السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«1. 2 .3».. هكذا ضاعت فلسطين!

«1. 2 .3».. هكذا ضاعت فلسطين!
12 يونيو 2013 20:09
حضرت نكبة فلسطين بتفاصيلها في العرض المسرحي “1. 2 .3” الذي قدمته فرقة مسرح الفن بمدينة أربد (شمال الأردن) بالتعاون مع المركز الثقافي الملكي عقب ورشة عمل استمرت شهرين قادها المخرج وليد الحمزاوي ووضع النص إسحاق الياس وسط حضور ملفت غالبيته من الشباب الذين درسوا قضية فلسطين من الكتب. ويطرح العرض سؤال الهوية من خلال مشهد حواري: “ماذا أعطيتني.. أعطيتك الدفء والحنان والدم واللحم.. وأنت.. أعطيتك عواطفي ودمائي والهوية لتجيب بصرخة غير معترف بها” وهذا السؤال مطروح هنا بقوة: “من هو الأردني؟!”. كما أثار الطرح “ولك أنا مش من البلاد” ليرد “ولك في حدا في البلاد من البلاد” حفيظة كثير من الحضور على اختلاف مستوياتهم الثقافية والمعرفية وناقشوا مضمونه مع مخرج العمل ومؤلفه وتمنوا شطبه من العروض المقبلة لأنه يمس شريحة واسعة من سكان الأردن أو ما يطلق عليه “الأصول المنابت” الذي يربطه البعض بالانتماء وحقوق المواطنة. 3 أسئلة وعبر ست لوحات حاول الممثلون الإجابة على ثلاثة أسئلة هي كيف ضاعت فلسطين وتحول أهلها للاجئين ونازحين ومهجرين حتى داخل وطنهم؟ ولماذا ومن أعطى المقاتلين العرب أوامره بالانسحاب رغم انتصارهم على عصابات صهيون الذي وصف بالمتواطئ على اغتصاب فلسطين وفق حوارات الممثلين؟. ويستند العمل المسرحي الذي نال إعجاب الحضور لثلاث مقولات هي خطبة طارق بن زياد لجنده أثناء عبوره للأندلس “العدو أمامكم والبحر وراءكم”، والثانية مقتبسة من رواية الجزائرية أحلام مستغانمي “ذاكرة الجسد”: :وجودك لن يكون إلا من خلالي.. تحتفظ بصورتي أينما تذهب.. صوتك امتدادي” في أشارة للوطن. أما الثالثة فتستند لقصائد محمود درويش “يوميات الحزن العادي” وخاصة المقاطع التي تشير لعقلية الإسرائيلي الذي لا يستطيع أن يعيش ويتنفس إلا داخل دبابة في أشارة لحروب 48 و67 التي كانت قائمة على الانسحاب العربي بدل الصمود والمواجهة كما جاء في العرض المسرحي. وفي هذا المشهد الذي جاء صورة صادقة لما جرى عامي 48 و 67 أن الطلقات التي أصابت الجندي العربي كانت في ظهره ولم تكن بصدره الأمر الذي يبين أنه أصيب أثناء تنفيذه أوامر قياداته بالانسحاب وليس بالمواجهات المسلحة بفلسطين. وخلص بعض الحضور من خلال إيحاءات وتلميحات إلى نتيجة مؤداها أن فلسطين ضاعت بمؤامرة: “هم قالوا لنا انسحبوا دون أن ندري لماذا” وعلى لسان جندي ارتدى قميصا مدنيا فوق زيه العسكري جاء: “لو أعطيتونا بواريد بلاستيك (أي بنادق) كانت أحسن من التي حاربنا بها” في أشارة لفساد الأسلحة التي حارب بها الجندي العربي في فلسطين. لماذا فقدت وطني؟ وفي حديث لـ”الاتحاد الثقافي” قال المخرج وليد الجيزاوي أنه طرح سؤالين هما: كيف فقدت وطني؟ وهل همّش الوطن؟ فكل واحد من شخوص المسرحية يمثل حالة من الفقد هي “فلسطين الوطن” كما أن حب المرأة جاء عبارة عن خريطة فلسطين التي توحي بذكريات طفولة لمن هجّروا من مدنهم وقراهم. ويقول: هناك من ولدوا في الأردن أو سورية أو لبنان ومن وجهة نظري من لم يرضع من ثديّ أمه “الوطن” لم يأخذ شيئا من حنانه أو دفئه ومن هنا أصيب بالهستيريا، فالفلسطينيون عندما كانوا على أرضهم كانت عاشقة لهم وعاشقين لها لكنهم هجّروا ولم يفقدوا حلمهم أو مفاتيح بيوتهم رغم فقدان الوطن. أما الفنان إسحاق الياس فتحدث عن الدلالة بالعرض المسرحي وقال: نحن نتحدث عن وطن خسرناه “فلسطين” وتوصلنا بعد خمس وستين سنة من اغتصابه واحتلاله وما صاحبها من اتفاقيات ومعاهدات سلام أن “ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة” وهي مقولة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عقب هزيمة 1967 وضياع كل فلسطين. وقال الياس: هناك إسقاط سياسي واجتماعي فالإنسان العربي منفي في وطنه “الاغتراب داخل الوطن” ويعيش في وطن ويشرب من مائه ويأكل من خيراته لكن الوطن لا ينتمي إليه ويطالبوننا بأن ننتمي للوطن لا أن ينتمي الوطن لنا، وهذا يتقارب مع مقولة الجزائرية أحلام مستغانمي في روايتها “ذاكرة الجسد”: “كنا نحلم بوطن نموت من أجله لا أن نموت على يديه”. من جهة أخرى يرى أمين سر منتدى النقد الدرامي بالأردن مجدي التل أن المسرحية تتضمن عدة إشارات أبرزها أن من يقترب من السلطة في غير ما تحب تردعه وتحرقه بنارها وأن المثقف بأوضاعه الصعبة كان حاضرا من خلال شخصية المشرد. وتحدث التل لـ”الاتحاد الثقافي”عن مشاكل فنية ومعاناة بعض الممثلين في النطق ممّا ساهم في انخفاض إيقاع الأداء كما جاءت الإضاءة متغيرة وغلب عليها اللون الأحمر كمؤشر للسلطة في ظل تعتيم ثابت لكن المخرج وليد الحمزاوي استطاع من خلال تجارب شخصية عاشها إيصال فكرته، وقال: إن النص يفتقد الحبكة الدرامية فهو مجموعة أفكار تم تجميعها كما يبدو. وتجدر الإشارة إلى أن المسرحية من تمثيل إسحاق الياس ومحمد شحادة وعدي حجازي وخالد صبّاح ومحمد جيزاوي ورناد ثلجي وعبدالرحمن عاشور.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©