السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«الحمضيات» أحدث البضائع المهربة من مصر إلى قطاع غزة

«الحمضيات» أحدث البضائع المهربة من مصر إلى قطاع غزة
29 يناير 2010 21:39
أصبحت ثمار الحمضيات أحدث أنواع البضائع المهربة إلى قطاع غزة عبر الأنفاق الأرضية مع مصر في محاولة لسد العجز الحاصل من هذه السلع في القطاع. وتعد هذه هي السابقة الأولى من نوعها في غزة التي يجرى خلالها تهريب ثمار البرتقال والليمون والماندلينا عبر الأنفاق بعدما كانت تصدر للخارج كإحدى درر اقتصاد هذا الشريط الساحلي الضيق. ووسط عربات الباعة في سوق الزاوية الشعبي الرئيس في غزة يفرق تاجر الخضراوات والفواكه أبو محمد خضير بين نوعين رئيسين من ثمار الحمضيات لديه الأول محلي قليل الجودة بثمن رخيص والثاني مهرب عالي الجودة والثمن. ويعزو مسؤولون فلسطينيون اضطرار تجار غزة إلى تهريب أنواع الحمضيات للانخفاض الحاد في زراعتها محلياً بسبب عمليات التجريف الإسرائيلية المستمرة لآلاف الدونمات، خاصة خلال الحرب على القطاع قبل عام. وتسببت عمليات التجريف شبه اليومية في أن يصبح قطاع غزة الذي كان يشتهر بالحمضيات مفتقراً لها فلا تكفي حاجة سكان المليون ونصف نسمة. وانتهت كلياً النوعيات المتميزة من البرتقال مثل "أبو صرة" و"الشموطي". ويعرب خضير عن حسرته على هذا الواقع وهو يهم بتلبية طلبات عدد قليل من زبائنه مشتكياً من ارتفاع تكلفة الأنواع المهربة مما يعني الحد من الإقبال عليها. ويقول تاجر فواكه، عبد الرزاق الغول من مدينة رفح، مركز الأنفاق الأرضية، إنه يسوق بشكل يومي 500 كيلوجرام من الحمضيات تصله عبر الأنفاق من خلال تجار كبار.?وأوضح الغول أن سعر الجملة لكيلو البرتقال يبلغ 40 شيكلاً (الدولار يساوي نحو 4 شيكلات). ويتدفق يومياً حوالي 20 إلى 30 طناً من الحمضيات إلى غزة عبر الأنفاق الذي يحصل أصحابها على 400 دولار للطن. وتتم عمليات النقل من خلال تحويل تجار ثمن الحمضيات لتجار مصريين ويتم إرسالها إلى منطقة الأنفاق ومن ثم تدخل إلى غزة. ويقول محمد الأغا وزير الزراعة في الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس في غزة إن 15 ألف دونم فقط تزرع بالحمضيات في القطاع حالياً مقارنة بأكثر من 80 ألف قبل عشرين عاماً. ويرجع الأغا ذلك إلى حجم التجريف الإسرائيلي المستمر للأراضي الزراعية، لا سيما في المناطق الحدودية التي تعد مركز الحمضيات الأساسي. وتكبد المزارعون الفلسطينيون على مدار الأعوام العشرة الأخيرة خسائر طائلة جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية والاستهداف المستمر لأراضيهم وحصار القطاع وسد منافذ التصدير أمام محاصيلهم. كما أدى الحصار ونقص الكثير من السماد والبذور المستخدمة في تراجع زراعة الحمضيات وانعدامها من أسواق قطاع غزة بسبب منع إدخالها من قبل إسرائيل. وتفرض إسرائيل حصاراً مشدداً على غزة منذ عامين ونصف العام إثر سيطرة "حماس" على الأوضاع. ووصلت كمية الحمضيات التي ينتجها قطاع غزة في الوقت الحالي إلى نحو 15 ألف طناً فقط معظمها من الأنواع الرديئة، من أصل 250 ألفاً كانت تصدر في الماضي. ويقول الأغا إن حكومته تدفع باتجاه إعادة تنظيم عمليات زراعة الحمضيات على أمل تحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي كحل مرحلي، في ظل ان ما يزرع حالياً لا يلبي أكثر من 70 في المئة من احتياجات السكان. لكنه يقر أن عمليات التهريب لنقل ما يمكن من ثمار الحمضيات ستبقي مستمرة لكون أن هذه العمليات تحتاج لوقت كبير وضمان توقف الاستهداف الإسرائيلي للأراضي الزراعية، وهذا الأمر غير متوافر حتى الآن. أما التاجر الغول، فإنه يتكهن بتحول الحمضيات إلى سلعة أخرى نادرة في غزة المحاصرة في ظل استمرار تقليص عمل أنفاق التهريب وضعف الإنتاج الزراعي المحلي
المصدر: غزة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©