الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قرقاش: المنطقة تدفع ثمناً باهظاً بسبب طائفية بعض الأطراف الإقليمية

13 نوفمبر 2016 20:49
 أكد معالي الدكتور أنور محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن دولة الإمارات تؤمن بأهمية التعاون، والعمل مع الشركاء الاستراتيجيين لأجل تحقيق السلام، والاستقرار في دول العالم، مشيراً إلى أهمية أن تعمل الدول على تعزيز الحلول الإقليمية، خاصة في الأوقات الاستثنائية، والصعبة التي تمزق النسيج الهش لبعض المجتمعات، وذلك يعود إلى السياسات الدولية الضعيفة، ومن هنا ينطلق إيماننا بضرورة دعم دول الإقليم لحل أزمات المنطقة التي تحيط بنا. وبين معاليه أن التركيز على الشأن الداخلي هو «وصفة للفوضى»، فقد شهدت المنطقة أزمات في مختلف أماكنها، ولا يمكن تجاهلها، فلا بديل لمواجهتها لتجنب انتشارها، وتحقيق الاستقرار، وهو ما يتطلب القرارات الصعبة، والعمل المشترك، والسعي نحو تحقيق الحلول البناءة. ولفت معاليه إلى أن المنطقة تدفع ثمناً باهظاً بسبب ترويج الطائفية من قبل بعض الأطراف الإقليمية، والجماعات المقاتلة والميليشيات، ولذلك فعلى إيران أن توقف التدخل في الشؤون العربية، وسياستها العدوانية لدول المنطقة، وبرغم أن الاتفاق النووي كان يشكل فرصاً لها للاتجاه بعمل بناء تجاه جيرانها، فإنها اختارت أن تواصل التوسع عبر نشر الطائفية وإثارة القلق في المنطقة. وأضاف معاليه: نحن لا نرفض اقتراح الحوار مع إيران، ولكن يجب أن يكون الحوار بناء وحقيقياً، وأن تحترم إيران سيادة الدول العربية، وأن توقف جهودها لتصدير الثورة، وترويج فكرة المظلومية، وأن تتصرف كدولة لا ثورة. وأكد أننا بحاجة لبناء منظومة عربية معاصرة، وهذه المنظومة تتطلب دوراً محورياً للمملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر، فالعالم بحاجة لهاتين الدولتين، ولدورهما الحاسم، لبناء محور إقليمي وثيق، ويجب التفكير بطرق مبتكرة، وجديدة، لبحث هذه المنظومة، وأفقها. جاء ذلك في كلمته الرئيسية اليوم الأحد، بفعاليات ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الثالث، والذي يستمر لمدة يومين بفندق قصر الإمارات في أبوظبي بتنظيم مركز الإمارات للسياسات، بالتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي، ومجلس الأطلسي في الولايات المتحدة، بحضور معالي الدكتور علي النعيمي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، والدكتورة ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات، ونحو 400 من الخبراء السياسيين والدبلوماسيين. وقال معالي الدكتور أنور قرقاش خلال الكلمة الرئيسية للمؤتمر: أثبتت أحداث الأسبوع الماضي، وما جرى في نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية أن السياسة غير قابلة للتوقع، فالانتخابات عززت اتجاه التكهن بالمستقبل دولياً، وأثارت العديد من نقاط التعجب، والتخوف، والتوجس في دول العالم حول مستقبل السياسة الأميركية، ونحن نواجه نظاماً دولياً متغيراً، يحتاج إلى قيادة حكيمة ومستقرة، فالعالم الذي نعيش فيه تزداد الشكوك فيه، والتغيرات، وهناك شعور شعبوي دللته نتائج التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والانتخابات الأميركية. وأشار معاليه إلى أن الدور الأميركي يظل مهماً في المنطقة، وبعد 8 أعوام من الدور الأميركي الضعيف في المنطقة، يبدو أننا سننتظر أكثر لتحديد أفق الدور الأميركي المستقبلي، لافتاً إلى أن العالم اليوم لا يرتكز فقط على الدور السياسي لواشنطن، بل توجد أطراف أخرى كروسيا، والصين، والهند، والاتحاد الأوروبي، كما أن حل مشاكل الشرق الأوسط يحتاج إلى دور أكبر من منظمة الأمم المتحدة، والسعي لتمكين الأمين العام الجديد لأداء دور نشط وفاعل. وحول رؤية دولة الإمارات تجاه ما يحدث في المنطقة، أوضح معاليه أن المجتمع لا يمكن أن يبحث في إدارة الأزمات، بل أن يتحول باتجاه حلها، فإدارة الأزمات أدت إلى أزمات فرعية أخرى، ومن دلائل ذلك الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والذي يعد مصدر عدم استقرار في المنطقة، كما أثر على النظام الدولي، وبالتالي يجب أن نعمل بفاعلية في الأزمات لحلها. وأضاف معاليه: في اليمن تمثل خريطة الطريق للأمم المتحدة مخرجاً للأزمة، وعلى المجتمع الدولي أن يتأكد من قبول، وتنفيذ الأطراف اليمنية لهذا القرار، فالمستقبل ليس سهلاً، ولكنه أفضل من المواجهة، أما في ليبيا فالاتفاق الذي تم توقيعه في الصخيرات، والحوار بين الأطراف يمثل حلاً للأزمة، بينما في سوريا، فالعالم لا يمكن أن يدير ظهره للأزمة، مع تمزيق الأزمة للأرض السورية، كما أن اعتقاد النظام السوري بإمكانية الحل العسكري للأزمة يعيق الحل. وشدد معاليه على التزام دولة الإمارات بمحاربة الإرهاب والتشدد، فالإمارات ترى رابطاً مشتركاً بين الإرهاب كفعل، والأيدولوجية المتشددة الداعية له، فتحدي الإرهاب، والتشدد طويل الأمد، والكثير من الأدوات مطلوبة في مواجهة الأيدولوجيا، وخطاب المتشددين. وأكد د. قرقاش: الإمارات عضو فاعل، ونشط في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، ومعركة تحرير الموصل تعد إحدى النقاط الأساسية، ونحن نعرب عن تخوفنا من العنف الطائفي ضد المواطنين الأبرياء، ولذلك لأجل حرمان المتشددين من استقطاب الأهالي بأيدولوجيتهم المتطرفة، فينبغي بذل جهد سياسي أكبر لإعادة المصالحة بين السياسيين، وتمكين السنة في العراق، وستواصل الإمارات مساهمتها في جهود تسوية النزاعات، وأن نواجه قضية بروز الطائفية. وقال معاليه: إننا في دولة الإمارات نشعر بالفخر بما حققناه من منجزات، تمثلت في الاقتصاد المفتوح الذي جعل الدولة مركزاً عالمياً للتجارة والاقتصاد، إضافة إلى الاستثمار في الشعب، وتمكين الشباب، ونحن لا نريد أن نكون النموذج التنموي الناجح الوحيد في المنطقة، بل إن منطقة الشرق الأوسط قادرة على النجاح، ولتمكين ذلك ستستمر الإمارات في بث رسالة التسامح للعالم، وتمكين المرأة والشباب، وستواصل النظر للخارج نحو رؤية عالم عربي مزدهر، وسنكون الأمل للمنطقة نحو الازدهار، والإعمار في العالم العربي، وهي رسائل نبيلة سنوصلها بالشراكة مع أصدقائنا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©