السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوكرانيا.. ثغرات في الجاهزية العسكرية

27 يونيو 2014 23:50
كارول موريلو كييف «لو توفّرت له خوذة لما أُصيب في القتال ضد الانفصاليين في شرق البلاد». ففي صورة التقطت بهاتف محمول ظهر جندي أوكراني شاب راقدا على فراش في مستشفى فاقدا الوعي فيما يبدو وضمادة كبيرة على رأسه وأنبوبة تغذية تمر عبر فمه. ولهذا ترك يوري بيريوكوف البالغ من العمر 39 عاما مهمة إدارة شركته لوكالات السفر لموظفيه وتهيأ لمهمة جمع الأموال لدعم جيش بلاده. وجمع في نهاية المطاف أكثر من ضعف المبلغ الذي كان يستهدفه عندما نشر صورة الشاب على صفحته على فيسبوك وهو 54 ألف دولار. وبيريوكوف يجمع حاليا أموالا لشراء أساسيات عتاد الحرب الحديثة بما في ذلك نظارات وقاية العين وبنادق القنص التي ينقلها أحيانا في ظروف خطرة إلى الخطوط الأمامية في القتال. وبيريوكوف ليس إلا قطرة في محيط من التغيير في الطريقة التي ينظر بها الأوكرانيون إلى قواتهم المسلحة. وقد يؤدي الدعم الذي ظهر حديثا للقوات المسلحة إلى تعقيد الأمور أمام الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو الذي لا يحظى إعلانه بوقف إطلاق النار من جانب واحد يوم الجمعة الماضي ضمن اتفاق سلام أوسع بشعبية كبيرة. ويقول الكثير من الأوكرانيين وخاصة في الجانب الغربي من البلاد وهم بعيدون عن ساحات القتال إنهم لا يعتقدون أن التوصل إلى هدنة يؤدي إلى إحلال السلام الذي يرغبون فيه بل يمنح المتمردين وقتا لإعادة ترتيب صفوفهم. ويقول الكثير من الأوكرانيين إن جيشهم سيحرز تقدماً في نهاية المطاف في قتاله ضد الميليشيات المؤيدة لروسيا وإنه يكتسب خبرات قتالية جيدة في الوقت الذي بدأ فيه تلقي عتاد جديد من جماعات المتطوعين المنتشرة. ويشعر «يوري كاسيانوف»، وهو منسق جماعة «انقذوا الجيش» بالتفاؤل لأن الجيش يتغير ويعتقد أن الجيش سيصبح أفضل مع مساعدة الأوكرانيين في تمويله مباشرة وأضاف «لقد أصبح جيشا للشعب». وكانت هذه الروح تبدو حلما بعيد المنال قبل بضعة شهور فحسب. فالصعود المفاجئ للمشاعر الانفصالية بدءا من القرم في مارس الماضي وانتشارها في الشهر التالي للمناطق الشرقية في «دونيتسك» و«لوهانسك» كشف عن عدم استعداد البلاد بدرجة تثير الفزع للدفاع عن نفسها. فقد عوّلت أوكرانيا على اعتقاد خاطئ بأنها لا تواجه تهديدات من جيرانها، وقلصت كل حكومة منذ استقلال البلاد عن الاتحاد السوفييتي عام 1991 ميزانية الجيش. واليوم أصبح عدد أفراد الجيش 180 ألفا أي أقل من خمس عددهم قبل عقدين وهم سيئو العتاد والتدريب. وجاء في تقرير صدر هذا الشهر عن مركز دراسات الجيش والتحويل ونزع السلاح أن كل وزير دفاع بعد الآخر قلص القدرة الدفاعية لأوكرانيا. وجاء في التقرير أن وضع الإنفاق العسكري في مرتبة متأخرة والفساد المتوطن الذي بدد الموارد بعيدا عن ميزانية الدفاع مسؤول بشكل مباشر عن الأزمة الحالية التي تواجهها البلاد. وذكر الباحثون أن جيش أوكرانيا أصابه «الدمار» وأوصوا بزيادة الإنفاق العسكري ثمانية أمثال. ويعتقد سيرجي بوندارتشوك المدير السابق لمصنع إنتاج الأسلحة الحربية المملوك للدولة وهو أحد الباحثين في الفريق أن الرئيس الروسي فلاديمير «بوتين لا يتحمل وحده وزر ضياع أراضينا... بل يتحمل الوزر أيضا السياسيون الذين لم يبنوا الجيش». وتتهم أوكرانيا روسيا بالضلوع في تمرد الانفصاليين في الشرق الذي جعل الكثير من الأوكرانيين يفيقون من غفوة السكينة. وأنشأ الجيش صندوقا يستطيع الأوكرانيون أن يتبرعوا فيه بمعدل 40 سنتا في كل مكالمة بالهاتف المحمول. وكثيرون يقولون إنهم يتصلون بالرقم يوميا. والحملة التي يطلق عليها «ادعموا الجيش الأوكراني» جمعت نحو 11.5 مليون دولار حتى منتصف يونيو. والمبلغ صغير للغاية مما جعل وزارة الدفاع تحدد بالضبط ما الذي يمكن أن تشتريه بالمال- 17500 حقيبة نوم و600 حشية للنوم وخمسة آلاف بطانية و53 ألف حذاء وثلاثة آلاف سترة واقعية من الرصاص. ويقول الكولونيل أوليج دوفجاليوك مدير الإمدادات والمشتريات في وزارة الدفاع إن الحرب ضد الانفصاليين عندما بدأت لم يكن في مخازن الجيش سترة واحدة واقية من الرصاص أو من المتفجرات، لم يكن هناك أي منها للجنود المقاتلين. والكثير من الأوكرانيين المنزعجين من الحالة المزرية التي وصل إليها جيشهم يشعرون بلحظات من الفخر عندما تنزع قوات الدفاع السيطرة على نقاط تفتيش حدودية وأراض من أيدي المتمردين. وقال «سيرهي جورتس» مدير صحيفة ديفنس اكسبريس العسكرية «كان جيشنا في حالة سيئة لكنه تعلم بالممارسة... ومع الخبرات القتالية الجديدة لدينا جيش جديد في أوكرانيا». والانتكاسات في المعارك وأيضا الانتصارات زادت من قوة الانفصاليين. ويقول بعض الأوكرانيين إنهم لا يفهمون السبب الذي من أجله أعلن بوروشينكو وقفا لإطلاق النار الآن ما لم يكن بغرض الاستعداد لهجوم شامل ضد المتمردين الذين فوتوا فرصة العفو عنهم أو الخروج الآمن من البلاد. ويعتقد بوريس بافلكو البالغ من العمر 64 عاما الذي قضى 22 عاما في الجيش السوفييتي ثم تقاعد برتبة كولونيل في الجيش الأوكراني إنه ما كان يجب التوصل إلى وقف إطلاق نار حتى يعود الجيش الروسي إلى أراضيه. وقال بيريوكوف الذي يجمع الأموال على صفحته على فيسبوك تحت عنوان «وينجز فينكس» (أجنحة العنقاء) «لا أعرف السبب الذي يجعل حكومتنا تزيد عدد الناس الذين يعانون ويموتون بمقترح مثل هذا... فكل ساعة من السلام تعني نقطة تفتيش جديدة للانفصاليين أو لغما أرضيا جديدا. لماذا نمنحهم هذه الهبة؟». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©