الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المشروبات الرمضانية صيدلية منعشة تروي ظمأ الصائم

المشروبات الرمضانية صيدلية منعشة تروي ظمأ الصائم
7 سبتمبر 2010 22:23
المشروبات آخر ما تجلب إلى مائدة الإفطار لتحافظ على برودتها وأول ما توضع يد الصائم عليها، لا بل وأكثر ما يروي ظمأه. ومع أن المشروبات الرمضانية مع حبيبات الثلج وتلك المكسرات العائمة على سطحها، تظهر مع هلال الشهر الفضيل وتغيب بحلول العيد، غير أنها تبقى ملكة العصائر على الدوام. في الإمارات لم تكن الفواكه متوافرة بسبب طبيعة الأرض الصحراوية، لذا لم تكن عصائر الفواكه الطازجة أو المجففة معروفة في المنطقة، وكان اللبن المحضر منزلياً “الحامض” سيد المشروبات الرمضانية. في الستينات من القرن الماضي دخل الإمارات مشروب “الفيمتو” وهو خلاصة من التوت المتنوع مع البهارات، ومنذ ذاك الحين وهو يتسيد الموائد الإماراتية الرمضانية ويحضر بوضع كمية بسيطة منه وتخفيفها بكمية ماء بارد. وفي الثمانيات انضم مشروب البرتقال “التانج” المحضر من بودرة صناعية بنكهة طبيعية إلى المائدة الرمضانية الإماراتية، بالإضافة إلى اللبن المعبأ آلياً في عبوات ورقية “لبن أب”، وبرغم ظهور أنواع كثيرة من العصائر الصناعية والطبيعية في السوق بنكهات متعددة، وتوفر الفواكه الطازجة بكثرة عن طريق الاستيراد، إلا أن الفيمتو واللبن والتانج بقيت مشروبات مسيطرة على المائدة الإماراتية الرمضانية. شراب «الجلاب» بلونه الداكن وطعم البخور فيه، مصنوع من دبس التمر ومرتبط بشكل وثيق بموائد الإفطار. وهو لا يعمل على إخماد العطش وحسب، وإنما يطفئ حرارة المعدة ويسكن حدة الحمى. ومن كثرة المواد المحلاة التي يحتويها، يجب تجنبه لمرضى السكري والضغط المرتفع. وقد يصيب بالإسهال ويضر في حالات التلبك المعوي. أما عند الخمول والإرهاق، فإن تناول كأساً من «الجلاب»، يكسب الشخص قدرا من السكريات ويدعم نشاط الدورة الدموية لديه ويزوده بالطاقة والحيوية. و»الجلاب» غني بالفسفور، وهو مفيد لبناء خلايا المخ، وللخصوبة والتناسل. ويعتبر علاجاً للحموضة ومليناً طبيعياً، ومادة واقية من التسمم. وعلى مائدة الإفطار نفسها، وغالبا على مائدة السحور، يحتل مشروب «قمر الدين» مكانة لا تنافسه عليها أي عصائر أخرى. وهو يكاد يكون سيد المشروبات الرمضانية في الدول العربية، وقد انتقل إلينا من الدولة الأموية وكان معروفا في الشام ما قبل الفتح الإسلامي لدمشق. ولتسمية هذا المشروب تحليلات طريفة، إذ يعتقد البعض أن اسمه مشتق من رؤية هلال رمضان، والبعض الآخر من جماليات الدين، فيما يعتقد آخرون أن لونه الناري أشبه بقرص الشمس وهو يغرق في البحر ساعة الغروب في رمضان. يصنع «قمر الدين» من المشمش الطبيعي المجفف، ولا يزال الشاميون يعصرونه بالطريقة نفسها، ومن ثم يغلونه على النار ثم يسكبونه فوق ألواح خشبية مدهونة بزيت الزيتون ويعرضونه للشمس حتى ينشف. ومنه يتم تحضير العصير، بعد غليه على النار مع السكر وماء الزهر، ومن ثم تبريده وإضافة المكسرات المنقوعة والمقشرة إليه. وفوق مذاقه الحلو الغني، يحتوي «قمر الدين» على فيتامينات «أ» و»ب» و»ج»، وبعض المواد الدهنية والنشوية والمعدنية ومنها الفوسفور والمغنيسيوم والكالسيوم والحديد. ويساعد بذلك على تقوية الأعصاب وفتح الشهية وإزالة الأرق وزيادة مناعة الجسم. وهو مفيد في محاربة البكتيريا، لكن لا ينصح بالإكثار منه لمن يعانون من مشاكل الحصى في الكلى. بالانتقال إلى «العرق سوس»، فهو مشروب له خصوصية، يهواه عشاق التراث والعيش في ذاكرة الحواري العتيقة والرويات التاريخية القديمة. مواده الطبيعية يتم استقاؤها من نباتات معمرة تنتشر في سوريا ومصر ومناطق أخرى من آسيا الوسطى. وإلى جانب طعمه الحاد والمنعش في آن، يستعمل «العرق سوس» في علاج حالات البرد والزكام وأمراض الكبد والأمعاء، وكذلك في حالات السعال وإذابة البلغم. وقد ورد على لسان ابن سينا أن عصارته تنفع في الجروح، وتليين الرئة وتنقيتها. وهو يساعد مرضى الروماتيزم، لكن لا ينصح بشربه لمن يعانون من ارتفاع ضغط الدم ومن المشاكل في الكلى أو القلب. ومن موطنه الأصلي في غابات إفريقيا الاستوائية يأتينا «التمر هندي» الذي على مذاقه الطيب فهو مضاد حيوي يطرد الكسل. ولهذا الشراب قصة طويلة مع الفتوحات الإسلامية، إذ أنه دخل عبرها من مصر والهند إلى جزر الكاريبي وأوروبا. وكان في تلك الأيام يستعمل منقوعه كدواء للعلاج من أمراض المعدة لما يحتويه من فيتامينات. وفيه مادة لها خاصية في حرق الدهون، غير أنه لا ينصح بتناوله لمن يعاني من قرحة بالمعدة. والمهم في تحضير هذا الشراب المعتق، أن يتم فركه جيدا باليد بعد نقعه لساعات في الماء. وبعد تحليته، فإن تناوله باردا يعمل على انتعاش الجسم وتليين الأمعاء بعد يوم صيام طويل.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©