إعداد - أيمن جمعة:
أثارت شركة 'سلينج ميديا' جدلا عنيفا في صناعة شبكات التلفزيون التقليدية بعدما قدمت منتجا فريدا، يتيح للانسان وهو في أي مكان بالعالم، متابعة كل البرامج التي اعتاد ان يشاهدها في منزله عبر الاقمار الاصطناعية والكابلات الارضية والاشتراكات·
يحمل المنتج اسم 'سلينج بوكس' ويبلغ طوله 27 سنتيمترا، ولا يتطلب الامر سوى توصيله بجهاز كمبيوتر مرتبط بالانترنت او هاتف محمول من الجيل الثالث، لتستطيع وانت في اي مكان بالعالم ان تتابع نفس برامجك المفضلة، وكأنك لم تغادر منزلك بأبوظبي· ونظرا لوجود فوارق في التوقيت فبوسعك ان تبرمج الجهاز لتسجيل برنامج ما في الامارات لتراه بعد ذلك في اي وقت تشاء، ليصبح بذلك 'سلينج بوكس' واحدا من موجة أجهزة فائقة التقدم التي تلبي طموحات ربما لا يحلم بها الكثيرون·
وبسرعة أعلنت شركات الخدمات التلفزيونية التقليدية رفضها التام لهذا الابتكار الذي يهدد بخسارتها لملايين الدولارات التي تدفعها للحصول على حقوق البث الخاصة بأحداث معينة، وخاصة المباريات الرياضية·
خرجت هذه الفكرة الى النور على يد بليك كيركوريان (38 عاما) الرئيس التنفيذي لمؤسسة 'سلينج ميديا' بالتعاون مع شقيقه الاصغر جاسون، وذلك لهدف رئيسي هو مشاهدة مباريات البيسبول الاميركية أثناء سفرهما الى الخارج· ويقول كيركوريان 'بمجرد ان تستخدم هذا الجهاز لا بد ان تتساءل ·· لماذا لا يملكه الجميع؟'
والتهمت السوق الاميركية حتى الان أكثر من 100 ألف جهاز سلينجبوكس الذي لا يتجاوز سعره 200 دولار تقريبا، وهو مبلغ زهيد مقارنة مع سعر الاجهزة التقنية مثل أي بود· وأعلن كوريوريان أثناء زيارته لفرنسا مؤخرا لحضور مؤتمر عن أحدث تقنيات الاتصال، انه سيبدأ في طرح جهازه للبيع في الاسواق الاوروبية والاسيوية خلال الشهر المقبل·
لكن بول وايتهيد رئيس أنشطة التطوير في شبكة 'تي في' البريطانية يتوقع مشكلات ضخمة للجهاز على الصعيد الدولي، قائلا 'عندما تحصل شبكة على حقوق اذاعة برنامج ما فان الاتفاق عادة ما يغطي دولة بعينها، فهل يكون من حق أي مشاهد ان يبث مثل هذا البرنامج الى دولة اخرى·؟ الشبكات قلقة جدا من ان الاجهزة مثل سلينج بوكس ستوسع اطار البث الى خارج الحدود المتفق عليها· واتوقع انه سيكون من الصعب للغاية التاكد من التزام مستخدمي هذه الاجهزة بالمعايير القانونية·' ويقول المراقبون إن هذه الاجهزة التي تتيح للناس التحايل على الحقوق التجارية، تنسف الاسس التي تستند اليها شبكات التلفزيون التجارية، وهي حقوق البث الجغرافي·
لكن كريكوريان يشدد على ان ابتكاره لا يقوض هذه الحقوق 'لانه ببساطة يوسع نطاق البث الذي يستطيع خلاله الشخص ان يتابع البرامج التي يتلقاها في منزله وذلك بالطريقة نفسها التي يتم بها استخدام اجهزة الفيديو لاغراض شخصية، وانه لا يمكن تعديل برمجة الجهاز وبالتالي فلن يستقبل بثه الا مالكه فقط·' كما يشير البعض الى ان هذه الخطوة قد تنعش صناعة الاعلانات ويقول كيريكوريان 'هناك الكثير من القعقعة وهو ما يحدث دوما عند ظهور كل تقنية جديدا، وسرعان ما نكتشف بعد مرور الوقت انها مفيدة للجميع·'
لكن هل هناك فعلا سوق ضخم لمن يريدون الاستمتاع بالبث التلفزيوني داخل الشاحنات او على الطريق او خلال رحلاتهم بالخارج؟ تشير الاحصائيات الى ان وجود 200 مليون من مستخدمي الموجة العريضة بالانترنت ومن المتوقع ان يرتفع هذا الرقم الى 400 مليون بحلول عام ·2010 وبالنسبة لمستخدمي الهواتف المحمولة فان عددهم يتجاوز حاليا حاجز الملياري شخص ومن المتوقع ان يرتفع الرقم الى ثلاثة مليارات بحلول عام 2008 وأغلبهم ستكون لديه خدمات سريعة جدا· وكل واحد من هؤلاء المشتركين مرشح لربط جهازه التلفزيوني بالمنزل الى اجهزة الكمبيوتر المحمول او الهاتف المحمول بما يتيح لهم مشاهدة البرامج التي يستقبلونها في منازلهم في أي مكان·
عدد اليوم
