الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الشركات العالمية تعيد النظر في تقنية القراءة على شاشات الموبايل

الشركات العالمية تعيد النظر في تقنية القراءة على شاشات الموبايل
1 مايو 2006
إعداد - محمد عبدالرحيم:
في الوقت الذي انتشرت فيه استخدامات الأجهزة اليدوية المتنقلة من كل نوع فقد اصبح المستخدمون اكثر عرضة فيما يبدو للاصابة بالحول وهم يعانون من التحديق في شاشات الأجهزة مثل المساعدات الرقمية الشخصية وهواتف الموبايل واجهزة الالعاب واجهزة آي بود من أجل قراءة النصوص الدقيقة الحجم، وبينما اخذت تكنولوجيا الموبايل تشهد المزيد من النمو والتقدم بحيث تمكن الأشخاص من تصفح الويب ومراقبة البرامج والعروض على شاشات لا يزيد حجمها الا بالكاد على حجم طابعة البريد، فإن العديد من المستخدمين باتوا يشتكون من الاجهاد البصري·
وذكرت صحيفة 'وول ستريت جورنال' ان المتخصصين في امراض العيون أخذوا يلاحظون لعقود طويلة ان انفاق الساعات الطويلة أمام اجهزة كمبيوتر سطح المكتب يمكن ان يؤدي الى العديد من المشاكل المتعلقة بالعين بما في ذلك الصداع الشعيرات الدموية والغشاوة المؤقتة في النظر، والآن فإن الأجهزة اليدوية اصبحت تجلب معها سلسلة جديدة من الشكاوى حيث باتت العديد من العوامل التي تتسبب في الاجهاد البصري جراء التحديق لأوقات طويلة في اجهزة الكمبيوتر الكبيرة الحجم - التي تتميز بشاشات اقل في درجة التباين - تتواجد بشكل مألوف في الاجهزة المتنقلة، وبالاضافة لذلك فإن الأجهزة المحمولة يدوياً أصبحت ايضا تتسم بشاشات عرض اكثر اعتاماً من تلك الموجودة في اجهزة الكمبيوتر بغرض المحافظة على حياة البطارية، لذا فإن بعض المتخصصين في امراض العيون طفقوا يشيرون الى ان الشاشات الصغيرة في الاجهزة أضحت تسفر في اعتماد المزيد من صغار المستخدمين على نظارات القراءة، وان معظم الأشخاص بدأوا يعانون من قصور النظر ولما يبلغوا الاربعين من أعمارهم بسبب فقدان العدسات الداخلية للعين للمرونة الكافية·
وتشير هيلينا بيل خريجة الجامعة البالغ عمرها 24 عاما في كاربونديل بولاية اليونويس الى ان تحديقها في قائمة الأغاني في جهاز آي بود جعلها تشعر على الدوام بالاجهاد والألم في عينيها وهي تقول: 'لقد استمروا يحاولون حشر كل هذه التكنولوجيا وتحويلها من اعلى كمبيوتر سطح المكتب الى داخل هذه الاجهزة الصغيرة والدقيقة الحجم'·
ومن أجل مواجهة والتصدي للمشاكل التي تتعلق بالاجهاد البصري عكفت كبريات شركات التكنولوجيا على اعادة دراسة العلوم الخاصة بالقدرة على القراءة والبحث عن سبل جديدة تجعل من الأجهزة الكمبيوترية المحمولة يدوياً اكثر سهولة وتناغما مع العين، والى ذلك فقد تبنت مؤسسة مايكروسوفت نوعاً من قوالب الحروف في الشاشات المحمولة، تظهر الحروف بشكل اكثر بساطة وتباعداً على خلفية اكثر بياضاً بحيث لا تبدو محصورة او متكدسة، وقد طورت مايكروسوفت ايضا تكنولوجيا اطلقت عليها اسم فٌمفْ ش؟ِمف اي الطباعة الواضحة تساعد على نعومة الاطراف الفائقة في الحروف وتزيد من حدة ظهور النص على الشاشة·
اما آخر ما توصلت اليه شركة موتورلا في منتجاتها من الاجهزة اليدوية التي ستطرح في الأسواق لاحقا في هذا العام نوع من التكنولوجيا التي تتيح للمستخدمين فرصة تكبير الحروف الى الحجم الذي تظهر فيه في الطباعة، وتبحث الشركات الاخرى بما فيها مؤسسة سوني عن سبل جديدة تجعل القراءة من على الشاشات الصغيرة اشبه بالقراءة من الورق، وبما ان معظم الأجهزة اليدوية مزودة بشاشات الكريستال السائل التي تحتوي على مئات البيكسل التي تتم إضاءتها من الخلف فذلك يعني ان المستخدمين يبحثون مباشرة عن مصدر للضوء·· ومن اجل إزالة حدة اللمعان عمدت مؤسسة سوني الى عدم استخدام شاشة للكريستال السائل في جهازها الدفتري الالكتروني الأخير الذي اطلق عليه اسم سَُ؟ زمفلمْ أو أي مصدر داخلي للضوء·
وعوضاً عن ذلك فإن الشاشة الجديدة التي تتميز بدرجة عالية من التباين تعتمد فقط على الضوء المنعكس تماماً كما يحدث في الورقة العادية مما يعني إمكانية المشاهدة والقراءة من اية زاوية، الا انها لن تصبح معتمة تحت اشعة الشمس المباشرة، وعلى خلاف سائر الأجهزة اليدوية المحمولة فإن جهاز سوني يمكن قراءته في الظلام ايضا بسبب عدم وجود ضوء داخلي·· على ان العديد من مصنعي الأجهزة بمن فيهم مؤسسة بالم بدأت تعرض شاشات 'تبادلية الانعكاس' لديها ضوء خلفي يتوهج في الظروف المظلمة ولكنها تتمتع ايضاً بالقدرة على عكس الضوء الطبيعي، وكذلك فإن شاشات العرض الزجاجية الموجود في اجهزة شركة بالم جرى معالجتها بأنواع خاصة من أفلام البولارايز التي تعمل على تحويل الضوء بطريقة تسمح للمستخدمين بمشاهدة الشاشة بوضوح من مختلف الزوايا، ويذكر ان وضوح الشاشة في الأجهزة اليدوية قد شهد تحسناً كبيراً في السنوات العديدة الماضية مما جعل من السهل على الكثير من الشركات وضع قوالب الحروف والصور بشكل اكثر وضوحاً في الشاشات الصغيرة·
وتسبب الإجهاد البصري في حدوث العديد من العوامل حيث كشفت البحوث عن ان الأشخاص لا يميلون كثيراً الى غض الطرف 'الرمش' بأعينهم اثناء التحديق في شاشة الكمبيوتر، وبالاضافة لذلك فإن مستخدمي هذه الاجهزة عادة ما يركزون ابصارهم على شيء قريب جدا لساعات بشكل يؤدي الى ارهاق العضلات الداخلية للعين، ولكن مصنعي الالكترونيات أخذوا يشيرون الى انه وفي الوقت الذي اصبح فيه الاجهاد البصري يمثل مشكلة فقد بات يتوجب عليهم موازنة القدرة على القراءة مع المزايا الأخرى التي يطلبها الزبون، اذ يقول داوج والستون مدير إدارة التصاميم لأجهزة الموبايل في مؤسسة موتورولا: 'لقد كشفت بحوثنا عن أن الزبائن يرغبون في نوع من المقايضة، ففي الوقت الذي يرغب فيه الجميع في وجود الأحرف الكبيرة فإن البعض الآخر أصبح يرغب في قراءة الجملة بأكملها في سطر واحد'، وبينما أخذ العديد من الاشخاص يجأر بالشكوى من الشاشات المعتمة فهم يرغبون ايضاً في نفس الوقت في وجود بطارية ذات حياة اطول، اذ يقول كريج شيراي نائب مدير تسويق المنتجات في مؤسسة بالم: 'لن يمكننا انتاج شاشات اكثر إضاءة واشراقاً لأن ذلك يتطلب التضحية بعمر البطارية'·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©