محطات الحياة

محطة «الميلاد» ميعاد أول بداية للدخول في معمعة الحياة، الصرخة الأولى التي تعلن الحضور والقدوم، بداية كل شيء في الوجود، بداية كل الرحلات القادمة، إنها لحظة الانطلاق. محطة «الموت» رحيل الأجساد بثوب النقاء والصفاء، لحظات النهاية، ترك الذكريات والأشواق لمن نحب، لكل شيء بداية ونهاية. محطة «الفرح» لحظات تخدير الأوجاع، نسيان سواد المساءات وضيق الردهات، لحظات من الإيناس، وقت تخليد أجمل الذكريات. محطة «الألم» استيطان أنات تنهش القلب، محادثة السماء والسهر مع الأوجاع، القتل دون موت، دموع تبيت منهمرة. محطة «الشوق» نقش في القلوب، السفر مع الذكريات كل حين، اللهفة لتلك اللحظات، ذكريات العطر والطرقات، صرخات تملأ ساحات القلوب رجفة وحنيناً. محطة «الحب» إيقاع نبض القلوب، موعد تغاريد العصافير، وطن لأجمل زهور، معطف لليالي الشتاء، الإبحار في مراسي الهيام، عطاء دون جفاء، أمان تعانق كبد السماء. محطة «الرحيل» نسيان موعد العودة، نداء الجدران بلا صوت، رياح تعصف كل الأمكنة، عناق أخير، استيطان حزن ونوى، غرق لا نجاة منه، هروب إما وفاء أو خيانة. محطة «القمر» تلك المراحل التي تبدأ من العدم ثم تنتهي بالكمال، مثل التفاصيل الصغيرة في حياتنا تنمو وتكبر مع الزمن، ثم تصبح ذات أهمية يوماً ما، وجوده في وسط السماء، انتظار سهر ومسامرة، حكايات ولغات حواس. محطة «التراب» هو المصدر الذي خلقنا منه وإليه ننتهي، جزيئات صغيرة ناعمة، ندوس عليها متجاهلين النهايات، بأن تلك الرمال ستغطي ذلك الخد الناعم، اختلاف لونه يعني اختلاف أصناف البشر. عزيزة ناصر - أبوظبي