أبوظبي (الاتحاد) - أسست شما المزروعي أكاديمية لتعليم أصول الطبخ الدولي، ضمت العديد من الطالبات والبنات الصغيرات والخادمات والأمهات، لتعليمهن أصول المطبخ وفنونه، ولم تستثن الأكاديمية تعليم الشباب، وعلى هامش ذلك افتتحت الدار مقهى «كوفي شوب» نسائياً ثم عائلياً وذلك بغرض توفير الراحة للمتدرب أو للمتدربة أو عوائلهم، وفكرة تنفيذ أكاديمية لتعليم الطبخ للنساء الراغبات في صقل مهاراتهن في الطهي، وذلك في سياق المشاريع المدعومة من صندوق خليفة لتطوير المشاريع.
وجهت شما المزروعي المديرة التنفيذية لأكاديمية الطبخ الدولي في أبوظبي دفة المشروع إلى النواحي الاجتماعية بالدرجة الأولى، بحيث تم التعاقد مع العديد من الجامعات والمدارس والأفراد والشباب لتعليمهم مهارات الطبخ، وإيماناً منها بالمسؤولية الاجتماعية ستخصص جزءاً من ريع بعض المبيعات لأعمال الخير ودعم المبادرات الاجتماعية، كما خصصت جانباً من الأكاديمية لتدريب ذوي الاحتياجات الخاصة.
تدريب الخادمات
وقالت: نهتم في الأكاديمية بتقديم دورات متخصصة في الطبخ الدولي بجميع أصنافه من مختلف مناطق العالم، بالإضافة إلى كل من يرغب في تعليم أصول الطبخ على يد طهاة عالميين متخصصين في تجهيز المأكولات العالمية وأشهر الحلويات والسلطات، إلى جانب أن الأكاديمية ستعمل أيضاً على تعليم الخادمات في البيوت لمن يرغبن في صقل مهاراتهن في هذا الإطار، كما ستعمل على منح شهادات معتمدة.
وأضافت: تعاقدنا مع مجموعة من المدارس والجامعات، منها جامعة السوربون، وكلية التقنية، ولتنفيذ ذلك على أوسع وجه تعاقدنا مع مجلس أبوظبي للتعليم، بحيث سنقدم دورات صفية لتعليم مهارات الطبخ، ولدينا اليوم مجموعات كبيرة في هذا الإطار، بحيث سيكون التعليم شاملاً، يحتوي على جانب من الطبخ الدولي وجانب آخر من الطبخ المحلي التراثي، وبمناسبة شهر رمضان فإننا سندرب الخادمات والأمهات على كل المأكولات المطلوبة في هذا الشهر الكريم، من مأكولات محلية وشرقية ودولية وحلويات ذات الجودة العالية.
وأشارت المزروعي إلى أن التدريب سيسهر على تنفيذه عشرة طهاة من أنحاء العالم، بالإضافة للمساعدين، وأشارت إلى أن الدورات ستشمل أيضا الشباب، وذلك في إطار الدورات الصيفية، كما ستشمل ذوي الاحتياجات الخاصة، وأضاف” كما سنبدأ في استقبال الأطفال من أعمار صغيرة، إذ ستعمل مدربة ضمن طاقم المركز تملك مهارة عالية في تعليم الصغيرات فنون تجهيز وطهي البسكويت بألوان ورسومات تجعل البنات يقبلن على التعلم بحب كبير، لافتة إلى أن المركز استقبل عدة أفواج من الأطفال قبل الافتتاح كبروفات أولية لقياس مدى القدرة على الاستيعاب والتفاعل مع المدربة”.
فنون الطبخ
وأوضحت شما المزروعي أن الفكرة اليوم تغيرت، بحيث أصبحت الأجيال الجديدة ترغب في تعلم الطبخ، واعتبرته فنا ليس من السهل الإلمام بكل جوانبه، منوهة إلى أن أغلب ربات البيوت الناجحات هن على دراية بهذا الفن.
وتعتبر أن الأكل من أساسيات الحياة، والدليل على ذلك أن الناس تسافر طلباً للاستجمام وتذوق أطباق العالم، كما أن مطبخ كل بلد هو من يضع علامة فارقة في سياحته، مؤكدة أن المرأة بشكل عام يجب أن تكون ملمة بتفاصيل المطبخ. وأضافت: أعتبر الطهي فناً وإبداعاً، والنساء الإماراتيات في السابق كن على دراية كبيرة بهذا الفن، بحيث كن يشرفن على إعداد الأطباق، وتجهيز الولائم أحياناً، أما فتيات اليوم فلدي البعض منهن قصور في هذا الجانب، لذا يجب علينا أن نسهم في رفع الوعي بأهمية هذا الجانب في الحفاظ على تراثنا، إذ سنعلم الطبخ الشعبي في المركز، مشيرة إلى ضرورة تغيير فكرة الطالبات والبنات بشكل عام عن هذا الميدان ولفت انتباههن إلى أن هذا المجال به من الإبداع والتجديد الشيء الكثير، بل يعتبر بحراً شاسعاً ليس من السهل الإحاطة بكل جوانبه في فترة قصيرة، وهو أيضا له جوانب نظرية وتطبيقية، وهذا ما نرغب فيه في الأكاديمية، بحيث نحاول تحبيبه للمتدربين، بخلق جو عائلي، ويوفر الراحة والأمان، ومن أجل ذلك جاءت فكرة تأسيس «الكوفيشوب»العائلي«كوزين»، الذي تم افتتاحه نهاية الأسبوع الماضي، تحت إلحاح الجمهور المتدرب، بحيث يرغب الأهل في انتظار أولادهم المتدربين، أو الأزواج في انتظار زوجاتهم المتدربات في مكان مريح إلى حين انتهاء المدة التدريبية، كما يشمل أجنحة عائلية لمن يرغب في ذلك، كما أنه مفتوح في وجه العموم أيضاً لمن يرغب في التعرف على الأكاديمية وعلى ما تقدمه للمجتمع المحلي.
أقسام الأكاديمية
وقالت إن المركز يحتوي على خمسة أقسام لتعليم الطبخ، وكل منها يستوعب 20 طالبة، وهو مجهز بأحدث الأدوات، كما أن المركز يخصص قسماً لتعليم فن الطبخ الشعبي الإماراتي، كما تسعى المديرة التنفيذية للمشروع أن تجعل جانب من الأكاديمية متحفا مفتوحا للزوار يشتمل على الموروث الشعبي، من أدوات طبخ وأواني وغيرها.
وحول الصعوبات التي واجهت تحقيق مشروعها، تقول شما المزروعي، بعد الموافقة على مشروعي من صندوق خليفة لتطوير المشاريع، بدأت أسعى لجلب الأدوات من الخارج، بحيث جلبت المطابخ ذات الجودة العالية من ألمانيا، كما واجهت عدة صعوبات من حيث الديكور، بحيث قررت أن يكون المركز مشابهاً لبيئة البيت، حتى تشعر الطالبات بأنهن في منازلهن، وليس في أكاديمية أو جامعة مقيدات بالدروس والقوانين، بحيث يتحول المركز إلى مكان يغير النظرة إلى مفهوم الطبخ، وتوقعت أن تكون الفترة الصيفية مفيدة جداً بالنسبة للطالبات والطلاب والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، والأمهات والخادمات.
عدد اليوم
