حتى لا تكون المشاركة بطولة

نهنيء اتحاد الكرة والرابطة بختام ونجاح الموسم، ونبارك للجزيرة بالثنائية، كأس صاحب السمو رئيس الدولة، وبطولة الدوري العام، وللشباب بطولة كأس الرابطة، وبنى ياس الوصيف، والنصر والشباب المركزين الثالث والرابع، وفرحة المشاركة الآسيوية، وتمثيل كرة الإمارات في هذا المحفل القاري الذي عجزنا حتى الآن أن ترك بصمة عليه، باستثناء العين الذي حقق بطولته، والشعب الذي حل وصيفاً قبل أعوام. إلا أن الملاحظ أن المراكز من الثاني حتى الرابع، أصبحت بطولة، في حد ذاتها، أمام فرصة المشاركة الآسيوية التي تحرص عليها الأندية، بعد ضياع البطولة، على التمسك بنيل شرف المشاركة الآسيوية، رغم إخفاقاتنا المتكررة، وتعمد البعض التضحية بها، حتى لا تكون على حساب الدوري، وأمنيات المشاركين الجدد بتغيير الصورة الضبابية والقاتمة التي تركتها مشاركاتنا السابقة. هذه المشاركات التي منحنا الاتحاد الآسيوي بعد تصنيفنا من الدول المتطورة، وبالتالي منحنا 4 مقاعد أو 3 مقاعد ونصف المقعد في الحسابات الدقيقة، وسعدنا بهذا التصنيف، بعد أن استوفينا كل الشروط الاحترافية، على حساب مواردنا المالية، وتراجع مستوى البعض منا، بفرحة المشاركات، وأمل بتطوير المستوى من خلال الاحتكاك مع فرق القارة التي وصل بعضها إلى العالمية، وأخرى ما زالت في مؤخرة التصنيف والمستوى، ولا أريد أن استرجع الإخفاقات والاتهامات، وأبدأ من حيث ما وصلنا إليه. لا أريد أن يفهم على أنني ضد مشاركة أنديتنا في البطولة الآسيوية، ولا أن أسلبهم هذه الفرحة، لأنها حق مشروع، ووسيلة للارتقاء بكرتنا من الاحتكاك الخارجي، وكسب الخبرة منها، وإنما ألفت النظر إلى أن الحرص على المشاركة تفقد فرقنا طموح اعتلاء قمة الدوري والظفر بالكأس في الأمتار الأخيرة منه، بعد تفرد البطل ببضع نقاط فقط، ليكون التركيز على المراكز الثلاثة التي تؤهلنا المشاركة القارية، وكأن أنديتنا تريد أن تقول لجماهيرها سوف نعوضكم الدوري المحلى بكأس آسيا وهي الأهم في نظرها. ولأن دورينا يوصف بالضعيف بدليل فارق النقاط بين البطل وأصحاب المراكز من الثاني إلى الرابع، حيث 12 نقطة بينه والوصيف و18 نقطة بينه والثالث و19 نقطة بينه والرابع، وهو مؤشر واضح على استسلام أنديتنا في حالة انفراد البطل بالمسابقة قبل أسابيع من انتهاء الموسم، حيث الرضا بقبول الأمر الواقع، والبحث عن المراكز المؤهلة للمشاركة الآسيوية، دون التسلح بمقومات البطولة الآسيوية التي تتطلب جدية الأداء والكفاح في الدوري المحلي لنيل شرف البطولة التي لم تعد سهلة كما يتوقعها البعض. الاتحاد الآسيوي جهوده مقدرة في سعيه إلى الارتقاء بمستوى كرة آسيا من خلال دعمه للبطولة، واتحادنا ورابطتنا أيضاً يستحقان الثناء على حسن تنظيمهما للمسابقات المختلفة، ولكن على الأندية جدية النظرة تجاه هذه المسابقات والاستفادة القصوى منها لتطوير الأداء، والتنافس حتى الرمق الأخير من عمر البطولة لتحظى بالتمثيل المشرف إقليمياً وقارياً، لأن سمعة كرة الإمارات فوق أي اعتبار آخر، ولا تكون المشاركة بطولة بحد ذاتها لأن تطور دورينا هو معيار تصنيفنا الدولي، إضافة لنتائج منتخباتنا، لأن كلاهما وجهان لنتيجة واحدة وهي مسابقات قوية تفرز منتخبات قوية تؤدى إلى تصنيف عالى تحقق الهدف المنشود وتبوا كرتنا مكانة مرموقة بين القارة والعالم، لنودع بعد ذلك المشاركة الشرفية إلى المشاركة التنافسية. Abdulla.binhussain@wafi.com