الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

كيف تتأثر «الثقافة السينمائية» برحيل كبار النقاد؟

كيف تتأثر «الثقافة السينمائية» برحيل كبار النقاد؟
1 أغسطس 2018 02:08

سعيد ياسين (القاهرة)

تأثرت الثقافة السينمائية سلباً خلال الفترة الماضية برحيل عدد من كبار نقاد السينما، خصوصاً أن هؤلاء إلى جانب كتاباتهم النقدية المهمة القائمة على أسس علمية مدروسة، والتي يستفيد كثيراً منها أصحاب الأفلام والعاملون فيها، إضافة إلى المهتمين بالسينما، وفي مقدمتهم الدارسين في المعاهد الأكاديمية المتخصصة، قاموا بإثراء المكتبة السينمائية بعشرات الكتب التي رصدت حال السينما ومواضيع وتحولات أفلامها عبر فتراتها الطويلة.
وتأتي قيمة هؤلاء الكبار الراحلين من النقاد والباحثين والمؤرخين للسينما بداية من فريد المزاوي، ومروراً بأحمد الحضري وسمير فريد ومدكور ثابت ومحمد كامل القليوبي وحسين بيومي وأحمد كامل مرسي ويعقوب وهبي وصبحي شفيق، في أن هؤلاء أفنوا حياتهم في العمل والنقد والبحث السينمائي المتخصص، وقدموا كتباً مهمة سواء للمتخصصين أو غير المختصين في الشأن السينمائي، من خلال مادة سهلة خفيفة بعيدة عن النواحي التقنية، مقارنة بزملائهم من الأجيال التالية والذين انشغلوا كثيراً بالمهرجانات والتي تزايدت عربياً في السنوات العشر الأخيرة بصوة غير مسبوقة.
ويكفي أن نذكر من كتب ودراسات النقاد الراحلين «خمسون فيلماً من كلاسيكيات السينما المصرية» و«كلاسيكيات السينما العربية» و«السينما والسياسة» و«أبيض واسود» و«سحر السينما» و«لغة السينما» و«السينما التسجيلية مقالات ودراسات» و«اتجاها السينما المصرية» لعلي أبوشادي، أما الناقد سمير فريد، فقدم العديد من الكتب والدراسات المهمة التي جعلته يحمل لقب «عميد النقاد العرب» لحرصه في كتابته على أن تكون عميقة وبسيطة في آن واحد، ليستفيد منها الباحثون في مجال السينما، ويستمتع بها القراء المحبون لذلك الفن، ومن كتبه «الواقعية الجديدة في السينما» و«الصراع العربي الصهيوني في السينما» و«السينما والفنون» و«أدباء مصر» و«السينما العربية المعاصرة»، وقدم أحمد الحضري شيخ مؤرخي السينما المصرية، العديد من الأبحاث والدراسات والتراجم عبر سبعين عاماً قضاها عاشقاً في محراب السينما كناقد ومؤرخ ومعلم وكاتب ومترجم ومبدع، وانضم إلى هؤلاء الراحلين الكبار مؤخراً الناقد الدكتور أحمد يوسف الذي قدم مجموعة من الكتب المتميزة، ومنها «صلاح أبو سيف والنقاد» الذي جمع فيه كل ما كتب عن أفلام صلاح أبو سيف في الصحافة المصرية خلال 45 عاماً، و«نجوم وشهب في السينما المصرية»، كما قدم مجموعة من الكتب القيمة عن حياة وأعمال أسماء سينمائية كبيرة، ومنها «محمد خان ذاكرة سينمائية تتحدى النسيان» و«عطيات الأبنودي ووصف مصر» و«نادية لطفي والنجومية بلا أقنعة» و«فريد شوقي الفنان والإنسان»، وترجم 19 كتاباً وموسوعة.
وقال الناقد حسام حافظ إن تعبير «الثقافة السينمائية» لم يعد من علامات الرفاهية عند الحديث عن السينما، خاصة بعد التطور المذهل للفكر والفن على الشاشة، إلى جانب التراكم الزمني الطويل وكم المعلومات التاريخية الذي يتضاعف كل يوم، سواء على المستوى المحلي للسينما المصرية أو المستوى العالمي للسينما الأجنبية، وأشار إلى أن الرحيل المفاجئ للناقد الكبير أحمد يوسف بمثابة جرس إنذار لكل مهتم بمستقبل السينما، وقال: لقد سقط أحد الأعمدة الشامخة للثقافة السينمائية في مصر، فالناقد الكبير عرفناه يكتب عن الأفلام مثل غيره من النقاد، ولكنه في السنوات العشر الأخيرة من حياته، قدم للثقافة السينمائية أعظم خدمة عندما نذر وقته وجهده لترجمة مجموعة من أهم الكتب السينمائية وهى صناعة ثقافة ثقيلة، تخدم مئات الدارسين للسينما في مصر والعالم العربي وعشرات النقاد المهتمين والآلاف من عشاق السينما بشكل عام.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©