السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الست كوم».. تائهة بين الدراما والمسرح

«الست كوم».. تائهة بين الدراما والمسرح
27 يونيو 2014 21:56
كغيرها من صيحات الموضة التي تظهر وتبهر العالم ثم تصبح روتيناً يتعايش عليه الناس، ولكن سرعان ما يملها البعض فيتراجع جمهورها.. اقتحمت عالم الفضائيات منذ أكثر من عشر سنوات مسلسلات «الست كوم » وهي دراما في قالب فكاهي أو كوميديا الموقف فترة عرضها لا تتجاوز (30) دقيقة كحد أقصى، وهي تقليد لمسلسلات أميركية مثل «تشيرز» «فريندز» «ويل أند، جريس»، «دارما أند جريج»، «المربية»، وقد حققت نجاحاً باهراً في مصر والوطن العربي رغم أن البعض يعتقد أنها كانت موجودة في تاريخ الدراما المصرية، لكن في المقابل وجدت انتقادات البعض من استمرارها بحجة أنها تقليد واستنساخ لتجارب غربية ولم تأت بجديد، كما أن النظرة إليها كاستثمارات ذات العائد السريع أفقدها مذاقها الفني. «الباب في الباب» الفنانة ليلى طاهر من وجهة نظرها، ترى أنها وجبة خفيفة على المشاهد في التلفزيون، لكن الكثير منها بات يشبه أفلام المقاولات أي مجرد استثمار، وانتقدت بعض المنتجين الذين انغمسوا في إنتاجها وساهموا بذلك في نشر أعمال ليس لها مغزى أو رؤية، وتقول: إن قليلا منها يقدم بشكل جيد، كنت في السابق أرفض العمل بهذه المسلسلات، حتى عُرض عليّ مسلسل «الباب في الباب»، وهو من الأعمال الجيدة جداً التي شجعتني على خوض هذه التجربة، حيث قدمت فكرة المسلسل بشكل يناسب مشاهدة جميع الأعمار. تقليد وسطحية ومن وجهة نظره، يرى الفنان محمد هنيدي أن «الست كوم» في مصر اعتمد على الممثل وعلى «القفشات» فخرج معظمها دون المستوى المطلوب من حيث الجودة وتقديم الفكرة الجديدة، لذا لم أفكر في تقديم هذه النوعية، لأنني لابد أن أقدم الجديد ولا أعتمد فقط على التقليد، ومنذ البداية كنت ضد هذه الظاهرة، لأنها تتعامل مع الممثل من منطق «البطل الأوحد» دون أن يكون هناك سياق درامي يجذبك حتى طريقة الضحك، ولهذا لا يتحملها المشاهد كثيراً، لأنه بطبعه يستطيع أن يميز بين الضحك والاستظراف، فهو يقبل أن يضحك ولا يقبل أن يضحك عليه أحد، وكنت أفضل أن ننقح النسخة الأجنبية حتى تتماشى مع المجتمع، ولكن للأسف قمنا بنقلها كما هي. ويشير الكاتب عمرو سمير عاطف، والذي كانت له تجارب عديدة في كتابة حلقات الست كوم، إلى أن سبب تراجعها ناتج من التصور بأنها عمل سهل سواء في كتابته أو تمثيله أو إخراجه، رغم أنه على العكس من ذلك تماماً، وهذا الاستسهال هو الذي أدى إلى الفشل الذي حل على معظم أعمال الست كوم، ويضيف أن كثرة التجارب السيئة خلال العامين الأخيرين كان سبباً كافياً لهروب المنتجين من الإقبال على تقديمها.. ومن ثم أثّر على سمعة الست كوم بشكل عام، كما أن الأزمة الاقتصادية كان لها دورها في تعطيل كثير من المسلسلات لأنها أثّرت على السيولة المالية لكثير من المنتجين. تجربه ناجحة ويدافع الفنان أشرف عبد الباقي بطل مسلسل «راجل وست ستات» عن نجاح تجربته، فيقول: الجميع يتحدثون عن الست كوم، وكأنها ظاهرة جديدة لم يكن لها أي وجود من قبل، وهذا الكلام غير صحيح، لأن الدراما المصرية قدمت نفس الشكل قبل سنوات دون أن نعرف أن اسمها الإنجليزي هو «ست كوم»، إن فكرة الست كوم أقرب ما تكون إلى العمل المسرحي، وهناك إقبال عليها مما يعني أنها ناجحة ووصلت للجمهور. ويرفض عبد الباقي الحديث عن تراجعها ويؤكد: أعتقد أنه من الأفضل أن نتحدث عن أعمال بعينها، فقد يكون هناك تراجع لبعض أعمال الست كوم ولبعض أعمال الكوميديا، نافياً ما يتردد عن أن أصوات ضحكات الجمهور في المسلسل قد تم تركيبها وليست حقيقية.. موضحاً أننا نعمل في استوديو على شكل مسرح وبه مدرج مخصص للجماهير، ولو كنا نركب الضحك على المشاهد فسيكون الضحك ثابتاً في كل الحلقات». تباين الآراء غير أن النقاد لديهم وجهات نظر من زاوية مختلفة، فتوضح الناقدة ماجدة خير الله، أن الست كوم ليس جديداً على الدراما، فهو شكل فني موجود منذ أكثر من ثلاثين عاماً، عندما قدمت كحلقات بها «مؤثرات صوتية» دليلاً على وجود جمهور كما حدث في مسلسل «أحب لوسي» الذي عُرض على الجمهور العربي خلال حقبة السبعينيات، وحقق نجاحاً كبيراً، أما في مصر فقد كانت هناك مسلسلات يطلق عليها «الخماسيات» - أي خمس حلقات - و«السباعيات» أي أن عدد حلقاتها سبع حلقات.. وكذلك مسلسل الـ 13 حلقة. وتضيف خير الله: مع انتشار الفضائيات، أصبح الكل يركز على أن تنفذ الفكرة في ثلاثين حلقة، لأن ثمنها عند البيع يكون أكبر بكثير، وتلك المسلسلات تُعد فرصة للنجوم الجدد الذين يبحثون عن فرصة لإثبات وجودهم، ولا ننسى أن تلك المسلسلات قد أخرجت نجوماً مثل سامح حسين في «راجل وست ستات» وأحمد مكي في «تامر وشوقية». تشويش أفكار المشاهد أما الناقدة إيزيس نظمي، فتشير إلى أن تلك الأعمال لا تقدم جديداً ؛ بل تُعد في عالمنا العربي مجرد موضة جديدة، وهي أشبه بالوجبة السريعة لأن معظمها يدور حول أفكار متكررة، وأنها تعتمد على المداعبات أو القفشات الكوميدية. وتقول: إنها لا تُعطي للممثل مساحة واسعة للتعبير عن موقفه الكوميدي بعكس المسلسل الطويل الذي يتميز بالتتابع والاستمرار، بعكس الست كوم تؤدي إلى تشويش أفكار المشاهد الذي لا يتمتع بالمشاهدة الكاملة للموقف الكوميدي، لدرجة أنني عندما أشاهد أحد هذه المسلسلات أشعر بالأسى لأن به الكثير من الأفكار الجيدة التي يصلح كل منها لعمل مسلسل كامل. (وكالة الصحافة العربية)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©