الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات تغرس الأمن والأمان في شبوة

الإمارات تغرس الأمن والأمان في شبوة
30 سبتمبر 2017 01:17
علي سالم (شبوة) عانت محافظة شبوة - جنوب اليمن - الأمرّين في فترات منصرمة، في ظل سيادة مفاهيم المجتمع المحلي الذي تسيطر عليه القيم القبلية والعصبية، وفي ظل انتشار ظاهرة حمل السلاح التي أسهمت في انتشار الفوضى في المحافظة مترامية الأطراف، وفي ظل تكتم جهات عليا في السلطة أرادتها أن تكون بهكذا حال مزر. ومنذ انسحاب مليشيات الانقلاب من العاصمة «عتق» كبرى مدن المحافظة - شهر أبريل 2016م، لم تستطع التشكيلات العسكرية - التي ما زالت في طور البناء - تحقيق التقدم المأمول على صعيد فرض الأمن والاستقرار، وتأمين الطرق التي طالما شهدت عمليات تقطع ونهب للمسافرين، وانتشار عمليات القتل بدافع الثأر بين قبائل المحافظة المختلفة، كانت عتق مسرحاً مفضّلاً لها. لكن بشارات الفرح العارم بدت واضحة على محيا جموع مواطني محافظة شبوة وهم يرون قوات النخبة الشبوانية تنتشر في ربوع مديرياتها لبسط الأمن والأمان فيها عقب انفلات أمني أستمر لسنوات، وكانت قوات النخبة الشبوانية قد بسطت سيطرتها يوم الخميس الموافق 3 أغسطس على مدينة عزان، حبان، الحوطة، عتق وصولاً إلى جردان، وأجزاء من موقع العقلة النفطي، وخرج بعض أبناء القبائل إلى الطرقات فرحين مستبشرين، وهم يرون القوات برجالها وعتادها يمرون شامخين الأنوف، للإعلان عن بدء معركة حقيقية مع قوى الشر والطغيان. النخبة سترسي الأمن المفقود يعلل عبدربه هشلة ناصر، الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة شبوة، سر الحفاوة والفرح المتزايد بوصول قوات النخبة وانتشارها، بأن ذلك يأتي انعكاساً لشعور المواطن الشبواني وحالة الإحباط التي يعيشها نتيجة لتدهور الوضع الأمني في المحافظة وحالة الفوضى التي وصلت إليها وما ينتج عنها من خسائر مادية وبشرية في ظل ضعف إمكانيات المؤسسة الأمنية وعدم قدرتها للقيام بمهامها المطلوبة في ترسيخ الأمن والاستقرار في عموم مناطق المحافظة، وهذا حال كثير من المحافظات لأسباب عدة الكثير يعرفها. مضيفاً أن المواطن يرى في النخبة المنقذ الوحيد والتي سترسي دعائم الأمن والاستقرار في المحافظة، والحفاظ على السكينة العامة للمواطن وحمايته من الاعتداء على حياته الشخصية وممتلكاته الخاصة، وكذلك الحفاظ على الممتلكات والمصالح العامة من عبث كثير من المستهترين والخارجين عن القانون. قوات النخبة الشبوانية عبارة عن خليط من المجندين من قبائل المحافظة تم تدريبهم تدريباً نوعياً في معسكرات خاصة بمحافظة حضرموت من قبل القوات الإماراتية، وتأهيلهم وتجهيزهم وتدريبهم على مختلف الأسلحة والآليات خلال أشهر عدة. قائد قوات النخبة الشبوانية أكد أن هدفها هو فرض هيبة النظام والقانون وإنهاء مظاهر الانفلات، وقد جاءت بتفاهمات بين الحكومة اليمنية ودول التحالف العربي خاصة في ظل الوضع الحالي الذي تشهده مناطق شرق المحافظة الذي استطاعت فيه التنظيمات المتطرفة والإرهابية التي ترتبط بأجندة لدول داعمة للإرهاب في المنطقة إيجاد موطئ قدم فيها، وتبدو مهمة استئصال خطر هذه الجماعات هي المهمة الأولى لقوات النخبة. في البدء الهجوم على أوكار الإرهاب لذا سرعان ما تحركت قوات النخبة الشبوانية وقوات النخبة الحضرمية وبإسناد إماراتي – أميركي للهجوم المباغت على أوكار عناصر التنظيمات الإرهابية، وحملات تمشيط في بعض المدن والقرى، وبعض المداهمات في العاصمة عتق، وشهدت مدينة عزان التي كانت فيما سبق ترضخ لسيطرة تنظيم القاعدة حملة مكثفة واشتباكات عنيفة بين قوات النخبة ومطلوبين للأمن يشتبه بانتمائهم للقاعدة، وكشفت عن ضعف التنظيم وتفكك بناءه التنظيمي، حيث أسفرت الحملة حتى الآن عن اعتقال عدد من العناصر لا زالوا قيد التحقيق وفرت عناصر أخرى إلى أماكن خارج المحافظة. جدية وحزم وفي هذا الصدد يقول المحلل السياسي د. حسين لقور بن عيدان، إن انتشار قوات النخبة في محافظة شبوة يثبت جدية وحزم دول التحالف العربي في مواجهة شأفة الإرهاب وقطع دابر المخربين. من أهداف قوات النخبة الشبوانية: بسط الأمن والأمان في مديريات المحافظة كافة، محاربة التطرف والإرهاب وقمعه واستئصاله من شبوة، الحفاظ على ثرواتها من العبث والسرقة، تأمين مواقع الشركات النفطية حتى تستمر في عملها، تأمين الطرق للمواطنين والمسافرين من قطاع الطرق والمجرمين، استعادة مؤسسات الدولة والأملاك العامة. يرى الناشط المدني أحمد عيدروس، أن أبناء شبوة كانوا على أحر من الجمر بانتظار وجود قوات النخبة، لإنهاء الفوضى في شبوة، والتي أصبحت فيها الجماعات المسلحة والعصابات المنظمة تسرح وتمرح وترتكب مختلف أنواع الجرائم، فاصحاً عن رغبة حقيقية للمواطن وهو يرى هيبة الدولة، وشعوره بوجودها، وتنهي خطر الإرهاب، مبيناً أن الضعف النسبي للأجهزة الأمنية التي لم تتوفر لهم إمكانيات حقيقية للتطوير والارتقاء بالعمل الأمني كان له دور سلبي للوهن الذي أصاب المواطنين، ولم ينس الناشط أحمد عيدروس، من توجيه الشكر والعرفان إلى دول التحالف العربي، خاصة دولة الإمارات العربية المتحدة التي أسهمت بتأهيل وتدريب هذه القوات، وقدمت دعماً غير محدود حتى أصبحت في كامل الجاهزية للقيام بواجباتها. حلم تحقق بمنتهى الفرح الغامر يقول ناصر البابكري، مدير فرع الرابطة الإعلامية الجنوبية «سما نيوز» بمحافظة شبوة، وهو يحتفي ببسط قوات النخبة سيطرتها على أرض المحافظة، وهروب الجماعات المسلحة والبلاطجة، إن النخبة الشبوانية حلم راود أبناء شبوة جميعاً، وطال انتظاره بعد غياب الدولة والأمن منذ العام 1990م «عام إعلان الوحدة اليمنية»، وتفشي ظاهرة الثارات في المجتمع الشبواني والاقتتال القبلي وانتشار الجماعات الإرهابية التي أصبحت تعبث بأمن المحافظة وأرواح الناس، وقال إن ذلك الحلم تحقق بفضل الله عز وجل، ومن ثم بدعم وجهد التحالف العربي بقيادة الإمارات العربية المتحدة التي وقفت «إلى جانبنا ودعمتنا بالمال والسلاح والرجال، وأرسلت أيضاً الهلال الأحمر الإماراتية التي بدأت بتنفيذ عدة حملات إغاثة للمحافظة المنكوبة من سنوات والتي غاب عنها الجميع، وشدد البابكري أن محافظة شبوة رجالاً ونساء وأطفالاً وشيوخاً لن تنسى هذا الدور الإماراتي المميز من إمارات الخير تجاههم. اعتبر سامي خميس بن ضباب، عضو المجلس التنسيقي لشباب الجنوب، يوم 3 أغسطس يوم نزول النخبة الشبوانية إلى المحافظة هو يوم تاريخي لها، وطالب بالاحتفال سنوياً بهذه المناسبة النوعية التي حل فيها الاستقرار والأمن والتنمية والتطور والبناء في المحافظة، مشيداً بالدور التاريخي والعظيم الذي قامت به دولة الإمارات من رعاية واهتمام وتدريب وتأهيل عسكري لشباب شبوة وتجهيزهم لحماية أرضهم وأبنائها وثرواتها. نواف لطهف، شاب شبواني، ينتمي لقبيلة العوالق وقيادي في المقاومة يعبر عن فرحته بتدخل قوات النخبة، ويمضي قائلاً: «المقاومة الجنوبية والقطاعات العسكرية والأمنية بشبوة تعبر عن تأييدها ومساندتها للنخبة الشبوانية، ونؤكد أننا يد واحدة خلف نخبتنا الباسلة التي جاءت كنتيجة طبيعية لرغبة أبناء شبوة في وجود دولة قوية تشعر الجميع بالأمن والاستقرار وتحفظ أموال المواطنين وأعراضهم ودماءهم وسنقف جميعاً صفاً واحداً معها». ويضيف الناشط والقيادي بالمقاومة علي هادي باراس: إننا جميعاً نرحب بقوات النخبة ونعتبرها منا وفينا، وكم نحن سعداء بهذه الخطوة فشبوة عانت طويلاً، وآن لها أن ترتاح من العناء والبؤس والانفلات، وطالب باراس أن تكون هناك توعية مجتمعية، ليدرك الجميع أهمية وجود الدولة وخطر الفكر المتطرف فأبناء شبوة ينبذون العنف والتطرف والإرهاب، ويؤمن بالاعتدال والوسطية وقبول الرأي المخالف. بحسب مصادر محلية تبلغ قوات النخبة الشبوانية ما يقارب أربعة آلاف عنصر، وتلقت تدريبات بنفس طريقة وتجربة قوات النخبة الحضرمية التي حققت نجاحاً قلّ نظيره في حضرموت. وتمتلك من القوة العسكرية أطقم ومدرعات وأسلحة حديثة، ويتكون عمودها الفقري من مجندين من أبناء قبائل بني هلال، بلعبيد والواحدي، ويعتبر البعض هذا التكوين رد اعتبار لأبناء هذه القبائل التي تعرضت للتهميش في مراحل تاريخية ماضية. دعوة لنبذ المناطقية ودعا الشيخ علي محسن السليماني، أبناء شبوة للتلاحم وتوحيد الصف وجمع الكلمة والوقوف إلى جانب قوات النخبة الشبوانية، وهي تؤدي دورها لبسط الأمن في المحافظة، لافتاً لضرورة نبذ الدعوة إلى التفرقة والمناطقية، وإثارة الفتنة ونبذ ومقاطعة من يدعو ويروج لمثل هذه الدعوات، وتمنّى على قوات التحالف العربي وفي مقدمتها القيادة الإماراتية الإسراع في استيعاب وتجنيد بقية أبناء المديريات في قوات النخبة، واتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة من شأنها ضمان تأسيس جيش على أسس وطنية بما يحقق آمال وتطلعات الجميع، ومن أجل ضمان استقرار المحافظة، وتفويت الفرصة على من يسعى لخلق صراع قبلي ومناطقي وسياسي بين أبناء المحافظة، وإفشال جهود الشرعية والتحالف العربي فيها. صف واحد وفقاً لمصادر خاصة، فقد تم التوصل إلى اتفاق بين قيادة قوات التحالف العربي في شبوة، وعدد من وجهاء قبيلة العوالق باستيعاب أبناء العوالق ضمن قيادة وأفراد النخبة الشبوانية وإدخالهم معسكرات التدريب في القريب العاجل بموجب التزام من الوجهاء والمشايخ بعدم التستر أو مساعدة أي من عناصر القاعدة. يقول علي عمير العولقي، إن أبناء شبوة يقفون صفاً واحداً مع قوات النخبة، مبيّناً عدة أسباب حيال ذلك الالتفات منها: لأنهم حطوا رحالهم على تأمين الخط الدولي العبر عتق، منعوا إطلاق النار في الأعراس كمرحلة أولى في عزان، لأنهم قبضوا على بعض قطاع الطرق وعملوا على تأمين نقطة الموت في «الرمضة» في حبان، سيعملون على تحرير المباني الحكومية في عتق من الاحتلال الداخلي للبلاطجة من أهل البلد، ولأنهم من شبوة، ونحن نؤيد كل من هو مع شبوة ومن أي قبيلة كان، ولأنهم بسطوا نفوذهم عل تأمين الشركات النفطية، وخاصة بالحاف كمرحلة أولى والعقلة يحومون حولها للآن، وهذا معناه إعادة الشركات في شبوة للعمل، ولأنهم أعادوا هيبة الدولة التي فقدت وانتهت في شبوة، ولأنهم سيعملون على تنقية شبوة من الإرهاب والتطرف والبلطجة وقطع الطرق. يعوّل أبناء شبوة على وجود قوات النخبة لفرض السيطرة على الحقول النفطية وحماية الشركات العاملة في مجال التنقيب عن النفط والغاز، ومن شأن هذه الخطوة المسارعة لإعادة تصدير النفط والغاز، وعودة الشركات الأجنبية العاملة إلى مواقعها، وبالتالي الضخ في أوردة الاقتصاد الوطني المنهار بالعملة الصعبة، ودوران عملية التنمية مجدداً بعد سنوات عجاف، جراء حرب الانقلابيين على الوطن ومقدراته. وها هي شبوة تستيقظ على حلم بمستقبل جديد وقد أزيحت عن كاهلها كل المنغصات والعراقيل لتتجه إلى البناء والتنمية وإعادة بناء المؤسسات بعد أن دب اليأس في مفاصل المواطنين، بفضل من الله، وجهود جبارة قامت بها القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية، الحضن الدافئ لكل العرب والأشقاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©