الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الرذاذ» التحكيمي يدخل دوري «الخليج العربي» رسمياً الموســــم الجديد

«الرذاذ» التحكيمي يدخل دوري «الخليج العربي» رسمياً الموســــم الجديد
28 يونيو 2014 00:25
حركت أحداث وأجواء كأس العالم المياه الراكدة في فترات التوقف الصيفية بالاتحادات الوطنية كافة، وشاهدنا فيها الكثير من المستجدات والتطبيقات التي ستأخذ مجالها في الانتشار عقب نهاية بطولة البرازيل، وذلك تزامنا مع التطورات والأحداث المتلاحقة في مجال كرة القدم، ومن بين تلك المستجدات استخدام الرذاذ التحكيمي أو «البخاخ» الذي يضبط مسافة الحائط البشري، وقد أصبح أمراً واقعاً في كأس العالم، بعد أن تم اختباره بشكل ناجح في كأس العالم تحت 20 سنة في تركيا 2013، وكأس العالم للأندية الأخيرة، وقد صدق مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» على استخدام الرذاذ خلال اجتماعه رقم 126 في مقاطعة ساري، ببريطانيا في مارس 2012، وتوصل المجلس إلي أن أي اتحاد كرة قدم عضو في اللجنة أو بطولة دوري يمكنه استخدام الرذاذ في المستقبل حسبما يراه. وتنتج إحدى الشركات الأرجنتينية هذا الرذاذ، وهو أداة مبتكرة تساعد الحكام على تحديد مكان وقوف حائط الدفاع قبل تسديد الضربات الحرة، حيث يقوم الحكم بالتحديد، ومن ثم وضع العلامة على المكان الذي يبعد عن مكان تسديد الكرة 9,15 متر، أي المكان الذي يسمح عنده بوجود أقرب مدافع، ويختفي الخط خلال دقيقة من ذلك، وكان رئيس لجنة الحكام في «الفيفا» ماسيمو بوساكا، قال إن الرذاذ المتلاشي يمثل أداة مهمة للحكام، والتقويم الذي حصل عليه من الحكام كان إيجابياً جداً. واعتبر أغلب الحكام الرذاذ أداة مفيدة، وله أثر وقائي أيضاً، فقد تم احترام المسافة دائماً بحيث لم يتم طوال البطولة استخدام بطاقة صفراء لعدم احترام المسافة الفاصلة، وبعد كأس العالم للأندية في المغرب، تم إجراء المزيد من التقويم ومراجعة النتائج ومناقشة كل سبل نجاحه واستخدامه في بطولات الفيفا مستقبلاً. و«الاسبراي» ليس جديداً على ملاعبنا، حيث شاهدناه في مونديال الناشئين في مجموعة دبي، ولكن الجديد هو أن هذه المادة ستكون أساسية في دوري الخليج العربي خلال الموسم الجديد، وكذلك في بعض المباريات المهمة والحساسة في دوري الدرجة الأولى، ولذلك استطلعت «الاتحاد» بعض الآراء لمعرفة مدى جدوى تطبيق هذه التجربة، وكانت النقاط الإيجابية بشكل عام أكثر بكثير من السلبية، وكان مفترضاً أن يتم استخدام الرذاذ التحكيمي في «دورينا» في الموسم الماضي، ولكن نقص المادة نفسها حال دون التطبيق الفعلي ليصبح الموسم الجديد هو موعدنا مع «الاسبراي». توافر المادة يقول محمد عمر رئيس لجنة الحكام: « تطبيق فكرة الرذاذ التحكيمي كانت مطروحة من الموسم الماضي، لكن قلة الكمية الموجودة لدينا جعلتنا نؤجلها للموسم الجديد، والآن أصبحت المادة متوافرة لدينا بشكل كاف لإدارة مباريات دوري الخليج العربي، وكذلك بعض المباريات المهمة في دوري الدرجة الأولى، ووجود الكمية الكافية لدينا سيجعلنا نطبقها كذلك على أرض الواقع من خلال المعسكر الذي ستتم إقامته للحكام». وعن استخدام هذه التقنية الحديثة وفوائدها يقول، رئيس لجنة الحكام: «هي (انضباطية) في المقام الأول، ومن خلالها سيقوم الحكم بأداء الدور الكامل في منح المساحة القانونية دون تعطيل أو تأخير من اللاعبين، فالخط الذي يضعه الحكم سريعاً سيكون ملزماً، وسيجبر على بدء اللعبة بشكل أسرع، ولن يعطل الكرة في الملعب، حيث كان اللاعبون يتعمدون في السابق التقدم نحو الكرة، ولكن هذا الخط الأبيض الذي يختفي بعد ثوانٍ من تحرك الكرة سيلزم اللاعب بالمكان دون التحرك للأمام، وإذا تحرك اللاعب أمام الخط وليس خلفه من المؤكد أن قرار العقوبة سيطوله بحسب رؤية حكم المباراة». وأضاف: «استخدام الطريقة الجديدة سيمنح كل ذي حق حقه في أرض الملعب، وبالتالي فإن الهدف من استخدامه ليس الرفاهية أو غيرها، بل تطبيق القانون بالشكل المناسب واللائق بما يخدم مصلحة اللعبة في النهاية، وتطبيقنا لهذه التقنية سيجعلنا في طليعة الدول العربية التي تهتم بتطبيق أفضل النظم وأحدثها في مجال كرة القدم، حيث إن هذه الفكرة تم تطبيقها بشكل كبير وواسع في دوريات مختلفة بأميركا اللاتينية، خاصة في الدوري الأرجنتيني، وهذه التقنية الحديثة بالطبع معتمدة من الاتحاد الدولي للعبة». وتابع محمد عمر بقوله: «خلال المعسكر الألماني الذي سنقيمه لحكامنا يوم 24 من أغسطس المقبل بوجود 70 حكماً، سنقوم بتطبيق هذه التقنية، لتعريف حكامنا بكل ما يخصها». وحول الاستعدادات الخاصة بالمعسكر الخارجي بألمانيا، وتحديداً مدينة نورنبرج الألمانية، قال: «قطعنا مسافات طويلة في إطار خطة وضعناها منذ اليوم الأول لتولي المسؤولية، بضرورة تطوير مستويات جميع قضاة ملاعبنا، لذلك انتظرنا فترة طويلة لحين جلب السنغافوري شمسول، المدير الفني الحالي الذي يعتبر الأفضل في العالم من حيث تطوير وتعليم قضاة الملاعب، والآن نحن نكمل المسيرة، لذلك سيكون المعسكر المقبل في ألمانيا الأول من نوعه في تاريخ المعسكرات الخارجية التي سبق وخاضها قضاة الملاعب، سواء الحاليين أو السابقين، حيث لم يكن الاهتمام كبيراً في السابق بتلك المعسكرات كما سيكون اهتمامنا نحن». وأضاف: «طلبنا من الفيفا خبيرين ليحاضرا حكامنا، كما طلبنا من الاتحادين الإنجليزي والياباني مدنا بخبيرين، أحدهما أوليفيا وهو أفضل مدرب تكتيكي وفني للحكام في العالم، وستمدنا اليابان بمحاضر في المهارات التحكيمية، وكل ذلك لفتح مدارك القضاة، وتثقيفهم بآخر ما وصل إليه علم التحكيم، لا سيما أننا نصطحب معنا 70 حكماً، هم من سيديرون دوري المحترفين والدرجة الأولى، وتضاف إليهم المواهب الشابة التي قمنا باكتشافها وضمها إلى مجال التحكيم». وقال عمر: «تم الاتفاق مع فريقين من دوري الدرجة الثانية بألمانيا، ليلعبا مباراة ودية معاً في وجود القضاة ليتم تطبيق الحالات النظرية، عملياً داخل الملعب، ولم تترك اللجنة أي شيء يضمن أفضل إعداد خارجي للقضاة إلا ووفرته، وذلك بدعم اتحاد الكرة والمسؤولين والقيادات التي تحرص على منح الثقة للحكم الإماراتي». فرصة للسيطرة من جانبه، يقول حكمنا الدولي محمد عبد الكريم: «استخدام الرذاذ التحكيمي سيمنح حكم المباراة فرصة أكبر للسيطرة على المسافات أثناء الضربات الثابتة، وبالتالي سيحصل كل طرف على حقه كاملاً، كما أنها تقنية مهمة يتم تطبيقها في أعلى مستويات اللعبة، وهي كأس العالم، وبالتالي فإن الاتحادات القارية ستكون مطالبة بالتطبيق، ونحن دائماً سباقون في تنفيذ ما يخدم مصلحة اللعبة». وأضاف: «سيسهم ذلك في زيادة التزام اللاعبين، حتى لا يتعرضون للعقوبة من حكم المباراة، وهو ما سيجعل الحكم أكثر سيطرة على الوضع في أرض الملعب». وقال حكمنا ياسين المنصوري: «التكنولوجيا الجديدة لن تقلل من هيبة الحكام باستخدام هذه التقنية، ولكن هذا سيمنح حكم المباراة سيطرة أكبر على المسافة بين اللاعب والكرة بما يحقق العدالة للطرفين، ثم إن اتحاد الكرة يبحث دائماً عن السبل الكفيلة بالتطوير من النواحي كافة، وهو ما سيكون له أثره الإيجابي على المسابقات المحلية». ويرفض راشد عبد الكريم الحكم السابق، مدير الكرة السابق بالوصل، هذه الفكرة قائلاً: «بدلاً من صرف مبالغ مالية كبيرة في هذا «الرذاذ»، كان من الأفضل توفير هذه المبالغ المالية المهدرة على الأرض، والتفكير في زيادة بدلات الحكام، بدلاً من هذه الرفاهية»!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©