الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

السيسي: أفريقيا تواجه تهديدات أمنية عابرة للحدود

السيسي: أفريقيا تواجه تهديدات أمنية عابرة للحدود
27 يونيو 2014 19:21
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، في قمة الاتحاد الأفريقي في مالابو أن أفريقيا «تواجه خطرا متزايدا يتمثل في التهديدات الأمنية العابرة للحدود مثل الإرهاب»، مشددا على ضرورة التصدي لها «بحسم». وقال السيسي أمام نظرائه الأفارقة إن «أفريقيا تواجه خطرا متزايدا يتمثل في التهديدات الأمنية العابرة للحدود، مثل الإرهاب»، مضيفا «نؤكد إدانتنا لكافة أشكال الإرهاب مشددين على أنه لا مجال لتبريره أو التسامح معه». واعتبر الرئيس المصري أن «الإرهاب اصبح أداة لتمزيق الدول وتدمير الشعوب وتشويه الدين» مشددا على أن «هذا الخطر المشترك يملي علينا تعزيز التعاون فيما بيننا لمواجهته بحسم حفاظا على أمن وسلامة مواطنينا وجهود التنمية الاقتصادية في دولنا». وبمشاركته في هذه القمة رسخ السيسي، الذي لقي تصفيقا حارا من المشاركين في القمة لدى صعوده إلى المنبر لإلقاء كلمته، عودة مصر إلى القارة بعد تجميد عضويتها اثر عزل الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو 2013. من جهة أخرى حذر السيسي من التحديات التي تواجهها القارة الأفريقية «وفي مقدمة هذه التحديات التنمية باعتبارها الاحتياج الأكثر إلحاحا لشعوبنا وأحد المتطلبات الرئيسية لتحقيق أمنها واستقرارها». وأعرب السيسي عن الأمل في تحقيق «تطلعات الشعب الليبي نحو الحرية والديمقراطية ويحافظ على وحدة ليبيا وسلامة أراضيها». من جهة أخرى دعا الرئيس المصري إلى «العمل على تسوية النزاعات التي طالت العديد من دول قارتنا وتسببت في عرقلة برامج التنمية بها ونتج عنها مئات الآلاف من اللاجئين والنازحين والضحايا»، داعيا إلى «تكثيف جهودنا وحشد الإمكانيات الذاتية لتفعيل مبدأ الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية». وأكد السيسي أن مصر لم تنس يوما واقعها الأفريقي، ولكنه أعرب عن تألم الشعب المصري من تعليق أنشطة مصر في الاتحاد الأفريقي خلال العام الماضي. وقال السيسي في كلمته أمام افتتاح قمة الاتحاد الأفريقي، بعد أيام من استعادة مصر أنشطتها في الاتحاد إن «شعب بلادي تألم حين اتخذ الاتحاد الأفريقي موقفا مغايرا لإرادته». ودعا السيسي إلى مراجعة البنود ذات الصلة في قوانين الاتحاد بما «يدعم إرادة شعوبنا». وفي إشارة ضمنية فيما يبدو إلى أزمة سد النهضة مع إثيوبيا، قال: «مؤمنون بإمكانية تحقيق المنفعة للجميع من دون إلحاق الضرر بأي طرف وعلى يقين بأن أيدينا الممدودة ستقابلها أياد ممدودة». وقال: «نثق بأن القادة الأفارقة باتوا يدركون أن 30 يونيو ثورة شعبية متكاملة الأركان انحازت فيها القوات المسلحة لإرادة الشعب»، مشددا على أن هذه الثورة «جنبت مصر حربا أهلية». وأعرب عن التقدير البالغ للحضور البارز للاتحاد الأفريقي في متابعة الانتخابات الرئاسية.وقال إن ثورة الشعب المصري في 25 يناير و30 يونيو كانت من أجل أهداف مشتركة لشعوب القارة. وأضاف: «مصر وإن غابت لبعض الوقت عن أنشطة الاتحاد إلا أن هموم قارتنا لم تغب عنها يوما لا يمكن أن ننفصل عن واقعنا الأفريقي ومصر لم تبخل يوما بأبنائها لبناء الكوادر والقدرات الأفريقية». وتعهد بأن تواصل مصر جهودها بالتعاون مع دول المنطقة لإنهاء نزاعات القارة وإعادة الإعمار والتنمية فيها. إلى ذلك، دعا الاتحاد الأفريقي في قمته في مالابو امس الى التعبئة في مواجهة تقدم الجماعات الإرهابية في قلب القارة، حيث الهجمات تؤدي إلى سقوط قتلى فيها شبه يومية. واعرب رؤساء الدول والوزراء صراحة منذ الأعمال التمهيدية للقمة التي تنتهي اليوم الجمعة عن مخاوفهم المتزايدة إزاء انتشار المجموعات الإرهابية التي تتبنى عقيدة مستوحاة من تنظيم القاعدة وتقدمها في أفريقيا. وسواء في شمال أفريقيا أو الساحل أو القرن الأفريقي وحتى مؤخرا في أفريقيا الوسطى، لا يبدو الوضع مطمئنا للأفارقة، حيث تنشط مجموعات إرهابية مسلحة في مناطق كثيرة من القارة ومن أبرزها جماعة بوكو كرام النيجيرية التي تضاعف عمليات الخطف والمجازر بحق قرويين والاعتداءات الدامية والتي باتت تنفذ عمليات خارج نيجيريا في الكاميرون المجاورة. واعرب مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي مساء امس الأول عن «قلقه الكبير» إزاء «التهديدات الإرهابية» التي تواجهها القارة. وشدد الرئيس الحالي للاتحاد رئيس موريتانيا محمد ولد عبد العزيز أمام المجلس على «خطورة التهديدات الجديدة المتمثلة في الإرهاب واللصوصية وكل انشطة التهريب غير الشرعية»، داعيا إلى اعتماد «استراتيجية شاملة للاتحاد». وتقضي هذه الاستراتيجية بحسب عبد العزيز بتعبئة موارد مالية «متناسبة» من قبل الدول وبتنسيق أفضل للآليات الإقليمية. وقال الرئيس التشادي إدريس ديبي ايتنو إن «أفريقيا تواجه مؤخرا عدوا من نوع جديد مخيفا اكثر ولا وجه له، وأعني الإرهاب المستشري حاليا في نيجيريا والصومال والذي كاد يفكك مالي». ولفت ديبي الذي ارسل قوات إلى مالي واستقبل في نجامينا طائرات من دون طيار مكلفة مطاردة عناصر بوكو حرام في نيجيريا المجاورة، إلى ضرورة أن «تضمن الدول بأنفسها امنها الفردي والجماعي» ولا تعتمد على الغربيين بشكل كامل. وتقف الحكومات الأفريقية في ليبيا وكينيا ونيجيريا وسواها فضلا عن الصومال الغارقة في الفوضى، في خط المواجهة الأول، وتبدو عاجزة تماما في مواجهة تزايد الهجمات. ويثير هذا الانتشار مخاوف بلدان كانت حتى تاريخ قريب تشعر بأنها بعيدة عن هذه المشكلة مثل غينيا الاستوائية التي تستضيف القمة وقال رئيسها تيودورو اوبيانغ نغيما مؤخرا «سنتطرق جديا لهذه المشكلة (التطرف) خلال القمة». بدوره، قال مسؤول كبير بالاتحاد الأفريقي إن القارة السوداء تحقق تقدما لتشكيل قوة عسكرية إقليمية بحلول نهاية 2015 فيما حث قادة محليون على تقليل الاعتماد على التدخل الخارجي. ودفع التأخير في تشكيل ما يعرف باسم قوة التأهب الأفريقية دولا أفريقية لطلب تدخل فرنسا للتصدي لأزمات حدثت العام الماضي في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى. وعبر مسؤولون أفارقة عن شكوكهم في أن القوة وقوامها خمسة آلاف جندي والتي طرح تشكيلها للنقاش منذ أكثر من عشر سنوات ستكون جاهزة بحلول الموعد النهائي العام المقبل وهو الموعد الذي تأجل من قبل مما دفع زعماء أفارقة للموافقة على تشكيل قوة رد سريع لسد الفراغ في العام الماضي. وقال إسماعيل الشرقاوي مفوض السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي المؤلف من 54 دولة إن أربعا من خمس كتائب إقليمية ستتشكل منها قوة التأهب وصلت لمرحلة متقدمة من الاستعداد بما في ذلك كتيبة شمال أفريقيا. وخلال اجتماع لإحياء الذكرى العاشرة لتأسيس مجلس السلم والأمن قال الشرقاوي «التقدم يتحقق نحو إعداد (قوة التأهب) بشكل كامل لتنفيذ عمليات بحلول ديسمبر 2015».(مالابو- وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©