الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأخذ بأسباب القوة دون تكبر

الأخذ بأسباب القوة دون تكبر
13 فبراير 2009 00:26
يدعو الإسلام إلى تشجيع الأبناء على الأخذ بأساب القوة بمختلف أنواعها، سواء كانت قوة ذهنية تعتمد على التعليم أو قوة عضلية من خلال البناء الصحيح للجسم· فالإسلام تهذيب للنفس وكل تعاليمه تصب في بناء الشخصية القوية لأتباعه· يقول الدكتور ـ محمد داود ـ أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة قناة السويس: إن الايمان عندما يتمكن من الإنسان يضفي عليه قوة تنطبع في سلوكه وتحركاته وتجعله أكثر يقيناً ووضوحاً ورسوخاً فلا يعرف التردد أو الخوف الذي يمنع من السعي والأخذ بالاسباب ومواجهة الصعاب والأخطار والله تعالى يقول: ''اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم''· الزمر الآيات 40-·39 ويوضح أن المنهج الإسلامي يهدف إلى بناء المؤمن القوي الذي يبذل جهده وطاقته لبلوغ أهدافه بالوسائل الصحيحة التي يقبلها الشرع، ولا يعرف التهاون في السعي أو يترك أمره للظروف تدبر له ما قصر في تدبيره لنفسه فالمسلم الحق مطالب بتعبئة قواه كلها لمغالبة التحديات التي تعترض طريقه وأن يؤدي واجبه دون تخاذل أو تفريط في كل أموره وأن يتوكل على الله تعالى: ''قل أغير الله اتخذ وليا فاطر السماوات والأرض وهو يطعم ولا يطعم قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين'' الانعام الآية ·14 وعن عوف بن مالك قال: قضى رسول الله بين رجلين: فلما أدبرا قال المقضي عليه: حسبي الله ونعم الوكيل· فقال -صلى الله عليه وسلم: ''إن الله يلوم على العجز ولكن عليك با لكيس ''العقل'' فإذا غلبك أمر فقل: حسبي الله ونعم الوكيل''· فالإسلام يربي أبناءه على الأخذ بأسباب القوة الصحيحة ورسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ''المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف· وفي كل خير· احرص على ما ينفعك وا ستعن بالله ولا تعجز وان اصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا، ولكن قل: قدر الله، وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان''· أضاف ان القوة التي يريدها الإسلام راسخة في النفوس لا تعني الغرور أو التعالي والتكبر والبطش والعدوان وانما هي الفضيلة التي تجعل المسلم قوي النفس مبتعدا عن الهوى وحياة الخلاعة والفجور يسمو على الصغائر ويؤمن بالاستقامة والنزاهة ويفعل الخيرات ويقبل على الطاعات ولا ينجرف وراء الشهوات وما يغضب الله عز وجل الذي قال: ''استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة الى قوتكم ولا تتولوا مجرمين'' هود الآية ·52 وقال إن السمو النفسي والصراحة والصدق والشجاعة والجرأة في الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سمات يجب ان نحرص على غرسها في ابنائنا حتى يشبوا على الطاعة والتميز والروح المستقلة ويقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم : ''لا يكن احدكم امعة· يقول: أنا مع الناس، إن أحسن الناس احسنت وإن أساءوا أسأت· ولكن وطنوا انفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن اساءوا أن تجتنبوا اساءتهم'' فالمسلم لا يتهاون في حقوق الله تعالى ولا يساير من حوله ويتصرف بحسب الاعراف والتقاليد ولو كانت فاسدة وهو لا يستحي في إظهار المفاسد والاخطاء والمعاصي التي تنتهك حرمات الله سبحانه وتعالى: ''ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء'' الحج الاية ·18 وعن أسلوب غرس فضيلة القوة في الأبناء يقول الدكتور محمد داود: يجب أن نحرص على تربية أولادنا على قيم الإسلام وفضائله وأن نكرس كل جهودنا لتعميق مبادئ ديننا الحنيف في نفوسهم ومن المهم ان يجتهد الآباء في تحفيظهم كتاب الله تعالى وشرح معانيه لهم وجانب من أحاديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وان نعلمهم سيرة الصحابة وصفات أهل الجنة وأهل النار وعلينا أن نكون قدوة لأبنائنا ونحرص على أن نقوم بالحقوق والواجبات ونبتعد عن الموبقات والصغائر حتى يشبوا على الجدية والمسؤولية وعلينا أن نعودهم السعي لتحصيل الى التعليم والعلوم والمعارف والثقافة وأن نعلمهم رياضة تفيد وتبني أجسادهم وأن يصاحبوا أهل الصلاح والفلاح والتفوق·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©