حوار: يوسف العربي
تجاوز إجمالي استثمارات شركة «دو» في مجال تطوير وعمليات الشبكات منذ تأسيسها وحتى نهاية الربع الأول من العام الحالي، حاجز 10 مليارات درهم تم استثمارها لتوفير تجربة اتصال باستخدام أحدث التقنيات في مجال شبكات الهاتف المتحرك والارتقاء بالبنية التحتية بشكل عام والشبكة الثابتة، بحسب المهندس سليم البلوشي، النائب التنفيذي لرئيس الشركة لتطوير الشبكة والعمليات.
وقال البلوشي إن نتائج تقرير (مقارنة الشبكات الخلوية للهاتف المتحرك لعام 2013) الصادر عن هيئة تنظيم الاتصالات مؤخراً، يكشف عن تفوق شبكة «دو» للهاتف النقال في 10 مؤشرات من أصل 11 مؤشراً يقيسها التقرير، معتبراً أن هذه النتائج تعد دليلاً عملياً على أن هذه الاستثمارات تم توجيها بالشكل الأمثل لتمنح عُملاء الشركة أفضل تجربة اتصال.
وقال البلوشي إن الشركة خصصت 1,7 مليار درهم للاستثمار في الشبكات خلال عام 2014، وذلك لاستكمال تنفيذ خطتها على صعيد شبكة الجيل الرابع «LTE» للهاتف المتحرك وشبكة الألياف البصرية للمنازل «GPON» الخاصة بخدمات الشبكة الثابتة وعمليات التطوير الأخرى للشبكات.
وقال إن خطة تطوير الشبكات في «دو» تعتمد على تطبيق أفضل معايير الأداء الدولية المعتمدة، مع مراعاة مواكبة استخدامات العملاء وتوفير الطاقات الاستيعابية الكافية بشكل استباقي.
خدمات الشبكة الثابتة
وأضاف أن شركة «دو» قامت بعملية تحديث شاملة خلال العامين الماضيين للبنية التحتية والألياف البصرية في المناطق التي تعمل بها، حيث بدأت في تطبيق تقنية «Gigabit Passive Optical Network» المعروفة باسم«GPON» لتوصيل شبكة الألياف البصرية للمنازل، وتوفير أفضل خدمات الاتصال المنزلي، حيث تتيح هذه التقنية سرعات تصل إلى 1 جيجابت/ الثانية.
وتعتمد هذه التقنية على توزيع شبكة الألياف البصرية إلى الشبكة المحلية بين المقاسم والمستخدمين في منازلهم، بحيث يتم إيصال خدمات عدة في آن واحد، منها هاتف المنزل والإنترنت السريع والتلفزيون باستخدام جهاز طرفي (ONT).
وقال البلوشي إن تقنية «GPON» التي بدأت الشركة في تعميمها بجميع المناطق التي تعمل بها، توفر مستويات قياسية من الدقة، ونقاوة الإشارات، كما تقضي على الارتباط بين السرعة والمسافة، بمعنى أنه بإمكان مستخدم خدمة الاتصال المنزلي من شركة (دو) الذي يقع على مسافة بعيدة، الحصول على سرعة أقرب مستخدم نفسها. وأوضح أن تقنية «GPON» المطبقة حالياً في شبكة «دو» تقوم برفع سرعة الإنترنت في المنازل 9 مرات لتصل إلى 1000 ميجابت/ الثانية «1جيجا» مقابل سرعة قصوى عند حدود «100 ميجا بت في الثانية» على الشبكات التقليدية.
وفي سياق متصل، أكد البلوشي أن «دو» عملت مؤخراً على إنجاز مشروع تطوير شبكة رئيسية من كابلات الألياف البصرية تمر بجميع إمارات الدولة، حيث تمتد من إمارة أبوظبي وحدود دولة الإمارات بشقيقتها المملكة العربية السعودية، مروراً بإمارة دبي وبقية إمارات الدولة، وصولاً إلى محطة الكابل البحري التابعة لـ «دو» في إمارة الفجيرة، باستثمارات تزيد على 237 مليون درهم.
وقال إن «دو» تعتبر من أوائل مشغلي خدمات الاتصال في منطقة الشرق الأوسط التي تُنفذ هذا النوع من الشبكات التي تجمع شبكة الهاتف المتحرك والشبكة الثابتة على مستوى الدولة ككل، لافتاً إلى أن الهدف من تطوير هذه الشبكة الرئيسية من الألياف البصرية هو نقل حركة الاتصال بين عناصر شبكات «دو»، بما فيها مراكز البيانات ومواقع تشغيل الهاتف المتحرك بسرعات قياسية، بما يسهم في رفع جودة خدمات الاتصال في الدولة وزيادة كفاءة الشبكة بوجه عام.
ولفت إلى أن شبكة الألياف البصرية الجديدة تتميز بقدرتها على نقل حركة اتصال كبيرة وبسرعات تصل إلى 3,2 تيرابايت/ ثانية، كما أنها قابلة للتطوير مستقبلاً لتستوعب سرعات تصل إلى 8 تيرابايت/ ثانية.
وأكد أن شبكة الألياف البصرية لنقل حركة الاتصال بين عناصر الشبكة الرئيسية ستنعكس إيجابياً على تجربة عُملاء «دو» في مختلف الخدمات التي تُقدمها، مثل الهاتف المتحرِك وخدمات الشبكة الثابتة للأفراد والمؤسسات «هاتف المنزل، الإنترنت السريع، والتلفزيون»، كما أنها ستعزز قدرات «دو» على مستوى خدمات مشغلي الاتصال الدوليين وربط دولة الإمارات بالدول المجاورة وشبكات الاتصال العالمية.
الجيل الرابع
وقال النائب التنفيذي للرئيس لتطوير الشبكة والعمليات في «دو»، إن تغطية شبكه الجيل الرابع لشبكة الهاتف المتحرك بتقنية «LTE» سوف تبلغ نحو 56% من المناطق المأهولة في الدولة بنهاية العام الحالي، مع التركيز على المناطق ذات الكثافة العالية من الهواتف المتحركة التي تدعم الجيل الرابع بتقنية «LTE».
واستكمل: «إن الشركة تدرك أن خدمة البيانات أصبحت جزءاً أساسياً من أسلوب الحياة في الوقت الراهن، لذلك قامت الشركة بتطوير شبكة الجيل الرابع، وفق أرقى المعايير العالمية لتوفر للعملاء أفضل تجربة اتصال، على صعيد السرعة والجودة العالية والبنية التحتية».
وأوضح أن نسبة تغطية شبكة الجيل الثاني تصل حالياً إلى 99,93% من المناطق المأهولة بالسكان في الدولة، فيما بلغت نسبة تغطية شبكة الجيل الثالث إلى نحو99,5%.
وأكد البلوشي أن الشركة تضع عملية تطوير شبكة «LTE» وتوسيع تغطيتها على رأس أولوياتها الاستثمارية خلال المرحلة المقبلة لمواكبة الزيادة المطردة في حركة البيانات.
وقال إن مبادرة الحكومة الذكية والمدينة الذكية دفعت الشركة لتعجيل تنفيذ خططتها الاستثمارية على صعيد شبكة الجيل الرابع «LTE»، حيث تعتزم مضاعفة رقعة التغطية والوصول للتغطية الكاملة للمناطق المأهولة خلال الفترة المقبلة.
وأضاف أن الشركة طورت شبكتها العاملة بتقنية الجيل الرابع «4G» وفق أفضل المعايير العالمية من حيث السرعة والجودة العالية والبنية التحتية التكنولوجية، لافتاً إلى أن شبكات الجيل الرابع بتقنية «LTE«» توفر سرعات نقل بيانات تصل إلى 150 ميجا بت/ الثانية مقابل سرعات تصل ذروتها إلى 42 ميجابت/ الثانية لتقنية «HSPA+».
وكشف أن الشركة قامت بإضافة موجة ترددية ثالثة ضمن شبكتها للهاتف المتحرك العاملة بتقنية الجيل الثالث 3G لتلبية أية احتياجات مستقبلية، وتتم إضافة موجة ترددية رابعة في أوقات الأعياد والمناسبات والأحداث المهمة.
كما طرحت الشركة تقنية الاتصال الصوتي عالي الوضوح «HD Voice» التي لا تتطلب سوى استخدام هواتف متحركة متوافقة معها.
وعلى صعيد التغطية الداخلية للأبنية «IBS»، قال البلوشي إن «دو» تواصل الاستثمار في هذا المجال، وتستخدم من أجل ذلك أحدث التقنيات لمنح العُملاء أفضل تجربة اتصال مستمر.
وأشار إلى وجود العديد من التحديات المرتبطة بتنفيذ شبكات التغطية داخل المنازل، حيث يتطلب هذا الأمر مفاوضات مطولة مع الملاك والمطورين لهذه العقارات لتسهيل مهمة الفريق الفني المسؤول عن عملية تركيب الشبكة، لافتاً إلى أن الشركة تتحمل 100% من تكاليف البنية التحتية لهذا النوع من الشبكات.
وأكد البلوشي أنه وفق تقرير هيئة تنظيم الاتصالات الأخير عن جودة الاتصال، سجلت الشركة أفضل نسبة لإكمال المكالمات بواقع 98,62%، بالإضافة إلى أقل نسبة لانقطاع المكالمات التي لا تتجاوز 0,35%.
احتياجات العُملاء
قال البلوشي إن شركة «دو» رصدت تغييرات ديناميكية في احتياجات العُملاء، بالتزامن مع التطور الدائم في تطوير الشركة، حيث تزيد استخدامات البيانات بشكل مطرد مع كل زيادة في سرعة الشبكة. وأوضح أن حركة البيانات تنمو بشكل مضاعف مقارنة بالنمو الحاصل في الاتصال الصوتي، وذلك بالتزامن مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات الذكية وبرامج الاتصال الصوتي عبر الإنترنت.
وأضاف أن هذا النمو المتصاعد على استخدام البيانات، يتطلب من شركات الاتصالات ضخ استثمارات ضخمة لمواكبة استخدامات العملاء ومتطلباتهم على هذا الصعيد، في الوقت الذي تستفيد فيه شركات أخرى من هذا الاستثمار.
«دو» تطرح الاتصال الصوتي عبر شبكة «LTE»
تعتزم شركة الاتصالات المتكاملة «دو» طرح الاتصال الصوتي عبر شبكة «LTE»، والمسماة «VoLTE» تجارياً، قبل نهاية يونيو الحالي، بحسب سليم البلوشي، النائب التنفيذي للرئيس لتطوير الشبكة والعمليات في الشركة. وقال البلوشي لـ«الاتحاد»: «إن الشركة انتهت من إجراء التجارب العملية على الاتصال الصوتي عبر شبكة (LTE) في أكتوبر الماضي». وأوضح أن إتمام عملية الاتصال الصوتي عبر شبكة «LTE» سيوفر مستويات جديدة على صعيد تسريع عملية إنشاء المكالمة، وجودة الاتصال، ونقاء الصوت، وبالتالي توفير أفضل تجربة اتصال للعملاء، وأضاف البلوشي: «إن الاستفادة بهذه التقنية مرهون بتوافر أجهزة الهاتف المتحرك الداعمة للاتصال الصوتي عبر شبكة (LTE)، والتي بدأ مصنعي الهواتف العالميين في إنتاجها». (دبي -الاتحاد)
عدد اليوم
