الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محاربو الصحراء «أكلوا الدب» على مائدة «الصعود»

محاربو الصحراء «أكلوا الدب» على مائدة «الصعود»
28 يونيو 2014 00:59
استحق المنتخب الجزائري ممثل الكرة العربية في كأس العالم بالبرازيل 2014 بطاقة التأهل إلى الدور الثاني، بفضل الصورة المشرفة والأداء المميز الذي قدمه في البطولة، بالإضافة إلى الروح العالية التي لعب بها «محاربو الصحراء»، والتي قادتهم إلى تحقيق إنجاز تاريخي جديد انتظروه 32 عاماً. وبفضل الروح القتالية في الأداء والرغبة الكبيرة في التأهل، نجح لاعبو الأخضر في ترويض الدب الروسي وتحويله إلى حمل وديع غير قادر على الوقوف أمام الحماس الجزائري من أجل انتزاع بطاقة التأهل، ويمكن القول أن لاعبي الجزائر «أكلوا العشب»، وأكلوا الدب أيضاً في مباراة أمس الأول، لأنهم لم يدخروا قطرة عرق في سبيل تحقيق هدف التأهل إلى الدور الثاني فكانوا كتلة متضامنة ومتكاتفة طوال اللقاء يدافعون ويهاجمون بأداء جماعي أهلهم للسيطرة على مجريات اللعب والتحكم في الكرة طوال أغلب أوقات المباراة. وعلى الرغم من السيناريو السيئ الذي شهدته المباراة بعد تسجيل المنتخب الروسي لهدف التقدم منذ الدقيقة السادسة، إلا أن معنويات المنتخب الجزائري لم تهتز وأكملوا اللقاء بتركيز عال وتنظيم جيد حتى حققوا هدف التعادل وحسموا بطاقة التأهل. وكانت الروح القتالية سلاحاً فعالًا رجحت كفة «الخضر»، وساهمت بشكل كبير في تطبيق الجوانب الفنية بشكل دقيق وإيقاف خطورة المنافس، وللإشارة فإن المنتخب الجزائري لعب على نقاط ضعف منافسه، والمتمثلة بالأساس في عدم إكمال الهجمة إلى النهاية بسبب افتقاده للاعبين أصحاب المهارات والخبرة في اقتناص الفرص وتسجيل الأهداف. وكانت التعليمات واضحة بالنسبة للدفاع الجزائري بعدم الاندفاع إلى الهجوم وكشف المناطق الخلفية حتى بعد تسجيل المنافس، ولعبوا بتوازن شديد، الأمر الذي لم يترك المساحات شاغرة أمام لاعبي روسيا لاستغلالها. ويحسب للمنتخب الجزائري أيضاً أنه استفاد من دروس مباراتي بلجيكا وكوريا، عندما كان يتقدم في النتيجة، لكنه لا يحسن الدفاع عن مرماه ويتلقى أهدافاً بسبب عدم تأمين مناطقه الخلفية والاندفاع بشكل غير منظم. ومن العوامل المساهمة في تأهل منتخب محاربي الصحراء أيضاً هو عامل الجمهور، الذي كان له مفعول السحر على معنويات اللاعبين وأشعرهم بالدعم القوي وحفزهم للتغلب على صدمة البداية ومواصلة المباراة بروح عالية وإصرار كبير على التسجيل وحسم بطاقة التأهل، وأضفى الجمهور الجزائري الكبير الذي حضر المباراة أجواء مواتية للاعبين للإبداع ومضاعفة الجهد إلى اللحظات الأخيرة من المباراة رغم حجم الجهد الذي بذلوه والإرهاق الذي تعرضوا له. واستفاد «الأخضر» أمس الأول من اللاعبين أصحاب المهارة على الأطراف، لأنهم شكلوا صداعا بالنسبة لدفاع المنافس، وخاصة اللاعب عبد المؤمن جابو الذي تحرك بشكل ناجح وأجبر المدافعين على ارتكاب الأخطاء، وكان وراء الخطأ الذي أثمر هدف التعادل. وكانت المهارة الفردية نقطة تفوق لممثل الكرة العربية ونقطة ضعف للروس، لأن لاعبيه تميزوا بالسرعة، خاصة في الهجوم وكانوا قادرين على الوصول إلى مرمى مبولحي، لكنهم افتقدوا من يتوج جهودهم ويضع الكرة في الشباك، كما شهدت المباراة أيضاً تألقاً واضحاً لحارسي المرمى، لأن كل منهما أنقذ مرماه من أهداف محققة مما قلص من عدد الأهداف وجعل المواجهة صعبة جدا بالنسبة للمهاجمين لحسم اللقاء. وخلال الدقائق الأخيرة من المباراة اندفع المنتخب الروسي وسقط في فخ التسرع رغبة في إحراز هدف الفوز، مقابل ارتفاع الروح القتالية للاعبين الجزائريين، وذلك مع اقتراب الدقائق الأخيرة لنهاية اللقاء، فكان الأداء بطوليا للاعبي الجزائر في مواجهة استثنائية دخلها اللاعبون بهدف محدد واستراتيجية واضحة وهي خطف بطاقة التأهل بغض النظر عن نتيجة اللقاء والسيناريو الذي يمكن أن تشهده المباراة. ويحسب لمنتخب الجزائر تطور مستواه من مباراة إلى أخرى، حيث أظهر تحسناً واضحاً في طريقة اللعب وتنظيماً جيداً في المباراة الأخيرة، واستفاد الجهاز الفني واللاعبون من أخطاء أول مباراتين، وقدموا مستوى لائقاً أهلهم لكسب احترام جماهير المونديال. رغم أن بعض الأخطاء الدفاعية بحاجة إلى مراجعة وتصحيح في المباراة المقبلة أمام المنتخب الألماني إلا أن صورة محاربي الصحراء تبعث على التفاؤل لأنها قدمت صورة مطمئنة للجماهير سواء للروح القتالية والأداء الجماعي الذي ميز المنتخب أو للمهارات الطيبة التي برزت وانتزعت مكانها في التشكيلة وأثبتت أنها قادرة على تقديم الإضافة للمنتخب الجزائري. سوبر ستار «الريس».. رايس على الرغم من أن نجوم المباريات في كأس العالم، أغلبهم من لاعبي الوسط والهجوم، نظراً للدور البارز الذي يقومون بها مع منتخباتهم، إلا أن لقب «سوبر ستار» في الجولة الأخيرة من الدور الأول في المجموعة الثامنة، وتحديداً في مباراة الجزائر وروسيا يستحق أن يذهب للحارس رايس مبوحلي، الذي كان بالفعل بمثابة «ريس» يقود محاربي الصحراء بكفاءة واقتدار وخبرة كبيرة في رفع الروح المعنوية وتحفيز زملائه خاصة أمام تألقه في صد هجمات خطيرة ومنع أهداف محققة. وتالق مبوحلي في أكثر من فرصة أخطرها مع بداية الشوط الثاني، عندما حرم المنتخب الروسي من إحراز الهدف الثاني على إثر انفراد واضح، وكان اللاعب الذي قلب المعطيات وغير السيناريو من خسارة بثنائية يمكن أن تصعب مهمة الجزائر في اللقاء إلى دفعة معنوية حسمت اللاعبين، ودفعتهم للإيمان بحظوظهم وتعديل الكفة. ومنذ بداية المونديال كان مبوحلي صمام أمان المنتخب الجزائري، بفضل إبداعاته وتصدياته، ويملك مبوحلي الذي يبلغ من العمر 28 عاماً خبرة كبيرة، وتجربة جيدة بفضل خوضه 31 مباراة دولية مع الأخضر، ولعبه مع سيسكا صوفيا البلغاري.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©