الدين وحجه، وعدل بمذاهبه عن المحجة فلو عاصره سيبويه لحاكم الكسائي إليه، وفصل أمر المسألة الزنبورية بين يديه. وفصل فصول كتابه وخلعها عليه، أو الفارسي لأجلب عليه بخيله ورجله، أو ابن جني لما كتم سر الصناعة من أجله، أو ابن مالك لكان له مملوكاً، وجعل به طريق التسهيل للناس مسلوكاً”. وقال عنه ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة: “ابن هشام جمال الدين النحوي الفاضل المشهور، لنفع الطالبين وانفرد بالفوائد الغريبة والمباحث الدقيقة والاستدراكات العجيبة، مع التواضع والبر والشفقة ودماثة الخلق ورقة القلب”. وخلف ابن هشام الكثير من المصنفات في اللغة العربية وعلومها والشعر والأدب، ومن أهم مؤلفاته “الإعراب عن قواعد الإعراب” و”الألغاز النحوية” صنفه لخزانة السلطان الملك الكامل وتكرر طبعه كثيراً، و”أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك” و”التذكرة” ويقع في خمسة عشر مجلداً، و”الجامع الصغير” وتوجد مخطوطة منه في مكتبة باريس، و”رسالة في انتصاب لغة وفضلاً وإعراب خلافاً وأيضاً وهلم جرا” و”مغني اللبيب عن كتب الأعاريب” وهو من أشهر كتبه، وقد اشتهر في حياته وأقبل الناس عليه. وقد صنفه للمرة الثانية عام 756 هـ، وهو مجاور للحرم المكي وأتمه في شهر ذي القعدة، و”عمدة الطالب في تحقيق تصريف ابن الحاجب” و”رفع الخصاصة عن قراءة الخلاصة”، و”الروضة الأدبية في شواهد علوم العربية” و”التحصيل والتفصيل لكتاب التذييل والتكميل” و”تخليص الشواهد وتلخيص الفوائد” و”شذور الذهب”، وكان مقرراً للتدريس في جملة من معاهد العلم وفي الأزهر فترات طويلة. كما شرحه كثرة من العلماء، و”شرح شذور الذهب” و”شرح القصيدة اللغزية في المسائل النحوية”، و”قطر الندى وبل الصدى وشرحه” وقد طبع هذا الشرح في مطبعة بولاق بالقاهرة سنة 1253 هـ ثم تعددت طبعاته. وتقرر للتدريس في المعاهد العلمية والأزهر فترة طويلة، و”الكواكب الدرية في شرح اللمحة البدرية لأبي حيان” و”شرح بانت سعاد”وقد فرغ منه في الثامن عشر من رجب سنة 756 هـ وطبع بليبزج سنة 1871م ثم بالقاهرة 1304 هـ ثم تكرر طبعه، و”شرح البردة “ و”شرح التسهيل لابن مالك”، و”فوح الشذا في أحكام كذا” و”مختصر الانتصاف من الكشاف “اختصر فيه كتاب ابن المنير” الانتصاف من الكشاف” و”المسائل السفرية في النحو”، و”موقد الأذهان وموقظ الوسنان” تعرض فيه لبعض مشكلات النحو، و”المباحث المرضية المتعلقة بـ “من” الشرطية”. وتوفي - رحمه الله - في ليلة الجمعة خامس ذي القعدة سنة 761 هـ / 1360م.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©