الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السعديات .. لؤلؤة البحر والصحراء

السعديات .. لؤلؤة البحر والصحراء
12 يونيو 2012
على بعد كيلومترات قليلة شمال أبوظبي، تتسلل سلاحف بحرية من المياه الزمردية لتضع بيوضها في الرمل الأبيض، بينما تتجول الغزلان الصغيرة قرب الشاطئ بهدوء، قرب المنشآت الفاخرة التي بدأت ترسم ملامح جزيرة السعديات، أو جزيرة المتاحف والسلاحف، والباحثين عن الهدوء، وعن شبيهة إمارة موناكو في الخليج. قبل عقود، كانت الجزيرة التي تفصلها عن أبوظبي ممرات بحرية ضحلة، تملأها أشجار المنجروف، مرسى لصيادي اللؤلؤ. أما اليوم، فبدأت تستقبل زوارها وسكانها الأوائل، على أن تحتضن قبل عام 2018 ثلاثة متاحف ضخمة، هي اللوفر وجوجنهايم، إضافة إلى متحف الشيخ زايد الوطني. ولم تعد الجزيرة مجرد مشروع، فخلف رمال الشاطئ الممتد على طول 9 كيلومترات، تنتصب صروح وفنادق فاخرة، إلى جانب ملعب ضخم للجولف على مساحة 12 هكتاراً، تتخلله كثبان رملية أبقي عليها للمحافظة على الأعشاب والأزهار الفريدة التي تنبت في هذه الأرض. وقال بول بوث الذي يدير نشاطات الجولف في نادي مونت كارلو الذي يلامس رمال البحر من جهة والصحراء من جهة أخرى “لا يمر يوم لا نرى فيه الغزلان تقفز بين تلال الملعب .. من يأتون للرياضة ينسون المال الذي يدفعونه ويشاهدون الحيوانات”. بينما يؤكد الزوار يومياً مشاهدتهم الدلافين بأعداد كبيرة في المياه الضحلة المتداخلة مع عشب الملعب. ولا يسير الزوار مباشرة على رمال البحر، بل على جسور وممرات مرتفعة، حفاظاً على بيوض السلاحف المدفونة تحت الرمال. وقال متحدث باسم شركة “تي دي إي سي”، “إنه تم تحديد منطقة عازلة بين مناطق التطوير ومواقع التي تبيض فيها السلاحف على الشاطئ، ويتم أيضاً تطبيق قواعد صارمة بالنسبة إلى الإضاءة والضجة الصادرتين من المنشآت السياحية كي لا تؤثر بأي شكل من الأشكال على الحياة الطبيعية للسلاحف”. وتتجه آلاف السلاحف العملاقة إلى شواطئ السعديات في أبريل من كل عام، وتضع بيوضها خلال الليل في الرمال. وفي غضون ستين يوماً، تخرج إلى الحياة أفواج جديدة. وأكد المتحدث، إقامة مشاتل لأشجار المنجروف، وإعادة استصلاح أي بقعة تتلف فيها هذه الأشجار التي تعتبر بالغة الأهمية بالنسبة إلى النظام البيئي، ولمكافحة تغير المناخ. وتنتظر الجزيرة اكتمال معالمها العمرانية الأبرز، وهي المتاحف الكبرى. وفي مبنى “منارة السعديات” يمكن للزوار مشاهدة كيف ستبدو هذه البقعة الهادئة عندما تنتهي إنشاءات المتاحف في 2017، وذلك من خلال مجسمات دقيقة. وسيفتتح متحف اللوفر الباريسي فرعه الأول في العالم على أرض “الحي الثقافي” عام 2015 ضمن مساحة تبلغ نحو 87 ألف متر مربع. أما متحف الشيخ زايد الوطني، فسيفتتح عام 2016 ويركز على الثقافة المحلية وارتباطها بالعالم عبر أجنحة من 5 صقور. بينما سيكون المتحف الأخير جوجنهايم مخصصاً للفن المعاصر الذي تتداخل فيه الأشكال المخروطية والمربعة في مزيج بين المعدن والإسمنت والخشب، وسيتم بناؤه في 2017.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©