السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الدولار عملة غير مرغوب فيها

28 ابريل 2006
إعداد - محمد عبدالرحيم:
تؤثر قيمة الدولار الأميركي بشكل هائل على الاقتصاد العالمي· وعلى الرغم من صعوبة التنبؤ بهذه القيمة على المدى بين المتوسط والبعيد الا أن بعض الاقتصاديين باتوا يعتقدون أن الأمر لا يحتاج إلا إلى تتبع المكان الذي تذهب إليه أموال النفط·
وكما جاء في التحليل الذي أوردته صحيفة الوول سترتيت جورنال مؤخراً على لسان كاتبها مارك وايتهاوس فإن أسعار النفط المرتفعة قد عملت في خلال السنوات القليلة الماضية إلى تحويل مقدار هائل من الثروات العالمية إلى أيدي المصدرين في الشرق الأوسط واميركا اللاتينية وروسيا مما جعل قرارات الدول الخاصة بالاستثمارات يمثل أحد المصادر الهامة لرفع مستوى الأسواق العالمية·
وبلا شك فان تمسكهم بالاستثمارات التي تهمين عليها عملة الدولار ساعد كثيراً على احتفاظ العملة الأميركية بهذا القدر من الانتعاش على الأقل· وهو الأمر الذي أحبط تنبؤات الاقتصاديين بأن حجم الديون الأميركية المتنامية سوف يؤدي في النهاية إلى إفزاع المستثمرين وإجبارهم على الابتعاد بشكل يتمخض عن انزلاق الدولار وانخفاض قيمته· والآن فإن بعض الاقتصاديين باتوا يتوقعون أيضاً أن ينأى منتجو النفط باستثماراتهم بعيداً عن الدولار بشكل يسمح للعملة الأميركية باستئناف تراجعها الذي كان قد بدأ منذ العام ·2001 ولكنهم في هذه المرة ساقوا بعض الأسباب التي تسند توقعاتهم ومن بينها عودة الانتعاش الكبير لاقتصاديات أوروبا واليابان وردود الفعل السياسية الأميركية غير المبررة ضد الاستثمارات الأجنبية (كما حدث في صفقة موانئ دبي العالمية) بالإضافة إلى حالة التذمر والضيق المستمرة بشأن حجم الديون والعجز الأميركي· إذ يقول لويس اليكساندر كبير الاقتصاديين في مجموعة سيتي جروب في نيويورك 'اعتقد أن هنالك سؤالا مفتوحا فيما يتعلق بمدى التزام جزء من هذه الأموال بالارتباط بالاستثمارات الدولارية· وفي اعتقادنا إن هذا الأمر بمرور الوقت سوف يشكل ضغوطاً على الدولار'· ويذكر أن سيتي جروب تتوقع أن تبلغ قيمة الدولار 108 ين بينما يتمكن اليورو من شراء 1,28 دولار بحلول نهاية هذا العام مقارنة بما اتفق عليه الاقتصاديون من أن الدولار سوف يعادل 109,2 ين بينما تبلغ قيمة اليورو 1,25 دولار في نفس الفترة·
علماً بأن سعر الدولار في تعاملات الجمعة الماضية بلغ 118,67 ين وبلغت قيمة اليورو 1,211 دولار· وإلى ذلك فقد استمرت الولايات المتحدة الأميركية تنفق في الخارج مبلغاً أكثر بحوالي 800 مليار دولار مما تستقبله من أموال سنوياً لذا فقد بات يتعين عليها اجتذاب مبلغ بهذا القدر في شكل استثمارات صافية من أجل دعم سعر صرف الدولار، وإذا ما فشلت في ذلك ومضى الدولار إلى انخفاض فإن العواقب الوخيمة من المرجح أن تستمر تداعياتها في جميع أنحاء العالم· وكلما قل حجم التدفقات المالية في الأسهم والسندات الأميركية على سبيل المثال فإن أسعارها سوف تميل إلى الانخفاض· ولكن وفي الجانب المشرق من هذه المعادلة فإن الدولار المنخفض سوف يجعل من الصادرات الأميركية أكثر تنافسية في الخارج وبشكل يساعد على اغلاق فجوة العجز التجاري· غير أن انخفاض الدولار إلى مستويات عميقة من شأنه أن يجبر الاحتياطي الفيدرالي على رفع أسعار الفائدة للمدى القصير وهي الخطوة التي يمكن أن تؤدي إلى كبح جماح وإحباط النمو العالمي· وعلى كل فإن البيانات المتوفرة حتى الآن تشير إلى أن الدول المصدرة للنفط عوضاً عن النأي عن الاستثمارات التي يهيمن عليها الدولار فإنها ما زالت تلعب دوراً مهماً في الحفاظ على انتعاشه· وفي الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار الدولار الى أكثر من صفقة - إلى حدود 74 دولاراً للبرميل مؤخراً - فإن عائدات كبار الدول المصدرة قد ارتفعت إلى أكثر من ضعفها أيضاً وإلى مستوى 700 مليار دولار في عام 2005 وفقاً لأرقام وزارة الخزانة الأميركية· وكنتيجة لذلك فقد استقبلت الحسابات المصرفية مبلغاً يعادل ما يقارب 700 مليار دولار حتى سبتمبر من عام 2005 مقارنة بمبلغ يقل عن 400 مليار دولار بنهاية العام 2002 وفقاً لأرقام بنك التسويات الدولية· وكذلك فإن معظم هذه المبالغ تم الاحتفاظ بها بالدولار مما جعل هذه الحسابات المصرفية المتنامية تعمل على اسناد العملة الأميركية· ولكن الشواهد فيما يبدو بدأت تشير إلى عدم بقاء هذه المبالغ لوقت طويل في المصارف بالإضافة إلى ان المزيد من الدول أصبحت تتجه تدريجياً نحو التنويع بعيداً عن الدولار·
وقد المح المسؤولون في البنوك المركزية في دولة الإمارات العربية المتحدة وفي قطر في الأسابيع الأخيرة انهم ربما يحولون جزءا من احتياطياتهم إلى عملات أخرى غير الدولار· ولكن الولايات المتحدة الأميركية بعد الخلاف السياسي المحتدم بشأن امكانية إدارة شركة موانئ دبي العالمية لعمليات الموانئ الأميركية لم تعد ذلك المكان الذي يرحب بالأجانب على الأقل في هذا المجال· حيث يقول الدكتور الفاتح بيرول كبير الاقتصاديين في وكالة الطاقة الدولية في باريس 'من المؤكد أن الأسواق الأوروبية والآسيوية سوف تصبح أكبر المستفيدين من أموال النفط لسببين رئيسيين أحدهما يتعلق باتجاهات أسعار الفائدة أما الثاني فيختص بالاطار السياسي العام، وكنتيجة لذلك فإن ما سيحدث هو التحول من الدولار إلى اليورو وعملات أخرى'·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©