الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هوليوود... ودواعي الاهتمام بالصين

7 سبتمبر 2010 23:35
عندما ظهرت الممثلة الأميركية "سكارليت جوهانسون" على شاشة السينما في فيلم "الرجل الحديدي 2"، شوهدت وهي ترتدي ملابس تعود إلى شركة "سيمير" الصينية التي تعد من العلامات التجارية المرموقة في الصين، وأحد الرعاة الرسميين للفيلم، والحقيقة أن تلك لم تكن المرة الأولى التي تسعى فيها الشركات الصينية إلى دخول عالم هوليوود من خلال إعلانات تحفل بها الأفلام. ففي العام الماضي ظهرت شركة صينية أخرى متخصصة في الملابس الرياضية في إحدى اللوحات الإعلانية الموضوعة على جانب الطريق السريع للترويج لفيلم أميركي آخر، هذا الاتجاه يشير إليه "بين جي"، مدير إحدى شركات الترفيه الصينية والمسؤول عن ظهور اسم شركة "سيمير" في الفيلم الهوليوودي قائلاً: "الكثير من العلامات التجارية الصينية تود وضع منتوجاتها في أفلام يتابعها عدد كبير من الناس حول العالم"، بل إنه لم يخف طموحه القادم بوضع سيارة صينية في أحد أفلام جيمس بوند المشهورة، إذ يبدو أن المحاولات الصينية لإدراج منتوجاتها ضمن أفلام ذائعة الصيت ليست سوى مثال على علاقة الحب المستجدة بين الصين وهوليوود، حيث تسعى شركات الإنتاج الصينية إلى الدخول في شراكات مع شركات الإنتاج الكبرى في هوليوود، وتعزيز التعاون معها في شتى المجالات بدءاً من صناعة الأفلام وليس انتهاء بالإشراف على دور العرض المتزايد عددها في الصين. وفي هذا الإطار تسري شائعات حول رغبة شركة صينية في شراء استوديو أميركي كبير لإنتاج الأفلام تشجعها في ذلك حكومة حريصة على تمديد قوة الصين الناعمة لتشمل المجال الثقافي. والواقع أن محاولات التقارب الصينية مع هوليوود ليست من دون استجابة، لا سيما بعد تدفق العديد من المنتجين والمخرجين الأميركيين إلى الصين بحثاً عن سيناريوهات جديدة ومواقع تصوير، فضلاً عن مستثمرين محتملين لتمويل الأفلام ذات الإنتاج المشترك. وفي هذا السياق يقول "جونثان لاندريث"، مراسل "هوليوود ريبورتر" في الصين "لا يمر أسبوع دون أن ألتقي بأحد مدراء هوليوود"، فبعد إنتاجات مشتركة مثل فيلم "المومياء: قبر الإمبراطور التنين"، تعاونت الصين وهوليوود خلال هذا العام لإنتاج الفيلم الناجح "طفل الكارتي" الذي مثل فيه كوكبة من الممثلين المعروفين مثل "جاكي شان" و"جايدن سميث"؛ وفيما يعتبر أكبر إنتاج سينمائي مشترك أو أكثره تكلفة انضمت شركة "موفي وركس" من هوليوود إلى رجل الأعمال الصيني "شينج بويو" لإنتاج فيلم "حياة مزدوجة"، الذي يحكي مغامرة البحث عن سيفين صينيين قديمين، ويمثل في الفيلم "بيرس بروسنان"، كما سيقوم بإخراجه "روب كوهين"، الذي وقع فيه حب الصين على ما يبدو منذ إخراجه لفيلمه الشهير "التنين: قصة بروس لي"، وسيكلف فيلم "الحياة المزدوجة" مائة مليون دولار على أن يقتسم الجانبان التكاليف مناصفة، وهو ما عبر عنه "شينج" بقوله "سيكون الإنتاج مع هوليوود متساوياً بيننا، وأعتقد أنه الاتجاه الطاغي حالياً بحيث ستدخل هوليوود مستقبلًا في إنتاجات سينمائية ضخمة مع شركاء صينيين، كما أن الجمهور الصيني سيستمتع بأفضل ما هو موجود في الصناعتين الصينية والأميركية". وبالنسبة لصناع الأفلام الصينيين توفر هوليوود فرصة الإنتاج على نطاق واسع والوصول إلى جماهير غير محدودة في مختلف العالم، والأهم من ذلك الخروج عن نوعية أفلام فنون الحرب التي امتازت بها السينما الصينية، أما بالنسبة لهوليوود فيمكن إرجاع هذا الاهتمام المتزايد بالصين إلى أسباب تجارية محضة، فتاريخياً تعتمد هوليوود على أموال الآخرين للاستمرار في الإنتاج، وحالياً تتوفر الصين على سيولة كبيرة مستعدة لإنفاقها بسخاء. وعن هذا الموضوع يقول "لاري جيربانت"، مدير شركة إعلامية في لوس أنجلوس مختصة في دراسة الصناعة الترفيهية في أميركا "إن هوليوود مستعدة للتصوير في جرينلاند إن هي وفرت المحفزات المالية الضرورية"، مضيفاً أنه "بين انهيار صناديق التحوط والركود الاقتصادي الذي تتخبط فيه أميركا، بالإضافة إلى أزمة السيولة فإنه بات من الصعب تمويل الإنتاجات السينمائية الجديدة، لذا تأتي الصين لتوفر إنتاجاً منخفض التكلفة وتقنيين مهرة". لكن وفيما عدا التحفيزات المالية، هناك إغراءات أخرى توقد اهتمام هوليوود بالصين يأتي على رأسها النمو الضخم في عوائد شباك التذاكر في الصين بعدما تحولت إلى السوق العالمي الأكثر نمواً في استهلاك الأفلام السينمائية، فحسب وكالة الإذاعة والتلفزيون والأفلام التابعة للحكومة الصينية، وصلت عائدات شباك التذاكر إلى 780 مليار دولار خلال النصف الأول فقط من السنة الجارية، بنسبة ارتفاع بلغت 80 في المئة خلال النصف الأول من العام 2009، ويرجع المراقبون ذلك إلى توسع شريحة الطبقة الوسطى الصينية، وتزايد نسبة ارتياد دور العرض، لا سيما وأن الصين تشهد حالياً طفرة في بناء دور العرض تصل إلى داري عرض في اليوم، وهو ما أغرى العديد من الشركات الأجنبية لاستثمار في السوق الصينية التي تسمح ببناء دور العرض، وإنْ كانت لا تتيح لهم بعد إدارتها. وفي رأي "جيربانت" حققت صناعة السينما في أميركا نمواً ملحوظاً بسبب ارتفاع أسعار التذاكر، رغم أن عدد المرتادين لدور العرض لم يتغير في السنوات الأخيرة، قائلاً "يتعين على هوليوود الانفتاح على أسواق جديدة للاستمرار في النمو، وبالطبع تبقى الصين والهند أكبر سوقين في العالم لعرض الأفلام الأميركية، أو تلك التي تساهم هوليوود في إنتاجها مع أطراف أخرى كما يجري حالياً مع الشركات الصينية". كيث ريتشبورج - بكين ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©