الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رأفة بهذا الجيل

12 يونيو 2012
شددت إحدى الاستشاريات الأسريات على ضرورة إيجاد حلول لبعض المشاكل التي تستشري في الأسرة، ونوهت إلى الصعوبات التي تواجه البعض في تربية أولادهم، وطالبت بضرورة لفت الانتباه إلى دور الخادمة في البيت، وما يعتريه من نقصان في تكوين وبلورة جيل قادر على تحمل المسؤولية، ومن جانب آخر أوضحت أن العملية التعليمية لا تقوم بدورها في صد تصرفات بعض صغار السن، وأصرت على إرجاع دور المعلم المتخصص القوي للساحة المدرسية. كلمات وإيحاءات من الاستشارية تظهر أن هيكل الأسرة تفد عليه الكثير من المستجدات ومن المشاكل التي تضعفه وتعطي مخرجات ضعيفة غير قادرة على سلك سبل الحياة بشكل جيد، وقولها إن الخادمة وتواجدها في البيت كما له من إيجابيات فإن له سلبيات لا تعد ولا تحصى، ومنها أن بعض الأطفال ينامون في حضنها ويتعلمون منها أبجديات الحياة الأولى، والحياة العصرية الحالية جعلت الأم تخرج للعمل لتسد بعض الاحتياجات وتترك حديثي الولادة ومن هم أكبرهم سنا في دائرتها، لتكبر الفجوة وتتعمق بين الأولاد والأم ليصبحوا غرباء عن بعضهم البعض، بالإضافة لمساهمتها في شل حركة البنات على الأخص، بحيث يكبرن دون الحصول على مؤهلات فنية وإبداعية كما لا يعرفن سير الحياة العامة، مما يجعلهن يتصنفن على أنهن إناث دون أن تكون لمعنى الكلمة ثقل ووزن وتفي بغرضها المطلوب. أما رأيها بضرورة إرجاع دور المعلم وسلطته المعنوية للصف، فالأمر هنا يتعلق بدور الأسرة قبل أن يتعلق بدور المعلم، فإذا كانت الأم أو الأب لا يقوم بواجبه في تعليم صغيره الاحترام لكل من حوله، سواء كان ذلك للمساعدة في البيت أو السائق أو لصاحب البقالة، ولكل شخص يقابله في حياته، وتعليمه تقدير الذات التقدير الصحيح، فإن ذلك لن يجدي نفعا، فإذا كان هذا الطفل لا يحترم من حوله، ولا يقدر المعلم، ولديه تقدير لذاته أعلى من المطلوب، فكيف نطالب بأخصائي له سلطة معنوية؟ ومن أين سيستمد الأخصائي ذلك أمام تشجيع بعض الآباء ووقوفهم إلى جانب أولادهم الذين يوجهون بعض الكلمات الجارحة للمعلم، أو يتهكمون عليه؟ هذا بالنسبة لصغار السن من التلاميذ، أما أكبرهم سنا، فالطامة أكبر، فبعض الأساتذة يتعرضون للعنف اللفظي مستمدين قوتهم من مساندة أولياء الأمور. فتربية هذا الجيل تنبع من الأسرة، قبل المعلم، وزمام الأمور يكاد يفلت من أيادي الكثير من الأهالي، وكل ذلك ينعكس على المجتمع، فرأفة بهذا الجيل، الذي يتعرض لمؤثرات خارجية كبيرة، تقلل من مهاراته الحياتية وتجعله قليل الجدوى، ويحتاج إصلاحه إلى منظومة متكاملة، بحيث تتعاون الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والمدارس والجامعات لتعليم المهارات الاجتماعية وبناء ثقافة احترام الآخر، وتقدير الذات التقدير الصحيح، وتدخل الأهل لن ينبع من فراغ، ففاقد الشيء لا يعطيه، فالأساس هو الأم والأب لتمرير هذه الرسائل إلى الأولاد. lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©