مراد المصري (دبي)
يحق للرياضة الإماراتية أن تفتخر بتفوقها في المحافل كافة وشتى الميادين، وحينما تكون المنافسات على «البر»، فإن ملاعب الكرة وميادين الخيل شاهدة لها، وعند الصعود إلى السماء تجد أبناء الدولة قد سكنوا «الجو» وهم يحلقون ويقفزون بالمظلات ويحصدون الألقاب تلو الأخرى، ومن أجل أن تكتمل اللوحة الجميلة، يكفي أن تقصد البحر لترى العلم الإماراتي يرفف عالياً بأيدي «أمراء البحار» عبر مؤسسة الفيكتوري والقارب «فزاع 3» الذي يحمل لقباً كان كافياً لحثه على السير في دروب الإبداع والتفوق.
وقد أكد نجوم مؤسسة الفيكتوري سعيهم للاحتفاظ بلقب بطولة العالم «سكاي دايف دبي» لمنافسات الزوارق السريعة «إكس كات» بعدما حققوا الأسبوع الماضي الفوز بلقب السباق الرئيسي لمنافسات جائزة أوروبا الكبرى التي تعد الجولة الرابعة من بطولة العالم، وضمنوا الصدارة وحصدوا العلامة برصيد 1600 نقطة، حيث توج الفريق من قبل في دبي والفجيرة ونابولي الإيطالية، متطلعاً للاستمرار في الانتصارات وحسم اللقب العالمي مبكراً من أجل التتويج باللقب للمرة الثالثة على التوالي، حيث تبقت في روزنامة البطولة العالمية أربع جولات بين كاسكايس البرتغالية ومحطتي الصين جزر هاينيج ونينجبو، وجولة الختام في دبي منتصف شهر ديسمبر المقبل.
ولأن الكتاب يقرأ من عنوانه، فقد كان تفوق زورق «فزاع 3» بقيادة الثنائي العالمي عارف سيف الزفين ونادر بن هندي، واضحاً منذ الجولة الافتتاحية بدبي، حينما أثبت زورق حامل اللقب عامي 2011 و2012 بقيادة الثنائي العالمي عارف سيف الزفين ومحمد سيف المري، أنه المرشح الأول للاحتفاظ باللقب ومواصلة عهد الانتصارات الإماراتية في أحد أهم السباقات البحرية على صعيد العالم.
مستقبل مبشر
وأكد عارف الزفين أن مستقبل هذه الرياضة بالدولة يبشر بالخير، وقال: «أنا متفائل بمستقبل هذه الرياضة، خصوصاً أنها تتشرف بدعم سخي من القيادة الحكيمة ومتابعة حثيثة، كما أن هناك العديد من الأجيال الصاعدة التي ترغب في ممارستها وعيش أجواء التحدي التي لا تضاهي أية سباقات مائية أخرى».
وتابع: «أنا جاهز لتقديم خلاصة خبراتي لهذه الأجيال الصاعدة والقيام بتدريب أبناء الدولة ودعمهم، ممن يملكون المؤهلات المناسبة لقيادة هذا النوع من الزوارق والتنافس على الصعيد العالمي».
وأوضح الزفين، أن الثقة الغالية من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مجلس دبي الرياضي، بإعادة تشكيل مجلس إدارة نادي دبي الدولي للرياضات البحرية، سيكون لها بالغ الأثر في المحافظة على التطور المتواصل لجهود النادي العريق، في الوقت الذي أكد أن فريق العمل يعاهد سموه على بذل أقصى الجهود لتحقيق الغايات والتطلعات التي من شأنها أن تحقق التطور والنقلة المطلوبة للرياضات البحرية على المدى البعيد.
وكشف عارف سيف الزفين أن التدرب والالتزام بوسائل السلامة والأمان عند قيادة القوارب السريعة، تعد الأهم بالنسبة إليه من تحقيق الانتصارات، مؤكداً أنه لن يسمح حتى لأبنائه بقيادة هذه القوارب في حال عدم التقيد والتدرب على هذه الأساليب والتقنيات التي من شأنها أن تكفل الحفاظ على حياة المتسابقين، وتضمن استمرارية مسيرتهم لأطول مدة ممكنة، وتجنب المخاطر التي قد تؤدي إلى خسارة المتسابقين حياتهم.
متعة وإثارة
وقال: «رياضة الزوارق السريعة ممتعة وفيها الكثير من الإثارة، سواء للجماهير أو المتسابقين أنفسهم، لكنها في الوقت ذاته تتطلب تركيزاً عالياً عند الالتفاف على زوايا صعبة نسبياً، بالتزامن مع السرعات العالية جداً، وهو ما يفرض على المتسابقين التدريب على وسائل الأمن والسلامة، سواء من حيث كيفية الالتفاف وتناسق السرعات أو كيفية التعامل مع الحوادث، ومنها انقلاب الزورق وغيرها، وكيفية فتح البوابة العلوية في الحالات الطارئة التي تقع مباشرة فوق كابينة القيادة بالزورق».
وحول دور عائلته في الإنجازات التي يحققها، وإذا ما كان سيشجع أبناءه على قيادة هذا النوع من الزوارق في المستقبل، قال الزفين: «هذا العام جاءت فرحتي مضاعفة بحضور عائلتي وبنتي حمدة ومريم وابني راشد السباق الذي أقيم بدبي، حيث إنها المرة الأولى التي يحضرون فيها السباق، وقد منحني حضورهم حافزاً إضافياً ورغبة أكبر بتحقيق الفوز، خصوصاً أنني انشغل عنهم لأوقات كثيرة بسبب التدريبات والتحضيرات لهذه السباقات».
قلق كبير
وأضاف: «بصراحة سأشعر بقلق كبير لو شارك أبنائي في هذه السباقات، وسأكون متابعاً لهم وأنا مشدود الأعصاب، ولن أسمح لهم بقيادة هذه القوارب السريعة دون إتقانهم والتزامهم وسائل السلامة والأمن التي اعتبرها أهم من كل الانتصارات والنتائج، فالهدف الرئيسي من هذه الرياضة التنافس في أجواء جميلة، وخوض تحدٍ فريد من نوعه، وهذه القوارب مميزة للغاية وذات متعة كبيرة عند قيادتها، ولا نريد أن تتحول لأداة تسبب حوادث مؤسفة».
وكان الزفين قد بدأ حياته الرياضة في عالم البحار قبل 20 عاماً مضت، حين شارك في سباقات الزوارق السريعة الخشبية، ثم دخل عالم الزوارق السريعة الفئة الأولى من أوسع الأبواب، خصوصاً أنه كان قد فاز ببطولة العالم لزوارق الفورمولا في أول مشاركة له قبل أن ينضم إلى مؤسسة الفيكتوري عام 2007 ويبدأ حصد الألقاب سنوياً مع «أمراء البحار»، وحول هذه المسيرة الحافلة، قال الزفين: «الفضل بالمقام الأول في هذه الإنجازات يعود إلى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مجلس دبي الرياضي، الداعم الأكبر لمؤسسة الفيكتوري ولي شخصياً، وقد أكسبتني المشاركات السابقة في مختلف أنواع السباقات البحرية، خبرة جيدة قبل خوض غمار القوارب السريعة والانطلاق نحو حصد الألقاب العالمية».
وأضاف: «لقد كنت محظوظاً بمزاملة العديد من الأبطال أصحاب الخبرات الكبيرة والرغبة المتواصلة لتحقيق الفوز، حيث أزامل حالياً نادر بن هندي الذي نتشارك معاً خطة الإعداد للسباقات، ونتحدى الصعوبات خلال المنافسات، وقد حققنا اللقب مرات متتالية بفضل هذه العلاقة القوية، علما بأنني زاملت أيضاً عدداً من المتسابقين المميزين الذين حققت معهم اللقب العالمي أيضاً، وتربطني بهم علاقة جيدة داخل وخارج المنافسات».
لياقة بدنية
وحول التدريبات التي يقوم بها لهذا النوع من السباقات، قال: «تحتاج هذه السباقات إلى لياقة بدنية عالية، ما يجعلني ألجأ للقيام بالركض يومياً لمسافات متعددة، والقيام بتدريبات متنوعة للحفاظ على المستوى اللازم من اللياقة، نظراً للحاجة للتركيز لوقت طويل خلال السباق، فيما استخدم الدراجة المائية «جت سكي» للتدريب على المنعطفات والزوايا الخطيرة نسبياً للاعتياد عليها قبل الانتقال إلى السرعات الأعلى للزوارق».
وتابع: «الموسم الحالي قوي فنياً، وقد خططنا إلى أن نعتلي الصدارة من البداية، وتمكنا من ذلك، فيما كنا قد قمنا ببعض التعديلات على الزورق، بما من شأنه أن يسهم في تحسين الأداء عموماً، ومواصلة التفوق على بقية المنافسين، وقد بدا ذلك واضحاً خلال المراحل التي شاركنا فيها وحصدنا فيها العلامة الكاملة».
وختم حديثه: «نأمل أن نواصل تقديم العروض القوية، والتطلع لما هو أبعد من المحافظة على اللقب، من خلال البدء بالتحضير للموسم المقبل، وكيفية الارتقاء بهذه الرياضة على وجه العموم على صعيد الدولة والعالم».
بطاقة
عارف سيف الزفين، القارب: فزاع 3، الفريق: الفيكتوري تيم، تاريخ الميلاد: 1- سبتمبر- 1974، أبرز الإنجازات: الفوز بلقب بطولة العالم للزوارق السريعة أعوام 2007 و2009 و2010 و2011 و2012 و2013، الفوز بلقب بطولة العالم للفورمولا واحد للزوارق السريعة عام 2006.
السجل الذهبي لأمراء البحار
1993: خلفان حارب ووايد كولير.
1995: سعيد الطاير وفليكس سيراليس.
1996: سعيد الطاير وفليكس سيراليس.
1999: علي ناصر بالحبالة وراندي سيزم.
2000: علي ناصر بالحبالة وخلفان حارب.
2001: محمد المري وسعيد الطاير.
2007: عارف الزفين وجون مارك.
2008: محمد المري ونادر بن هندي.
2009 : عارف الزفين ونادر بن هندي.
2010 : عارف الزفين ونادر بن هندي.
2011: عارف الزفين ونادر بن هندي.
2012 : عارف الزفين ومحمد المري.
2013: عارف الزفين ونادر بن هندي.
عدد اليوم
