السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الادخار ثقافة غائبة عن الأسرة

الادخار ثقافة غائبة عن الأسرة
27 يونيو 2014 21:54
بلغت السعادة مداها بمنال الحوسني 12 عاماً بعد أن فتحت حصالتها التي كانت تودع فيها جزءاً من مصروفها اليومي في حضور والديها وأختها، ووجدت بداخلها مبلغاً من المال لم تكن تتوقعه كان حصيلة ادخار عام كامل. وتقول: «غرس فيّ والدي منذ خمس سنوات سلوك الادخار، وفي نهاية كل عام أجد أنني أمتلك مبلغاً من المال يساعدني كثيراً على تحقيق بعض متطلباتي، والأجمل من ذلك أنني أشعر بأن هناك مجهوداً أبذله لكي أحدد إنفاقي اليومي». ويقول والد منال سالم الحوسني، إنه يحاول أن يحفز بناته ويرشدهن إلى سلوك الادخار، لكن طفلته الصغرى لا يروق لها هذا السلوك، ولا تسير على نهج أختها، بل تناقشه بقوة وتقول له في براءة «أنت وحدك الذي يجب عليه أن يوفر». ويؤكد أنه يتبع سياسية الادخار الجماعي ويحاول أن يجعلها شراكة بين جميع أفراد الأسرة. ومكافأة خاصة ولا ينسى خالد جبريل، موظف، تلك التفاصيل الصغيرة التي شكلت فيما بعد مرتكزات أساسية في محيط حياته، إذ يعد نفسه محظوظاً لكونه نشأ في أحضان أسرة تهتم بالادخار وتضعه من الأولويات الأساسية في الحياة. ويقول: «كان أبي يحثني على أن أدخر جزءاً من مصروفي اليومي في حصالة اشتراها لي، وفي الوقت نفسه ألمح لي بأنني في حال ادخار مبلغ معين فسوف يحقق لي أمنية لطالما حدثته عنها، خصوصاً أنها تحتاج إلى مبلغ كبير». ويشير جبريل إلى أنه بعد مرور أشهر عدة فتح الحصالة ووجد فيها مبلغاً من المال لم يكن يتوقعه، وحين علم به والده منحنه مكافأة خاصة، ونفذ على الفور مطلبه تصديقاً لوعده. ويؤكد جبريل أنه فطن في نهاية الأمر لمراد والده من الحصالة التي أحضرها له، ومن ثم تحفيزه على الادخار، إذ إنه كان يريد منه أن يكون لديه وعي بقيمة المال وأهميته في تصريف شؤون الحياة، ولا ينكر خالد جبريل أنه بعد أن كبر وأصبح لديه أسرة لم يزل يسير على خطى والده، ويخطط على المديين البعيد والقريب لتحقيق أحلامه وطموحاته، ومن ثم يدخر المال للمستقبل، ويبين أنه سينقل ما تعلمه في الصغر إلى أولاده عندما يرزقه الله بهم. سلوكيات مطلوبة ويعترف أحمد الحارثي بأنه أهمل تعليم أولاده سلوكيات مطلوبة تتعلق بالادخار الجماعي، لكنه استدرك هذا الخطأ مؤخراً، وبدأ يتفق مع أطفاله على شراء حصالات من أجل أن يدخروا فيها ما استطاعوا، وأنه سيمنح الأكثر توفيراً من أولاده جائزة مالية تساعده على تحقيق أهدافه الشرائية. وأكد أن سلوك الادخار الجماعي كان له وجوده قديماً، لكنه حالياً أصبح غائباً عن محيط الأسر، نظراً لارتفاع الدخل المادي، وشعور الأبناء بأن الآباء أغنياء، فلا يفكرون في أن تكون لهم سياسة معينة في الإنفاق. ويؤكد أنه بعد أن شجع أبناءه على الادخار الجماعي، تغيرت سلوكياتهم الاستهلاكية وأصبحوا يفكرون بجدية قبل الإقبال على شراء شيء ما، بل يسألون أنفسهم أسئلة مهمة مثل لماذا أنفق؟ وهو ما جعلهم يشترون الأشياء التي تلزمهم ولها أولوية في عملية الشراء. آثار سلبية ويؤكد الخبير في شؤون المستهلك حسن الكثيري، أن غياب ثقافة الادخار عن الأسرة منذ زمن بعيد ترك تأثيراته السلبية في محيط البيوت، وغرس في نفوس النشء مفاهيم خاطئة تبتعد بهم عن ترشيد الإنفاق والادخار، فأصبحوا مستهلكين فقط. ويلفت إلى أنه من الضروري أن تكون هناك جلسات عائلية تشجع الأطفال على الدخول في عملية الادخار الجماعي وتحفيزهم وإقناعهم بأنه في نهاية الفترة الادخارية سيتم استغلال ما ادخروه في مشروعات، وتلبية مطالبهم من خلال مجهوداتهم الذاتية. مما سيدفع الأبناء إلى تحديد أهدافهم الشرائية ومحاولة إنفاق ما يحصلون عليه من مال في أمور نافعة. وينصح الأسر بمحاولة إيجاد حوار أسري بناء من أجل وضع الخطط الادخارية سنوياً، بحيث يصل كل فرد إلى أن يكون مستهلكاً حكيماً، ويتشاور مع أفراد العائلة من أجل معرفة ما إذا كان سلوكه الادخاري يمضي في مساره الصحيح. (أبوظبي- الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©