12 يونيو 2012
محمود الحضري (بكين) - يتوقع تراجع أرباح شركات الطيران في العالم خلال العام الحالي بنسبة 62% إلى 3 مليارات، مقابل 7?9 مليار دولار العام الماضي، بحسب توني تايلر المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي “أياتا”.
وقال تايلر، خلال افتتاح الدورة الـ 68 للجمعية العمومية للاتحاد في العاصمة الصينية بكين أمس، إن الإمارات من بين الدول التي حققت تقدما في صناعة الطيران، خاصة فيما يتعلق ببرامج الأمن في قطاع الشحن، والدخول في نظام الترقيم الدولي للشحن.
وأوضح أن عدم وجود ضرائب في الإمارات أعطي ميزات نسبية للقطاع، حيث حقق القطاع نمواً قياساً بشركات أخرى في أنحاء العالم على الرغم من وجود حركة أكبر عليها.
وأفاد تايلر بأن التراجع في أرباح شركات الطيران يأتي مدفوعا بالمتغيرات الاقتصادية في العالم، والتباطؤ في معدلات النمو الاقتصادي، خاصة في الصين، والارتفاع في أسعار النفط، والذي يؤثر بدوره على تكاليف التشغيل للناقلات الجوية، بخلاف عوامل ضاغطة أخرى، تؤثر على نمو الصناعة وعناصر التشغيل.
ودعا تايلر إلى ضرورة تخفيض الرسوم والضرائب التي تفرضها الحكومات على شركات الطيران والركاب وذلك من خلال توضيح الفوائد الاقتصادية التي تعود على الحكومات من خلال دعم قطاع الطيران لما يقوم به قطاع الطيران من دعم للناتج المحلي وتوفير الكثير من فرص العمل، متوقعاً أن يصل حجم الشحن خلال العام الجاري إلى 47?8 مليون طن.
وبين بأن توقعات “الأياتا” تشير إلى تراجع ارباح شركات الطيران في منطقة الشرق الاوسط بنسبة 60% الى 400 مليون دولار خلال العام الجاري، مقابل مليار دولار في 2011، منوها بأن توقعات الارباح انخفضت 100 مليون دولار عن توقعات مارس الماضي.
وأوضح تايلر أن هذا التراجع في الشرق الأوسط يرجع الى التأثيرات السلبية على حركة وصناعة الطيران في المنطقة من تداعيات الأزمة الائتمانية في أوربا، والتأثر الكبير الذي أصاب الرحلات الطويلة المدى، موضحاً أن المنطقة العربية وشركاتها كانت الأكثر تأثرا، خاصة الشركات الخليجية، التي تركز نشاطها على الرحلات الطويلة.
وأفاد بأنه ورغم كل هذا فان المؤشرات تؤكد أن الشرق الأوسط مؤهل لقيادة العالم في نمو صناعة الطيران.
وأشار مدير عام “أياتا” الى أن منطقة الشرق الاوسط ستشهد اعلى معدلات نمو من العام الجاري وحتى 2015، لافتاً الى أن النمو المتوقع هذا العام في المسافرين الدوليين سيصل الى 18?6%، بينما يبلغ المعدل السنوي للنمو حتى عام 2015 نحو 7?9%، وفي قطاع الشحن الدولي يبلغ النمو المتوقع العام الجاري 14?6%.
وحضر افتتاح الجمعية العمومية أكثر من ألف شخص من صناع الطيران والنقل الجوي من مختلف أنحاء العالم حيث جرت مناقشة مستجدات الصناعة والهيكل التنظيمي الجديد للأياتا والذي تم اعتماده بعد أن وافق المجلس على بعض التعديلات التي تهدف إلى تحقيق المزيد من الشفافية والحيادية بين شركات الطيران، وكذلك تمت مناقشة دعم الأياتا لموقف شركات الطيران المعارض لقانون تجارة الانبعاثات الأوروبي .
وناقش الاجتماع قضايا السلامة الجوية و الأمن وطرق رفع مستوياتها على المستوى العالمي، كما تم تفعيل اتفاقية تبادل المعلومات الخاصة بالسلامة الجوية والموقعة بين كل من الأيكاو والأياتا والاتحاد الأوربي وأميركا.
وفيما يتعلق بأفريقيا، بين تايلر بأن نمو المسافرين الدوليين العام الجاري يصل الى 10?1%، وبمتوسط سنوي 6?2%، وفي الشحن الدولي يبلغ النمو العام الجاري 4?2%، وبمتوسط سنوي 4?3% حتى عام 2015.
واشار تايلر الى أن عائدات قطاع الطيران المتوقعة في عام 2012 ستصل الى 631 مليار دولار، مقابل 597 مليار في 2011، والارباح تمثل نسبة ضئيلة جداً في العام الجاري بما نسبته 0?5% فقط.
وهبطت توقعات أياتا بسعر النفط من 115 دولار الى 110 دولارات حاليا، لافتة الى أن تكلفة حصة الوقود من تكاليف التشغيل في حدود 33%، ونوهت بأن قطاع الشحن وصل الى مراحل القاع، الا أن الشرق الأوسط مازال الأقوى في معدلات النمو بين مختلف المناكق في العالم.
ورسم مدير عام “اياتا” صورة مستقبلية للقطاع بحلول عام 2030، مبينا بأن عدد المسافرين سيتضاعف الى 5?9 مليار مسافر حول العالم، وسيصل حجم الشحن الجوي الى 150 مليون طن، ويدعم 82 مليون وظيفة، وسيساهم قطاع الطيران بنحو 6?9 تريليون دولار في الناتج المحلي العالمي.
وأكد تايلر على أن النقل الجوي مازال أكثر وسائل النقل أمنا، ويصل معدل الحوادث الى حادث واحد فقط بين كل 2?7 مليون رحلة.
ودعا الاتحاد الدولي للنقل الجوي “أياتا” الى تطبيق نظام عالمي جديد للحد من انبعاثات الكربون بحلول عام 2013، مشيراً الى العمل على ايجاد نظام لتحسين فعالية الوقود بنسبة 1?5% سنويا وحتى عام 2020 للوصول إلى نقطة التوازن.
وقال تايلر “بالرغم من أن الطيران لا يساهم الا بنحو 2% فقط من حجم التلوث في العالم، إلا أن الأياتا والمنظمة العالمية للطيران المدني “ايكاو” تتعاونان في تأسيس نظام عالمي جديد في مجال حماية البيئة والتقليل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون”، منوها الى أن انبعاثات الكربون ستقل بحوالي 320 مليون طن عن مستوى عام 2005.
الناتج المحلي
وساهم قطاع الطيران في الناتج المحلي الإجمالي لدول الشرق الأوسط بنحو 129 مليار دولار في عام 2010، ووفر 2?7 مليون وظيفة، بينا بلغت مساهمة القطاع في الناتج المحلي لأفريقيا 67?8 مليار دولار، ووفر 6?7 مليون وظيفة.
وبين تقرير “أياتا” أن قطاع طيران منطقة اسيا باسيفك وفر 24?1 مليون وظيفة، وساهم بحوالي 470 مليار دولار في الناتج المحلي الاجمالي، بينما في أوروبا وفر القطاع 8?7 مليون وظيفة، ويسهم بنحو 749 مليار دولار، أما امريكا اللاتينية فساهم في توفير 4?6 مليون وظيفة، وفي الناتج المحلي الاجمالي بنحو 107 مليارات دولار، بينما في أمريكا الشمالية وفر قطاع الطيران 9?8 مليون وظيفة، وساهم بنحو 685 مليار دولار في الناتج المحلي الاجمالي.
وبين التقرير بأن العالم يضم 1568 شركة طيران، و3846 مطاراً، و23844 طائرة تجارية، ويسهم بنحو 35% من حجم التجارة العالمية جوا، بقيمة 5?3 تريليون دولار، الا أن القيمة لا تتجاوز 0?5% من التجارة العالمية، وتبلغ تكاليف الوقود 176 مليار دولار.
مجلس المحافظين
إلى ذلك، انتخب مجلس المحافظين بالاتحاد الدولي للنقل الجوي “اياتا” مجلس إدارة جديدا للسنوات الثلاث المقبلة، يضم عشرة أعضاء، بينهم الطيار حسام كمال رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران، وأكبر الباكر الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية، ورؤساء شركات دلتا ايرلاينز، ولان ايرلاينز، وكانتاس الأسترالية، وشرمات لوت بوليش، وايروفلوت وتشينا ثاوث ايرلاينز، والخطوط الفرنسية، وطيران انتركونتننتال.
ويضم المجلس 31 شخصية من بين رؤساء شركات الطيران الأعضاء على مستوى العالم.
وقال الطيار حسام كمال “جاء انتخاب مصر للطيران في عضوية مجلس ادارة المجلس تقديراً لدور الشركة المصرية الهام والحيوي في صناعة الطيران العالمية، وكذلك تتويجاً لريادتها الإقليمية وتاريخها العريق”.
وأضاف “على مجلس المحافظين أن يجد حلولا واقعية للتحديات الجمة التي تواجه الصناعة في الوقت الراهن، وأن يسعى لإيجاد سبل عملية للتعاون مع المنظمات والهيئات الحكومية من أجل تخفيف الأعباء عن شركات الطيران”.
من جهة أخرى، انضمت الخطوط الجوية السيرلانكية الى تحالف “وان وورلد” لتصبح العضو رقم الـ 12.
حلول عالمية شاملة للانبعاثات الناتجة عن النقل الجوي
الاتحاد (بكين) - دعا الاتحاد الدولي للنقل الجوي الى التفاوض على ايجاد حلول عالمية شاملة للانبعاثات الناتجة عن النقل الجوي من خلال المنظمة الدولية للطيران المدني.
وقال توني تايلور، المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل المدني أمس “لا يمكن تحقيق الاهداف الطموحة، إلا عن طريق الاتفاق على نهج دولي يغطي مجالات التكنولوجيا والعمليات والبنية التحتية، وأيضا الوصول الى تدابير اقتصادية ايجابية”. ويتفق الجميع ومن ضمنهم الاتحاد الاوروبي على ان الحل يجب ان يكون على شكل اتفاقية دولية ضمن المنظمة الدولية للنقل المدني في اجتماع عام 2013.
ونوه بأن قرار الاتحاد الاوروبي أحادي الجانب والذي يتعدى الحدود الاقليمية، إضافة الطيران الدولي الى نظام تجارة الانبعاث الخاص به لعام 2012 سبب الخلاف في وقت نحتاج فيه الى توحيد الجهود.”
وأوضح أن المنظمة الدولية للطيران المدني تعمل على اربعة خيارات للوصول الى سياسة اقتصادية واحدة للطيران الدولي، تتضمن نظام تعويض إلزامي عالمي، ونظام تعويض إلزامي عالمي مع زيادة في العوائد، ونظام دولي لتجارة الانبعاثات، ونظام “خط الأساس والأتمان” دولي حسب الكفاءة.
وتتم دراسة هذه الخيارات ومراجعتها من قبل مجلس المنظمة الدولية للطيران المدني بغية الاتفاق على احدها في الاجتماع القادم للدول الأعضاء في المنظمة الدولية للطيران المدني في خريف عام 2013.
ونوه بأهمية التقدم الذي حققته المنظمة الدولية للطيران المدني، ولأول مرة هنالك عرضا على الطاولة امام الدول الاعضاء لمناقشة، ومن الضروري ان يتم التوصل الى اتفاقية في اجتماع المنظمة الدولية للطيران المدني القادم لكي يستطيع قطاع الطيران والحكومات مواجهة تحديات التغير المناخي والوصول الى الاهداف الطموحة التي التم تحديدها”. لتحقيق هذه الأهداف الطموحة، فأن قطاع النقل الجوي متفق على استراتيجية من أربعة ركائز، وهي زيادة الاستثمار في التكنولوجيا وبنية تحتية اكثر كفاءة وعمليات اكثر فعالية وتدابير اقتصادية إيجابية، ومن الناحية المثالية إيجاد آلية عالمية لتعويض بعض من الانبعاثات.
وأضاف تايلور: “لكي نصل إلى الأهداف الطموحة نحتاج ولو في البداية إلى تدابير اقتصادية ايجابية متفق عليها دوليا، ولكن قرار الاتحاد الاوروبي الذي يتعدى الحدود الاقليمية. اضاف قطاع النقل الجوي الدولي الى نظام تجارة الانبعاثات الخاص به ليس بداية مشجعة بل عقبة معرقلة للتقدم الحقيقي. وأشار إلى أن الاستدامة يجب ان توحد العالم لتحقيق هدف موحد وليس تفريقه بتجاوزات سيادية قد تسبب حربا تجارية لا أحد يريدها ولن يخرج احد منها رابحا.
انتخاب رئيس للجمعية العمومية للاتحاد الدولي
الاتحاد (بكين) - أعلن الاتحاد الدولي للنقل الجوي عن انتخاب رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية الصينية وانغ شانغوشون رئيساً للجمعية العمومية السنوية الـ 68 والقمة العالمية للنقل الجوي المنعقدة في بكين.
وسيرأس وانج جلسات النقاش بين أعضاء الاتحاد الـ 242 من شركات الطيران عن أداء الاتحاد في الأشهر 12 الماضية والتطلعات الى التحديات المستقبلية القادمة.
وقال توني تيلور، المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي «يعكس الدور الكبير الذي تلعبه الصين في قطاع الطيران الجوي العالمي اليوم، كما انه تعبير عن الثقة الكبيرة من قبل أعضاء الاتحاد الدولي للنقل الجوي في قدرات رئيس مجلس الإدارة وانج في قيادتنا في هذين اليومين من النقاشات المكثفة».
عدد اليوم
