محمود الحضري (دبي) - أكد مسؤولون وفعاليات اقتصادية أمس قدرة دولة الإمارات العربية المتحدة على استضافة «إكسبو 2020» بما تمتلكه من بنية تحتية ومقومات خدمية ولوجستية، وشددوا على أن دخول الإمارات مرحلة التصويت النهائي في المنافسة لاستضافة الحدث العالمي بدبي خلال الفترة من 4 يناير إلى 30 يونيو 2020، مؤشر مهم على قوة الملف الإماراتي في مواجهة المنافسين الآخرين.
وأكدوا لـ «الاتحاد» أن تنظيم المعرض العالمي سيصب ليس في صالح دولة الإمارات فقط، بل سيمتد إلى مختلف دول المنطقة والنطاق الإقليمي للدولة، كما سيعزز من تغيير كثير من المفاهيم في مستقبل “اكسبو”.
وقالوا إن تجربة الإمارات، في حال فوز دبي بتنظيم الحدث، ستصبح تحديا كبيرا أمام الدول الأخرى التي ستضيف المعرض لاحقا، ودعوا مؤسسات الدولة المختلفة من تعزيز تعاونها من أجل توفير أفضل الفرص لكسب الجولة المقبلة، والتي ستكون أكثر منافسة.
وقال معالي عبد الرحمن العويس وزير الصحة إن الإمارات أثبتت في كل المحافل والأحداث قدرتها على استضافة أهم أحداث العالمية، لافتا إلى أن استضافة هذا الحدث الدولي ليس فقط ذا أبعاد تجارية وإعلامية، بل في الأساس ذو أبعاد حضارية وثقافية، لإظهار وجه الإمارات الحضاري، وصورتها الحقيقية في مختلف المجالات.
ولفت إلى أن هذا المعرض من بدء دوراته الأولى في القرن الماضي، يؤسس للأهمية النسبية لعناصر التطوير الاقتصادي والثقافي والمادي، وخصوصا تطوير الموارد البشرية التي تمثل أهم عناصر في نجاح تنظيم أي حدث عالمي، مشيرا إلى أن الإمارات نموذجا في التنمية البشرية، بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي.
وأوضح معالي العويس أن الإمارات تسعى بكل السبل إلى بناء الإنسان، وبخط يكاد يسبق البنى التحتية، في إطار رؤية واضحة المعالم للتنمية البشرية وتطوير الإنسان، في اتجاه التطوير لاسم الإمارات في كل حدث تقوم به.
ولفت إلى أن الكفاءة البشرية لكوادر الدولة، عنصر رئيسي في تعزيز قدرات الإمارات في استضافة هذا الحدث العالمي.
وأشار إلى أن الإمارات ومنذ بدء المنافسة على استضافة إكسبو 2020، قد سجلت نقاطاً من التميز، مؤكدا أنها قادرة على كسب الجولة القادمة في المنافسة على استضافة الحدث في دورته لعام 2020، مشددا على أن الحدث سيكون إضافة استثنائية على كل المستويات.
وشدد معالي وزير الصحة على أن المرحلة المقبلة تتطلب تعزيز الجهود في دعم الملف الإماراتي، مؤكدا أن جميع المؤسسات ستنسق مع الجهات المعنية بالملف، لتوفير الضمانات للفوز في التصويت النهائي.
ومن جهته، قال معالي الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير البيئة إن تأهل الإمارات للمرحلة النهائية للتصويت على “اكسبو 2020” لم يأت من فراغ، بل نتاج عمل وجهد كبير من كل مؤسسات الدولة، وانعكاس طبيعي لما يتمتع به ملف الإمارات من مقومات في مواجهة المنافسين الآخرين، موضحا أن هذا من شأنه أن يعطي ثقة لملف الاستضافة في الفترة المقبلة.
وبين أن الحدث، وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم،” لا يصب في صالح دولة الإمارات فقط، بل يتخطى ذلك إلى مختلف دول المنطقة والإقليم المحيط بالإمارات”.
ولفت إلى أن النجاح في تخطي التصفية الأولوية سيكون بمثابة حافز قوي لتعزيز العمل للمنافسة في المرحلة المقبلة والتي تمتد لنحو أقل من خمسة أشهر، وحتى نوفمبر المقبل.
ونوه معالي وزير البيئة بالعديد من العوامل التي تعزز من فرص الإمارات في الفوز باستضافة الحدث العالمي، ومن بين ذلك حصول الإمارات على تصنيفات عالمية في التنافسية، على رأسها المركز الأول في الكفاءة الحكومية ضمن التصنيف الدولي للتنافسية، وترقية الإمارات في الأسواق المالية، من سوق أولي إلى سوق ناشئ، بخلاف عشرات المراكز التي نالتها الدولة خلال السنوات الأخيرة، والتي تؤكد كفاءة الدولة في مختلف المجالات، إداريا وخدميا وماليا واقتصاديا.
وأشار إلى أن إقامة معرض أكسبو في دبي سيكون إضافة جديدة لتاريخ المعرض العالمي، وستكون هناك خبرات متبادلة، وتحديا للدول التي ستضيف الحدث في السنوات التالية لدورة 2020.
وأكد أنه ليس هناك أدنى شك في تكاتف جميع الجهات من القطاعين الحكومي والخاص في دعم جهود الدولة وحملاتها الترويجية للمرحلة التالية من المنافسة، وستعمل جميعا من أجل تعزيز فرص الفوز في مرحلة ستكون أشد تنافسا بين الدولة المرشحة لاستضافة معرض “اكسبو 2020” وهي الدولة الأولى في العقد القادم من عمر الإنسانية.
من جانبه، قال فرانك هيس مدير إدارة المبيعات والتسويق في مجموعة إنتركونتيننتال دبي فستيفال سيتي: لقد وصلت الإمارات إلى المراحل النهائية في المنافسة على استضافة هذا الحدث العالمي، ومما لا شك فيه بأنها لم تكن لتصل إلى مرحلة التصفيات النهائية لولا تمتعها بكافة المؤهلات المطلوبة لاستضافة هذا المعرض العالمي الذي يرمي إلى تعزيز العلاقات الدولية والاحتفاء بالتنوع الثقافي وتقدير الإبداعات التكنولوجية، ونحن نرى أن جميع هذه الأهداف مطبقة على أرض الواقع في دولة الإمارات”.
ونوه بأن الشعار الذي تقدمت به الإمارات لاستضافة الحدث هو “تواصل العقول وصنع المستقبل” وهذا يتجسد بالانفتاح الذي تشهده الدولة واستقطاب العقول والمواهب من كافة أنحاء العالم، وجعل الإمارات نموذجاً لتعايش الثقافات ونقطة التقاء تربط بين وجهات العالم أجمع، بالإضافة إلى الدفع نحو بناء مستقبل واعد يتبوأ المراكز الأولى في شتى المجالات على مستوى العالم.
وأضاف “أن الإمارات تمتلك أحد أكبر الاقتصادات قوة في المنطقة وهي تعمل وفق عجلة متسارعة على كافة الصعد الخدمية والتجارية والسياحية بالإضافة إلى النقل الجوي والبري والبحري، وهي تتمتع ببنى تحية متكاملة وبيئة مستقرة و مناخ اقتصادي أكثر من مشجع، وتتمتع حكومتها ببعد نظر كبير جعلت منها في مصاف الدول المتقدمة عالمياً.
ولفت إلى أهمية دور دوائر ومؤسسات الدولة التي تنتهج استراتيجية عالية التنظيم تعتمد على توسيع عناصر الجذب السياحي عبر تنظيم وترويج مختلف الفعاليات المعارض، والمساعدة في تهيئة البنى التحتية والخدمات المطلوبة لتعزيز تجربة الزوار منذ وصولهم وحتى مغادرتهم.
من جانبه، قال مدحت برسوم مدير عام فندق كايبتول بدبي إن انتقال الإمارات، وبسهولة، إلى مرحلة التصفيات في التصويت النهائي، خطوة مكملة للجهود التي بذلتها مختلف المؤسسات، هي نتاج جهود مشتركة، بنتها علاقات الشراكة بين القطاعين العام والخاص في الإمارات.
وشدد على أهمية التعاون من جانب الجميع في دعم استضافة الإمارات لمعرض إكسبو 2020، مشيرا إلى أن المقومات التي تمتلكها الإمارات والبنى التحتية في دبي، تستلزم ضرورة أن تنال الدولة شرف استضافة أكسبو 2020، دون منافس، ولا ينازعها أحد في ذلك.
وأكد وليد العوا مدير عام فندق تماني مدى جاهزية الإمارات من الآن لاستضافة الحدث، في ضوء البنى التحتية التحية المتاحة، والتي تتنوع بين الطرق وخدمات النقل، ووجود مطار من افضل مطارات العالم في دبي، وقرب الموقع المقترح للمعرض من مطار أبوظبي، بخلاف الخدمات الجديدة لمطار آل مكتوم.
ومن جهته أشار معين سرحان مدير عام فندق ملينيوم بلازا دبي إلى عدد من عناصر القوة في المرحلة الثانية من التصويت لصالح الإمارات، وأهمها عامل الأمن والأمان، إلى جانب وجود مشروعات ضخمة جدا تحت التنفيذ تعزز من آفاق النمو المتوقع للزوار لهذا الحدث، والذي ربما يفوق نظائره السابقة.
وأشار إلى أن فرص الإمارات ستكون الأفضل، إلا أن هذا يتطلب وضع خطط إضافية تتكامل مع الخطط القائمة، للوصول إلى المصوتين من أعضاء المكتب الدولي للمعارض، واستخدام كل أدوات النفوذ. وأكد أهمية الاستفادة من خلو آسيا حاليا من أي مرشح، بعد خروج تايلاند، إلى جانب الاستفادة من أصوات المنطقة وأفريقيا، والعديد من الجول في أوروبا وأميركا اللاتينية، رغم وجود منافس، ودول الكومنولث.
من جهته يرى محمد عوض الله الرئيس التنفيذي لفنادق تايم أن فوز الإمارات أصبح أقوى، خصوصا في ظل بعض المتغيرات في الدول صاحبة الملفات في استضافة الحدث، منوها بأن ملف الإمارات مدعوم من حكومة تتمتع بمصداقية في مختلف المحافل الدولية، وتتمتع بعلاقات مميزة مع مختلف دول العالم.
وأضاف: إن الاستقرار الذي تعيشه الإمارات عامل مهم في فرص المنافسة والتصويت النهائي، والذي سنعمل جميعا على دعمه، مستخدمين في ذلك مقومات البنى التحتية المتكاملة، في الدولة، وما تملكه، والقدرات الاستيعابية للمطارات الدولية في الإمارات، وفنادق في الخدمة وتحت التنفيذ.
خبرات طويلة في استضافة أحداث عالمية
دبي (الاتحاد) - أكد معالي حميد القطامي وزيرالتربية والتعليم أن ما تمتلكه الإمارات من إمكانيات ونقاط تميز لا يتوفر لأي منافس أخر، فبخلاف البنى التحتية المتطورة، فإن لدى الدولة خبرات طويلة في استضافة أحداث عالمية ومقارات لمنظمات دولية، بينها استضافة اجتماعات البنك وصندوق النقد الدوليين 2003، وخوضها حملة دولية أسفرت عن استضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “ايرينا” في أبوظبي.
وأشار إلى أهمية الدعم المشترك بين الحكومة والقطاع الخاص في أيجاد البيئة المناسبة لاستضافة “إكسبو 2020”، بفضل رؤية واضحة وضعتها قيادة الدولة، لفريق العمل الذي يقوم بالمتابعة ولوضع الخطط والبرامج الكفيلة بوضع ملف الإمارات في صدارة المنافسة للمرحلة القادمة. ونوه معالي القطامي بأن جميع الجهات الحكومية والخاصة بالدولة، ستعمل بكل ما لديها من إمكانيات لدعم منافسة الإمارات في المرحلة الأخيرة من الترويج بين دول العالم من أجل التصويت للإمارات في اجتماعات الجمعية العمومية القادمة للمكتب الدولي لإكسبو في نوفمبر المقبل، وسيتم هذا التنسيق مع الجهات المشرفة على الملف.
عدد اليوم
