برانديلي: التعادل أمام هاييتي «مخجل» ولكنها مباراة «خيرية»

محمد حامد (دبي) - يخوض المنتخب الإيطالي منافسات كأس العالم للقارات بتشكيلة “شبه كاملة” من اللاعبين المحليين الذين ينشطون في الدوري الإيطالي، فاللاعب الوحيد المحترف خارجياً من بين 23 يخوضون التحدي العالمي هو حارس المرمى الاحتياط سلفاتوري سيريجو الذي يلعب لفريق باريس سان جيرمان الفرنسي، فيما يتوزع 22 لاعباً على الأندية الإيطالية، وهو ما يعتبره البعض أحد أسرار قوة المنتخب الإيطالي في البطولات الكبرى، حيث ترتفع درجة التجانس بين اللاعبين، وما يرفع من وتيرة هذا التجانس أن 8 لاعبين في تشكيلة “الآتزوري” الحالية يأتون من فريق واحد وهو اليوفي، و4 عناصر من الميلان. ويعتمد تشيزاري برانديلي في مشوار إيطاليا بالبطولة على عناصر فريق “السيدة العجوز” و”الروسونيري” بصفة أساسية لأسباب تتعلق بالحالة الجيدة التي يمر بها نجوم الفريقين فقد حصل اليوفي على بطولة الدوري بتشكيلة “شبه إيطالية” متحررة منة قيود العناصر الأجنبية، كما نجح الميلان في النصف الثاني من الموسم المنتهي في استعادة بريقه مع قدوم ماريو بالوتيللي من صفوف مان سيتي، والملاحظ في القائمة الإيطالية أنها جاءت خالية من أي لاعب من صفوف إنتر ميلان لسببين، أولهما التراجع المخيف في مستوى الفريق خلال الموسمين الأخيرين، واعتماده الدائم على اللاعبين الأجانب، مما تسبب في عجزه عن تمويل المنتخب الإيطالي باللاعبين. وتبدأ إيطاليا مشوارها في البطولة بمواجهة المكسيك الأحد المقبل، ثم تلتقط أنفاسها أمام اليابان في 19 يونيو، قبل أن تصطدم مع المنتخب البرازيلي في لقاء السحاب الذي يترقبه الملايين، خاصة أنه يجمع بين المنتخبين الأكثر تتويجاً بلقب كأس العالم. خجل برانديلي من جانبه، اعترف تشيزاري برانديلي المدير الفني للمنتخب الإيطالي بأن منتخب بلاده في حاجة إلى استعادة توازنه على المستويين البدني والنفسي في أسرع وقت ممكن، لكي يتمكن من خوض منافسات كأس العالم للقارات بأفضل صورة ممكنة، وشدد برانديلي على أن التعادل بهدفين لمثلهما أمام هاييتي نتيجة مخجلة قياساً بالفارق في المستوى بين المنتخبين. ونقلت “كورييري ديللو سبورت” الإيطالية على لسان برانديلي قوله: “إنها حقاً نتيجة سيئة، نشعر بالحرج لأننا تعادلنا مع منتخب هاييتي، أعتقد أن الروح كانت غائبة كما واجهتنا مشكلات بدنية، يجب أن نستعيد مستوياتنا وخاصة من الناحية البدنية خلال عدة أيام، فقد اتضح أننا نعاني في جميع المواقف التي تفرض على لاعبينا التدخل مع لاعبي المنتخب المنافس”. وانتقدت الصحف الإيطالية خطة برانديلي الذي اعتمد على طريقة “4-3-3” ولكنها لم تثبت فعاليتها بصورة واضحة، وعلق المدرب الإيطالي قائلاً: “قمت بإجراء الكثير من التغييرات سواء ما يتعلق باللاعبين أو خطة المباراة، مما جعلنا نفقد التوازن في الأداء، ولكنها مباراة ودية أو بالأحرى خيرية في نهاية المطاف”. وقال برانديلي لمحطة “راي” التلفزيونية: “نعلم أن 2-2 نتيجة سيئة حقاً، وافقنا على خوض هذه المباراة، وصلنا هنا، وأجرينا العديد من التغييرات، لكن كان علينا أن نظهر روحا مختلفة”. وأضاف: “رأينا كيف خسرنا اليوم (أمس الأول) كل كرة مشتركة، لذلك أتمنى أن نبدأ في استعادة مستوانا في غضون خمسة أيام”. فريق مغمور وتعرض منتخب إيطاليا لكرة القدم لموقف مخجل أمام هاييتي أمس الأول عندما سجل الفريق المغمور القادم من منطقة الكاريبي هدفين قرب النهاية ليتعادل 2-2 في مباراة ودية رغم تأخره بعد مرور 19 ثانية فقط. واحتفل لاعبو هاييتي “الذين خسروا بصعوبة أمام إسبانيا بطلة العالم 2-1 في مطلع الأسبوع”، بشدة على أرضية استاد ساو جانواريو ملعب فاسكو دا جاما بعد تحقيق مفاجأة ضد منافسهم الأكثر شهرة. وتقدمت إيطاليا “التي خاضت المباراة بعد 36 ساعة فقط من وصولها إلى البرازيل للمشاركة في كأس القارات”، عن طريق إيمانويلي جياتشيريني قبل حتى أن يلمس لاعبو هاييتي الكرة، ثم أضافت الهدف الثاني عبر كلاوديو ماركيسيو في الدقيقة 72 بعدما أهدر منافسوهم العديد من الفرص الجيدة لإدراك التعادل. فشل الصمود وبدا أن المنتخب الإيطالي نجح في الصمود أمام كل الهجمات التي استطاعت هاييتي أن تشنها حتى ارتكب دافيدي أستوري مخالفة ضد جان أوديس-موريس داخل منطقة الجزاء وسدد أولريش سوريل بنجاح من نقطة الجزاء قبل خمس دقائق على النهاية. وظهر الارتباك على إيطاليا عندما وصلت تمريرة طويلة إلى المهاجم جان فيليب بيجيرو ليضع الكرة في شباك الحارس سالفاتوري سيريجو في الوقت المحتسب بدل الضائع. والتقى الفريقان سابقاً في كأس العالم 1974 عندما تقدمت هاييتي قبل أن تنجح إيطاليا في النهاية في الفوز 3-1. وخسرت هاييتي مبارياتها الست السابقة وبدت في طريقها لمواصلة تلك المسيرة عندما سمح دفاعها الساكن لجياتشيريني بتسجيل أسرع هدف على الإطلاق لإيطاليا بعد تمريرة من انطونيو كاندريفا. الصف الثاني وبدأت إيطاليا “التي تستعد للمشاركة في كأس القارات”، المباراة بتشكيلة من لاعبي الصف الثاني وفشلت في الاستفادة من تقدمها، وواجهت صعوبات في صنع المزيد من الفرص. وجنت هاييتي التي تحتل المركز 63 في تصنيف الاتحاد الدولي (الفيفا) بعض الثقة واختبر جيف لويس حارس إيطاليا سيريجو لأول مرة بتسديدة من مسافة بعيدة. وبدأ منتخب هاييتي في صنع المزيد من الفرص في الشوط الثاني ومرت كرة جان سوني الكيانت من أمام المرمى وسدد كيفن لافرانس برأسه بعيدا بعد ركلة ركنية. وبعد ذلك أشرك المنتخب الإيطالي ثلاثة لاعبين بارزين ودخل ريكاردو مونتوليفو وستيفان الشعراوي وماريو بالوتيللي لأرض الملعب، وسرعان ما أحرز الهدف الثاني. وظنا أن الكرة خرجت من الملعب وقف دفاع هاييتي ساكنا ليمرر بالوتيلي إلى الشعراوي الذي أنقذ الحارس تسديدته ليتابعها ماركيسيو إلى داخل المرمى. وبدا أن إيطاليا توقفت عن اللعب بعد ذلك وواصلت هاييتي المتحمسة الضغط وجنت الثمار بتعادل تاريخي.