الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

شهاب غانم يقلب صفحات تاريخ تجربته في ترجمة الشعر

شهاب غانم يقلب صفحات تاريخ تجربته في ترجمة الشعر
12 يونيو 2012
نظَّم مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام مساء أمس الأول في مقره بأبوظبي محاضرة للشاعر والمترجم الدكتور شهاب غانم تحت عنوان “تجربتي في ترجمة الشعر” حضرها حبيب الصايغ مدير عام المركز وعدد من المترجمين والمثقفين والإعلاميين. وقال الإعلامي حامد المعشني في تقديمه للدكتور شهاب غانم “إن هذه المحاضرة تكشف عن قدرات رجل فنان مبدع استطاع أن يقدم للمكتبة العربية ذخيرة معرفية وكتباً في التواصل الثقافي بين الشعوب بمعناها الإنساني الخلاق”. واستعرض المعشني جانباً من سيرة شهاب غانم الإبداعية، حيث أشار إلى أن غانم قدم 50 كتاباً منشوراً منها عشرة كتب في الإنجليزية وهي مترجمة من العربية مما يدل على براعته في الاتيان بناحية اللغة، هذا بالإضافة إلى ما ترجم إلى العربية من الشعر الأجنبي والتي وصل عدد ما قدم منها حوالي 11 كتاباً. ونوَّه المعشني بالسيرة العملية لشهاب غانم عبر تخصصه في الاقتصاد وتحولات اشتغاله الوظيفي حتى أصبح مديراً عاماً لمدينة محمد بن راشد للتقنية. واستهل الدكتور شهاب غانم المحاضرة بالحديث عن جذور حبه للترجمة، واعتبر نفسه هاوياً لا محترفاً يدفعه إلى ذلك حبه العميق إلى الترجمة، حيث قال: “أحب أن أترجم ما أحب ولست محترفاً، إذ أنني أحدد اختياراتي بنفسي”. ومن هذا المنطلق يقول غانم: “بدأ حبي للشعر منذ المدرسة الابتدائية وبدأت محاولاتي الحقيقية لكتابة الشعر في المدرسة الثانوية، أما في كلمتي الليلة فسأتحدث عن علاقتي بترجمة الشعر. فعلى الرغم من أن مجالات دراساتي المنهجية وتخصصي وخبرتي العملية كانت في الهندسة والإدارة والاقتصاد إلا أن حبي للشعر قادني إلى تجربة ترجمة الشعر من العربية إلى الإنجليزية ومن الإنجليزية إلى العربية، وأيضاً من لغات أجنبية أخرى إلى العربية من خلال ترجمات إنجليزية جيدة. واقتصرت جهودي في مجال الترجمة على مجال الشعر فقط لإيماني بأن ترجمة الشعر ينبغي أن يقوم بها شاعر إن أمكن، ولذلك لم أقتطع شيئاً من وقتي لترجمة غير الشعر”. وقرأ نماذج من شعر إليزابيث براوننج ود. هـ. لورنس وكامالا ثريا، ويضيف: “ومع أنني كنت أسمع أن الشعر لا يترجم فقد آمنت بامكانية ترجمة بعض الشعر ترجمة شعرية جميلة منذ كنت طالباً في المدرسة الثانوية، وذلك عندما قدمت لنا في دروس الأدب الإنجليزي نماذج من ترجمات الشاعر الإنجليزي الفكتوري إدوارد فتزجرالد لرباعيات عمر الخيام، وهي ترجمة فاتنة كانت السبب الرئيسي لانتشار ترجمات الخيام إلى لغات أوروبية عديدة، بل إن كثيراً من الترجمات العربية لرباعيات الخيام كانت من خلال ترجمة فتزجرالد. بل وحاولت حتى في تلك المرحلة ترجمة رباعية أو رباعيتين من ترجمات فتزجرالد إلى الشعر العربي المنظوم”. وقال :”ويمكن تلخيص اهتمامي بترجمة الشعر في الأسباب التالية: أولاً: رسالة إنسانية وهي إيماني بأن الشعر يعبر عن روح الأمة”، وثانياً: رسالة قومية وجمالية”، وثالثاً: رسالة ثقافية وهي رغبتي في تقديم نماذج من الشعر الأجنبي الرفيع للقارئ العربي”، وأخيراً: اقتناعي بأن ترجمة الشعر ممكنة في بعض الأحيان وليس كل الأحيان”. وعن العلاقة بين ترجمة الشعر شعراً ونثراً قال: “في تجربتي الشخصية أقوم بترجمة القصائد العربية الموزونة سواء كانت “بيتية” أو تفعيلية” إلى الإنجليزية ترجمة نثرية لأنني أظن أن محاولة نظمها ستعاني من التكلف فالإنجليزية ليست لغة الأم بالنسبة لي على الرغم من تعلمي لها منذ الطفولة واستعمالي لها بكثرة منذ عقود”. وقال: “وقد بدأت مشروعي الخاص بالترجمة عام 1989 في زاوية أسبوعية في ملحق لصحيفة خليج تايمز التي دعتني لتقديم ترجمات لقصائدي فبدأت بإحدى قصائدي ولكني عدت للصحيفة واقترحت أن أوسع نطاق ما أترجمه ليشمل نماذج من الشعر الإماراتي الفصيح المعاصر فوافقت الصحيفة فنشرت في الأسبوع التالي ترجمة لقصيدة “موت بائع الصحف مديكال” للشاعر حبيب الصايغ التي نالت اهتمام كثير من الهنود وحدثوني عن ذلك. ثم اتفقت مع الصحيفة على أن تشمل ترجماتي نماذج من الشعر العربي في القرن العشرين وقصائد الإماراتيين. ثم انتقلت ترجماتي بعد نحو ثلاثة أعوام إلى ملاحق صحف ومجلات أخرى مثل جلف نيوز والشندغة وآفاق ثقافية ويمن أوبزرفر. كما قمت في نفس الوقت بترجمة نماذج جميلة من الشعر الأجنبي في مجلات مثل دبي الثقافية والصدى والرافد وملاحق ثقافية للخليج والبيان والاتحاد، إلخ”. واختتم محاضرته، فقال: “أود أن أنوه إلى أنه منذ نحو عامين أطلقت الإمارات عدة مبادرات هامة في مجال الترجمة وأهمها مشروع كلمة في أبوظبي الذي يسعى لترجمة 100 كتاب سنوياً، ومشروع ترجم في دبي الذي يسعى لترجمة 1000 كتاب كل ثلاث سنوات أي نحو كتاب يومياً. ويعمل المشروعان حالياً على الترجمة من اللغات الأجنبية وخصوصاً الإنجليزية والألمانية والفرنسية والإسبانية إلى العربية ولكن لا يستبعدان ما نشر عدة مجموعات من الترجمات الشعرية من عدة لغات أجنبية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©