الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

10 قتلى باشتباكات بين «القاعدة» وأهالي بلدة يمنية

10 قتلى باشتباكات بين «القاعدة» وأهالي بلدة يمنية
17 يناير 2012
قُتل 10 يمنيين، بينهم جنديان، أمس الاثنين، باشتباكات بين مسلحين قبليين، ومقاتلي تنظيم “القاعدة” الذين فرضوا سيطرتهم على بلدة رداع، ثاني كبرى مدن محافظة البيضاء (وسط)، فيما تعتزم السلطات الحكومية إطلاق حملة عسكرية واسعة لتحرير هذه البلدة من المتشددين، في حين اتهم حزب “المؤتمر الشعبي العام” اللواء العسكري المنشق علي محسن الأحمر، بالتخطيط لاغتيال “الشخصيات المؤثرة” في اليمن، لإجهاض عملية “التسوية السياسية”، التي تنظمها “المبادرة الخليجية” لإنهاء الأزمة اليمنية المتفاقمة منذ عام. وقال سكان محليون لـ«الاتحاد» إن مواجهات اندلعت صباح أمس الاثنين بين عشرات المسلحين من الأهالي ومقاتلي تنظيم القاعدة، بقيادة طارق الذهب، أحد أبرز قادة التنظيم المتطرف، الذي يسيطر على مناطق واسعة في محافظتي أبين وشبوة، جنوب اليمن. وأوضحوا أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل ثمانية من الأهالي وجرح خمسة آخرين، مشيرين إلى أن الاشتباكات تزامنت مع بسط مقاتلي “القاعدة” نفوذهم على معظم المقار الحكومية في البلدة، غداة سيطرتهم على قلعة تاريخية ومسجد قريب منها، يطلان على منازل المواطنين. وقال محمد صالح: “الوضع في البلدة مأساوي، الاشتباكات تدور في الشوارع”، مضيفا: “لقد شاهدت ثلاث جثث ملقاة على أحد الشوارع”. ولفت إلى أن السلطات الأمنية والمحلية “غائبة تماما” عن الأحداث الجارية في البلدة، مشيرا إلى أن وكيل محافظة البيضاء لشؤون مديريات رداع، عبدالله الأحمر، الذي يعد المسؤول الحكومي الأول في رداع، “غادر” السبت الماضي، إلى قريته في محافظة عمران الشمالية. وأفادت مصادر حكومية محلية لـ(الاتحاد) أن المسلحين هاجموا مقر الأمن السياسي (المخابرات) وأنهم أحرقوا محتوياته، كما فرضوا سيطرتهم على فرع البنك اليمني للإنشاء والتعمير الحكومي في البلدة، التي يقطنها نحو 60 ألف نسمة، والواقعة جنوب شرق العاصمة صنعاء. وأوضحت أن المسلحين، الذين يتزعمهم طارق الذهب، أحد أبناء محافظة البيضاء، اقتحموا السجن الحكومي في البلدة، “وأطلقوا سراح 199 سجينا”. والذهب، الذي سلمته سوريا إلى اليمن مؤخرا بعد اعتقاله لدى محاولته التسلل إلى العراق، ويشرف حاليا على معسكر لتدريب “الجهاديين” على القتال في منطقة أخرى بمحافظة البيضاء، هو صهر الداعية المتشدد الأميركي من أصل يمني، أنور العولقي، الذي قُتل أواخر سبتمبر الماضي، في غارة جوية أميركية استهدفته وعددا من رفاقه في محافظة الجوف القبلية اليمنية الشرقية. وذكرت وزارة الدفاع اليمنية، عبر موقعها الالكتروني، أن “العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة” هاجمت “عددا من المنشآت الحكومية في المدينة بينها السجن المركزي”، وأنها أفرجت عن “السجناء” داخله، بعضهم “بينهم محكوم عليهم قضائيا، وآخرين إرهابيين ومتهمين بجرائم قتل وتقطع ونهب وسرقة”. وأشارت إلى أن المسلحين المتشددين هاجموا نقطة أمنية في منطقة “دار النجد”، على مشارف البلدة، وأن الهجوم أسفر عن مقتل جندي وإصابة واختطاف آخرين، إضافة إلى استيلاء المهاجمين على أربع سيارات عسكرية، تم نقلها إلى مركز قيادة التنظيم في القلعة التاريخية. لكن مصادر صحفية أخرى أكدت مقتل جنديين اثنين على الأقل. وقالت وزارة الدفاع إن مسلحي “القاعدة” قاموا بتخزين “الأسلحة والذخائر” في القلعة ومسجد العامرية القريب منها، ما أثار مشاعر “الخوف والرعب” بين أوساط الأهالي، “الذين طالبوا الحكومة ووزارة الداخلية وأجهزة الأمن بسرعة التدخل وملاحقة العناصر الإرهابية والقبض عليهم وتطهير مدينتهم منهم”. وقال أحد السكان لـ(الاتحاد) “عشرات الأسر، خصوصا التي تقطن في محيط قلعة ومسجد العامرية، بدأت بالنزوح إلى مناطق أخرى” خارج البلدة، تخوفا من اتساع دائرة العنف أو تعرض منازلهم لغارات جوية مماثلة للغارات التي أصابت منازل مدنيين خلال استهداف مواقع مفترضة لتنظيم القاعدة في أبين وشبوة، خلال الأعوام الثلاثة الماضية. وقال آخر لوكالة رويترز “رفعت القاعدة رايتها على القلعة.. أعضاؤها انتشروا في البلدة بعد أن تعهدوا بالولاء لأيمن الظواهري خلال صلاة العشاء” أمس الأول الأحد. وقال التلفزيون اليمني إن سكان رداع “يناشدون الحكومة إرسال قوات” لتحرير البلدة. وأكد محافظ البيضاء، محمد العامري، في اتصال هاتفي مع (الاتحاد)، أن السلطات الحكومية “تستعد لإطلاق حملة عسكرية كبيرة” لتحرير بلدة رداع من “القاعدة”. وقال: “الدولة قائمة على قدم وساق من أجل تطهير رداع من العناصر الإرهابية”، رافضا إضافة المزيد من التفاصيل حول الحملة العسكرية المرتقبة. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” أن اللجنة العسكرية، المكلفة بإنهاء النزعات المسلحة في البلاد، ناقشت أمس الاثنين، “باستفاضة” تطورات الأحداث في بلدة رداع، دون أن تضيف المزيد من المعلومات. والهجوم على بلدة رداع. وقد اتهمت المعارضة اليمنية، الرئيس صالح، بدعم المسلحين المتشددين في السيطرة على بلدة رداع، حيث ذكرت صحيفة الصحوة، الناطقة باسم حزب الإصلاح الإسلامي المعارض، أن هؤلاء المسلحين “على صلة وثيقة بجهاز الأمن القومي”، الذي يشرف عليه نجل شقيق صالح، عمار طارق. ولفتت إلى أن شيخ رداع، عبدالسلام النصيري، وهو قيادي بارز في حزب المؤتمر، استضاف زعيم المسلحين طارق الذهب، أمس الأول، وأنه سلمه “مفاتيح” القلعة التاريخية. إلى ذلك ذكر حزب المؤتمر، عبر موقعه الالكتروني، نقلا عن مصدر مطلع في قيادة قوات اللواء الأحمر، أن المخطط يستهدف “الشخصيات المؤثرة” بهدف “تقويض مسار التسوية السياسية” التي تنظمها اتفاقية “المبادرة الخليجية”، مشيرا إلى أن اللواء الأحمر، “استعان” بعناصر “إرهابية” من تنظيم القاعدة، “في التحضير لسلسلة الاغتيالات” التي ستتم من خلال سيارات ودراجات نارية مفخخة. وقال حزب الرئيس صالح إن قائمة الشخصيات المستهدفة تضم قيادات في الحزب وأخرى في الأجهزة الأمنية والعسكرية، إضافة إلى “إعلاميين وسياسيين بعضهم محسوب على تيارات يسارية منضوية في إطار أحزاب اللقاء المشترك” .
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©