الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوروجواي على فوهة «بركان الغضب» بعد قرار إيقاف سواريز!

أوروجواي على فوهة «بركان الغضب» بعد قرار إيقاف سواريز!
28 يونيو 2014 00:22
شاءت الظروف أن يكون اليوم الرابع عشر من كأس العالم المقامة حالياً في البرازيل، للنجم الأوروجوياني سواريز، وذلك بعد أن ودع خلاله أفضل لاعب في العالم البرتغالي كريستيانو رونالدو المونديال رسمياً ومجبراً طبعاً، ولا نعرف هل ستكون له عودة في البطولة القادمة، وحينها سيكون بلغ الثالثة والثلاثين من العمر، وفيه اكتمل نصاب المنتخبات المتأهلة من الدور الأول، واتضحت مواجهات دور الـ16، كما خرج كابيللو الإيطالي مطأطأ الرأس، بعد أن فشل في قيادة «الدب الروسي» إلى الدور الثاني، وخرج على يد كتيبة المحاربين الجزائريين الذين سطروا صفحة التاريخ أخيراً، كل هذه الأنباء لم تكن تعني شيئاً للعالم، فهذا اليوم كان حصرياً وبالكامل من نصيب الأوروجوياني لويس سواريز. منذ الصباح الباكر وريو دي جانيرو تستنشق نسمات الهواء القادمة من المحيط الأطلنطي، وتراقب أشعة الشمس وهي تبزغ في الأفق وتنتظر الأخبار الأكيدة القادمة من بيت «الفيفا» في المدينة، فالمحكمة تعقد هذا الصباح، ولجنة الانضباط التابعة للاتحاد الدولي تتدارس الأمر، والقرار الوشيك سيصدر بعد سويعات قليلة، وفي الوقت الذي كان الوفد الأوروجوياني في قمة التفاؤل، بعد أن قدم أطروحاته، وبالأدلة الموثقة والصور ولقطات الفيديو، أنه لم تكن هناك «عضة»، بمعنى الكلمة كما كان واضحاً عبر شاشات التلفزيون، بل إن الإيطالي كيليني كان يشتكي من جرح قديم في المكان نفسه، وتضمنت أطروحة الدفاع المقدم من الاتحاد الأوروجوياني لكرة القدم صورة عن هذا الجرح. أما بقية العالم فكانوا لا يرون في اللاعب النجم سوى مخطئاً، وهم يستندون إلى تاريخه الحافل بمثل هذه «الهفوات القاتلة»، ولطالما تعرض للإيقاف بسببها، كما أن اللقطة التلفزيونية كانت واضحة وليس فيها أدنى ذرة شك، أنها «عضة» مهما قال أنصار اللاعب وبنو جلدته. وفي كل الحالات، كان الطرفان متفقان على شيء واحد، هو أن كأس العالم انتهت رسمياً بالنسبة لسواريز، فلم يكن رئيس اتحاد الكرة في أوروجواي يتوقع مثلاً أن هناك قراراً بالعفو عن اللاعب، ولكنه كان يأمل في التخفيف إلى الحد الأدنى، وعند الساعة الثانية عشرة ظهراً بتوقيت ريو دي جانيرو، صدر القرار المرتقب، إدانة شديدة اللهجة للاعب ما كان ليقترف هذه الفعلة في أي ملعب، وعلى وجه الخصوص في بطولات «الفيفا» على مرأى من ملايين البشر، وإيقافه عن اللعب الدولي 9 مباريات، وبالتالي لا كأس عالم، وربما لا كوبا أميركا قادمة بالنسبة له، وكذلك إيقافه عن ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم لمدة أربعة أشهر تنتهي يوم 26 أكتوبر، وبالتالي يغيب أكثر من شهرين عن فريقه ليفربول، أو أي وجهة قادمة بالنسبة له، وأيضاً غرامة مالية بحق اللاعب تبلغ 100 ألف فرنك سويسري. تباينت الآراء، وتعددت ردود الفعل ما بين مؤيد يفكر في تقويم اللاعب الذي تمادى، وباتت سلوكياته تشكل خطراً كبيراً على سلامة اللاعبين، قبل أن تؤثر عليه، وما بين معارض أوروجوياني، يرى أن العقوبة مبالغ فيها، وأنها تأثرت كثيراً بما تردد عبر وسائل الإعلام، أما المعارض المحايد فلم يكن يفكر في هذه أو تلك، ولكن جل تفكيره يكمن في حرمانه من مشاهدة لاعب فذ على أرض الملعب. واستمر اجتماع لجنة الانضباط التابعة لـ «الفيفا» لمناقشة واقعة عض سواريز للإيطالي كيليني ساعات عدة، وبعد نهاية الاجتماع، وصدور القرار، قال رئيس لجنة الانضباط إن مثل هذا السلوك لا يمكن التساهل معه أبداً، في أي ملعب كرة قدم، وعلى وجه الخصوص في بطولة بحجم كأس العالم، وبينما أعين ملايين من البشر مسلطة على النجوم في الملعب، وأضاف أن لجنته أخذت بعين الاعتبار كل الأطروحات التي تم تداولها في هذه القضية، وحجم المسؤولية الذي يتحمله سواريز. وبإمكان أوروجواي التقدم باستئناف على القرار خلال 21 يوماً من صدوره، ولكن لن يكون ممكناً إيقاف العقوبة، حتى لو تم التقدم بالاستئناف الآن، وتسري العقوبة على مسابقات «الفيفا» وبطولة كوبا أميركا وفي حال وصول أوروجواي إلى المباراة النهائية سيكون سواريز استنفذ 4 مباريات من العقوبة. اتحادات هاوية كان من المفترض أن يصدر القرار مساء الأربعاء، ولكنه تأخر إلى صباح الخميس، وهو الأمر الذي أسفر عن شعور بالتفاؤل في المعسكر الأوروجوياني، حيث قال إدواردو بيلزا المدير الرياضي في اتحاد أورجواي لكرة القدم قبل أن يصدر القرار، إنه متفائل، حيث إنه ليس من الحكمة الاستعجال في إصدار قرار أمام واقعة مثل هذه، وأن التريث في الخروج به يعطي دلالة أن اللجنة تقوم بدراسة كل الإثباتات والأدلة الموضوعة أمامها على الطاولة. وتتكون لجنة الانضباط في «الفيفا» من الرئيس ونائبه و20 عضواً، وانتقد الوفد الأوروجوياني هويات وجنسيات بعض الأعضاء في اللجنة، حيث قال مصدر مسؤول في الاتحاد إن هناك أعضاء لا تزال اتحاداتهم تعيش في ظل الهواية، في إشارة إلى الأعضاء من سنغافورة والكونجو وتونجا وباكستان وهونج كونج، ورئيس اللجنة هو السويسري كلاوديو سولزر، أما النائب فهو السنغافوري ليم كيا تونج، ويعتبر الجزائري حميد حداج هو العضو العربي الوحيد في اللجنة. في معسكر أوروجواي كان الغضب عارماً، فقد قال النجم السابق انزو فرانشيسكولي إنه لا يشجع ما قام به اللاعب، ولكنه في النهاية لم يقتل أحداً، وأضاف أن الكثير من اللاعبين يتعرضون لضربات بالكوع أو من الخلف ويتعرضون للإصابة التي تبعدهم طويلاً عن الملاعب، ولا تزيد عقوبة اللاعب المعتدي في هذه الحالات على بطاقة صفراء أو حتى حمراء، أما في حالة سواريز فلم يصب كيليني بصورة تشكل خطورة على وجوده في الملاعب. وشدد فرانشيسكولي على أن الجماهير تدفع ثمن التذاكر، من أجل مشاهدة أمثال سواريز في الملعب، وعندما تصدر عقوبة بحقه بهذه القسوة، فهذه العقوبة صادرة في حق الجمهور أكثر من اللاعب. وأشار النجم السابق إلى أن «الفيفا» وضع نفسه في موقف محرج عندما أصدر هذه العقوبة، وفي المستقبل إذا تعرض أي لاعب لضربة مرفق على سبيل المثال، كما فعل البرازيلي نيمار مع اللاعب الكرواتي في المباراة الافتتاحية، لن يعرف «الفيفا» ما هو الواجب عمله، وبالتالي ستكون هناك اجتماعات يومية للجان الانضباط، من أجل اتخاذ عقوبات في هذه الأمور. فساد «الفيفا» وشدد فرانشيسكولي على أن العقوبة قام باتخاذها أشخاص لم يسبق لهم أن قاموا بركل كرة قدم في حياتهم، وأن هناك الكثير من الأمور تحدث في الاتحاد الدولي واتحاد أميركا الجنوبية، ولا يفهم أحد ولا يمكن الاعتراض على هذه الأمور، ومن هنا يجب تغيير الأشخاص والنظام، فلا يمكن تطبيق قواعد اللعب النظيف على كل شيء باستثناء الفساد الحاصل في «الفيفا». جيجيا الذي سجل الهدف الذي أصاب الماراكانا بالصمت والذهول قبل 64 عاماً، وقاد أوروجواي للتتويج بلقب كأس العالم للمرة الثانية، كان له تعليق على واقعة إيقاف سواريز، حيث قال إنه يؤيد العقوبة الصادرة تجاه اللاعب لأنها ليست المرة الأولى التي يرتكب فيها خطأ مثل هذا، وأبدى استغرابه من الطريقة التي يفكر بها سواريز، وأضاف أنه لا بد أن يفهم أنه يمثل الأوروجواي ومباريات كأس العالم ليست حرباً حتى يتصرف بهذه الطريقة، وأكد جيجيا أن منتخب بلاده قادر على المضي بعيداً في البطولة حتى في غياب سواريز. (ريو دي جانيرو - الاتحاد) الغياب 19 مباراة من المقرر أن يغيب لويس سواريز عن 18 أو 19 مباراة في ضوء العقوبة التي وقعها عليه الاتحاد الدولي لكرة القدم لتورطه في عض كتف المدافع الإيطالي جورجو كيليني، وقرر «الفيفا» إيقاف سواريز تسع مباريات وحرمانه من ممارسة أي أنشطة تتعلق بكرة القدم أو دخول أي ستاد كرة قدم لمدة أربعة أشهر، ويسجل سواريز مشاركته الأولى مع منتخب أوروجواي يوم الرابع من يوليو 2015 في حال صعد الفريق إلى نهائي كوبا أميركا في تشيلي، بينما ستكون أول مشاركة له مع فريقه ليفربول الإنجليزي في 27 أكتوبر المقبل في المباراة المقررة أمام هال سيتي. ومن المؤكد غياب سواريز عن جميع مباريات أوروجواي في كأس العالم، بداية من مباراة كولومبيا اليوم في دور الستة عشر، حيث سيتم خصم أربعة مباريات من رصيد عقوبة اللاعب في حال وصل الفريق إلى المربع الذهبي في المونديال، باعتبار أن منتخب أوروجواي سيكون بذلك قد شارك في دور الستة عشر والثمانية وقبل النهائي بجانب مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، ولكن سيتم خصم مباراة واحدة فقط من عقوبته إذا خسرت أوروجواي أمام كولومبيا. وستكون أول مشاركة رسمية مقبلة لأوروجواي من خلال كوبا أميركا في تشيلي، حيث يدافع الفريق عن لقب البطولة، وإذا سارت البطولة على روزنامة نفسها نسخة البطولة عام 2011، فإن منتخب أوروجواي سيخوض ست مباريات كحد أقصى في هذه البطولة. وسيغيب سواريز عن كل مباريات كوبا أميركا إذا لم تصعد أوروجواي للمربع الذهبي لكأس العالم، وفي حال حقق الفريق هذا الإنجاز، فإن هداف الدوري الإنجليزي سيلحق فقط بالمباراة النهائية أو مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع لبطولة كوبا أميركا، مما يعني أن استدعاءه للبطولة من الأساس محل شك كبير. وإذا لعبت أوروجواي أقل من تسع مباريات بحلول نهاية 2015، فإن عقوبة الإيقاف بالنسبة لسواريز ستستمر حتى تصفيات مونديال 2018 بروسيا. وبالنسبة لليفربول سيغيب سواريز عن أول ثماني مباريات للفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز، وسيغيب عن الجولة التاسعة من المسابقة إذا جرت مباراة ليفربول مع هال سيتي يوم 25 أو 26 أكتوبر المقبل، ولكنه سيكون متاحاً إذا جرت المباراة يوم الاثنين الموافق 27 أكتوبر، وإذا لم يلحق بمباراة هال سيتي، فإن أول مباراة له ستكون يوم الأول أو الثاني من نوفمبر أمام نيوكاسل. كما يغيب سواريز عن أول ثلاث مباريات لليفربول في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، حيث تأهل الفريق مباشرة للبطولة بصفته وصيف الموسم الماضي، وبالتالي فإن أول مباراة له في دوري الأبطال ستكون يوم الرابع أو الخامس من نوفمبر، كذلك يغيب سواريز عن الدور الثالث لكأس كابيتال وان وهو الدور الذي ينطلق منه مشوار ليفربول، بينما قد يلحق بالدور الرابع الذي يقام يوم 27 أكتوبر. (ريو دي جانيرو - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©