شركات إماراتية تدرس إقامة مشروعات في مصر

حسن القمحاوي:
تدرس مؤسسات وشركات إماراتية إقامة مشاريع سياحية وعقارية وصناعية عملاقة في مصر تتجاوز قيمتها عشرات المليارات من الدراهم في إطار توجه الدولة والشركات للاستثمار في الخارج· وأشاد سعادة محمد سعد عبيد، سفير مصر لدى الدولة بتوجهات الإمارات للاستثمار في مصر ليس في قطاع السياحة فحسب بل في مجالات أخرى متعددة، كاشفا النقاب عما أبداه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي خلال لقائه مؤخرا وزير الاستثمار المصري من رغبة صادقة في التوجه للاستثمار في مصر·
وأفصح السفير- خلال مؤتمر صحفي عقده وفد سياحي مصري يزور الدولة ضمن جولة لعدد من الدول العربية بمقر السفارة في أبوظبي أمس برئاسة سعادة احمد الخادم، رئيس الهيئة العامة للتنشيط السياحي- عن عدد من المشروعات الاستثمارية الإماراتية تجري إقامتها في مصر ومنها مشروع إعمار في المقطم ومشروع القرية الذكية لدبي القابضة ومشروعات أخرى عديدة في القاهرة إلى جانب عدد من المشروعات التي يدرسها جهاز أبوظبي للاستثمار ورجال أعمال من الإمارات خاصة في مجال السياحة والعقار والزراعة، منوها في هذا السياق بمشروع الساحل الشمالي بمنطقة رأس الحكمة (تحت الدراسة) وهو عبارة عن مدينة سياحية وسكنية متكاملة على مساحة 100مليون متر مربع· يأتي هذا في الوقت الذي أشاد فيه سعادة أحمد الخادم رئيس الهيئة العامة للتنشيط السياحي خلال المؤتمر بما تشهده الإمارات من تطور ونمو مضطرد في كافة المجالات وخاصة في القطاعين السياحي والعقاري، مشيرا إلى ما حققته الإمارات من إنجازات غير مسبوقة وفي زمن قياسي ما جعلها تتقدم دول العالم في عدد من القطاعات وأبرزها السياحة بفضل سياستها الحكيمة والرشيدة والتي سخرت كافة إمكانياتها المادية والبشرية في سبيل تقدم ورفعة البلاد· وأشار إلى أن تجربة دبي في مجال السياحة جديرة بالدراسة باعتبارها ظاهرة تعبر عن نجاح كبير في حسن توظيف موارد الإمارة لخدمة صناعة السياحة، مؤكدا أن نجاح دبي وتركيا أو اليونان وسوريا لا يشكل هاجسا للسياحة المصرية من أي نوع من منطلق المنافسة على السياحة في المنطقة لأن أية دولة تتصور أن السائح سيظل يأتي إليها وحدها لا تفهم معنى السياحة، ومن يخطط سياحيا بشكل صحيح يجب أن يسعى للاستفادة من التكامل السياحي في المنطقة التي يعيش فيها· وكشف الخادم عن الزيادة الملحوظة في حركة السياحة العربية البينية، مؤكدا ارتفاع السياحة العربية إلى مصر بنسبة 27%، فيما ارتفع عدد السياح الإماراتيين العام الماضي إلى 35ألف سائح بزيادة قدرها 10% عن العام الأسبق ما يعكس مدى إقبال السائح العربي على مصر كوجهة سياحية· وأضاف أن عدد السياح العرب إلى مصر وصل إلى مليون و750 ألف سائح العام الماضي قضوا 3,22 مليون ليلة سياحية ما يعد أطول متوسط إقامة بين جميع السياح الوافدين إلى مصر، معربا عن تمنياته بأن يحافظ قطاع السياحة على معدلات النمو المستهدفة بنسبة زيادة 20% عن العام الماضي· وحول طبيعة زيارة الوفد السياحي المصري إلى الإمارات أفاد الخادم أنها تأتي ضمن جولة القافلة السياحية المصرية الثانية للدول العربية تليها دول أخرى مثل السعودية والكويت وقطر والبحرين والأردن وتونس والمغرب، مشيرا إلى أن الهدف من القافلة الترويج السياحي لمصر وعرض الفرص الاستثمارية الناجحة في المجالين السياحي والعقاري أمام الأشقاء العرب في إطار حرص مصر على الاهتمام بالسائح العربي والخليجي على وجه الخصوص·
واعترف رئيس الهيئة العامة للتنشيط السياحي بمصر أن الاعتداءات الأخيرة على الأماكن السياحية في دهب تؤثر على السياحة من دون شك إلا أنه قلل من أهمية تأثير تلك الحوادث قائلا: التأثير ليس بالجوهري ولا يضرب عمق السياحة على الإطلاق بل هو زمني ومحدود ويساهم بشكل غير مباشر في رفع وتيرة العمل وبذل المزيد من الجهد للحفاظ على مستوى السياحة، ورفعها إلى مستويات أفضل وهو ما تحقق بالفعل العالم الماضي بعد أحداث شرم الشيخ، حيث رأى الكثيرون أن السياحة ستتأثر على مدار العام ولكنها حسب الأرقام والمعطيات ظلت محافظة على مستواها بل وشهدت تحسنا نسبيا أيضا· ولفت إلى أن مصر أصبح لديها بعد الأحداث التي مرت بها تجارب تستطيع من خلالها أن تعالج كافة المشاكل التي تعترض عملها لتطوير قطاع السياحة· ونوه الخادم إلى أن حكومة بلاده أطلقت يوم 6 ابريل الجاري حملة توعية سياحية على مستوى مصر تصل تكلفتها الإجمالية 100 مليون جنيه مصري تستمر لمدة خمس سنوات وتقوم على ثلاثة محاور أولها التركيز الإعلامي وثانيها إبراز دور العلاقات العامة في إنعاش السياحة وثالثها إطلاق برنامج يسمى ' سفير مصر السياحي' يهتم بتدريب الشباب على كيفية التعامل مع السائح في المرافق السياحية