الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انقطاع الكهرباء وحرارة الجو يغيران ملامح ليل رمضان في بيروت

انقطاع الكهرباء وحرارة الجو يغيران ملامح ليل رمضان في بيروت
7 سبتمبر 2010 22:33
المسافة شاسعة بين سلوكيات الشهر الفضيل في لبنان الخمسينيات والستينيات وصولاً إلى العام الحالي، والواقع الملموس يعكس طغيان المظاهر الاجتماعية واستغلال المناسبة الفضيلة لغير مفهومها الديني. فالبلاد تغيرت وشهر رمضان كما هو مطبوع في الذاكرة له بهجته، لا سيما في الأحياء الشعبية، وتكريماً لحلوله كان شباب الحي يستقبلونه بالأسهم النارية والمفرقعات، وكان المنشدون والمقرئون يصعدون إلى مآذن المساجد لتلاوة الآيات المباركة والابتهالات والأدعية. المظاهر العصرية في السهرات الرمضانية الحالية، استقطبت عادات شعبية مصرية وشامية في لبنان، عبر مقاه وخيم فنادق الخمس نجوم، وجذبت هذه الأجواء العائلات البيروتية وغيرها، ونسبة كبيرة من الشباب الذين ينصرفون إلى قضاء سهراتهم خارج المنزل إلى حين موعد السحور. إذاً العاصمة بيروت وبعض المدن اللبنانية عرفت في السنوات الأخيرة ما يسمى بـ»الخيم الرمضانية» والمقاهي واستراحات الرصيف، التي يرتادها بعض الناس لتناول طعام الفطور والسهر، وشرب النرجيلة، على أنغام أصوات تقدم أغاني تتناسب والشهر الفضيل. ملتقى العائلات وأماكن السهر أصبحت من السمات المميزة في شهر رمضان المبارك، بل أصبحت ملتقى العائلات والشباب التي تسهر في الجو الرمضاني، مع فاصل بسيط من «الترفيه»، وهذه الأندية ذات الكيان الاجتماعي صارت المتنفس الوحيد للناس في الليل، خصوصاً أن النهار يكون الجميع مشغولين بصيامه وأعماله. الساهرون تتفاوت أعمارهم، وأيضاً تتمايز سهراتهم، فالعائلات تدخل إلى أماكن غير تلك التي يوجد فيها الشباب واليافعون. فالفئة الأولى قد تحب السماع لأغاني وموشحات فرقة «شيوخ الطرب» مثلاً والتي تحولت إلى ثلاث فرق في الموسم الرمضاني. والفئة الأخرى التي ترتاد المقاهي واستراحات الترفيه تحب السهر على «دق» طاولة، أو مشاهدة المسلسلات الرمضانية على أنواعها، ولكن ليس في المنزل، بل بصحبة الرفاق والزملاء، أي «صحبة الأحباب» في ظل وتيرة الحياة الضاغطة، والصعوبات الاقتصادية الخانقة. فوائد اجتماعية يقول محمد السباعي عن السهر خارج المنزل: «خروج الفرد يوم أو أكثر في الأسبوع، يمنحه تجديداً فكرياً، ويحقق له فوائد اجتماعية ونفسية، أما الاجتماعية فتتمثل في أنه من الممكن أن يتعرف إلى أشخاص لم يكن يعرفهم من قبل. أما الفائدة النفسية فهي في إعادة الأجواء الرمضانية في صورة متكاملة ومرتبطة بالجذور العربية والإسلامية». من جهته، قال بلال سلوم: «انقطاع الكهرباء، وارتفاع حرارة الجو، وزيادة الرطوبة، تدفعني إلى السهر خارج المنزل حتى موعد السحور، وهذا الأمر لا يبعدني عن المحافظة على الأجواء والتقاليد الرمضانية. فبعضهم يحب أن يوجد في مكان لا يخرجه من الجو الروحي والنفسي السائد في هذا الشهر الفضيل». تفاصيل يومية وقال محيي الدين حبلي: «إن التفاصيل اليومية الرمضانية تطغى مظاهرها من خلال الأنوار التي تتلألأ في معظم شوارع المدن والقرى، وما يحصل حالياً وجود (غصة)، سببها انقطاع التيار الكهربائي، حسب برنامج التقنين القاسي، فالليل له مذاق سهر خاص ومضامين معينة، لذلك أصبحت أفضل قضاء الوقت لحين حلول موعد السحور خارج البيت، برفقة بعض الأصدقاء، ويمر الوقت سريعاً وبشكل لا نشعر فيه». واختلف السهر بين الماضي والحاضر، فقديماً كان وجهاء بيروت يستقدمون بعض المنشدين والمقرئين أمثال الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، والشيخ مصطفى إسماعيل لقراءة ما تيسر من الآيات القرآنية وللاحتفال بذكرى فتح مكة وليلة القدر وغزوة بدر. أما اليوم، فانصرف الناس إلى السهر في استراحات الصيف و»كورنيش البحر»، وفي المقاهي والخيام الرمضانية، حيث ترى في زوايا هذه الأماكن «شلة من الشباب» تتبادل الأحاديث. ومنذ سنوات قليلة، كان رمضان ببيروت يعني المساجد الأثرية، وقضاء الوقت في سهرات رمضانية بيتية تجمع الأقارب والجيران واليوم بسبب انقطاع الكهرباء الدائم و»الجو الحار»، أخذت المقاهي والخيم واستراحات الأرصفة، تستقطب حماس الجمهور العريض لا سيما الشباب منهم.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©