الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المنتخبات المغمورة تقرع طبول التحدي أمام الكبار!

المنتخبات المغمورة تقرع طبول التحدي أمام الكبار!
12 يونيو 2015 23:50
الدوحة (أ ف ب) لم تكن الجولة الأولى من التصفيات المشتركة المؤهلة لكأس العالم «روسيا 2018» وكأس آسيا «الإمارات 2019» لقمة سائغة للعديد من المنتخبات الخليجية التي وقعت في مطب الفوارق الفنية المستند إلى التصنيف العالمي للمنتخبات الذي يصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» شهريا. وبخلاف الحضور الممتاز الذي أظهره المنتخب الأردني باكتساحه نظيره الطاجيكي (3-1)، والسداسية المميزة التي حققها المنتخب السوري على حساب غريمه الأفغاني، واقتناص «الأزرق» الكويتي لفوز غال من لبنان، فإن ما تبقى من نتائج أظهر أن منتخبات «غرب القارة» بدأت تعاني أمام نظرائها من الذين كانت تتفوق عليها سابقا بعدد كبير من الأهداف. وإذا كانت المؤشرات في الاستحقاقات القارية والدولية الأخيرة قد كشفت عن عمق الهوة بين منتخبات الصف الأول كاليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وإيران، فإن الجولة الأولى للتصفيات المزدوجة قد أظهرت أيضا نجاح المنتخبات المغمورة «آسيوياً» بتجسير الفوارق مع نظيراتها التي كانت في سنوات سابقة تتصدر المشهد القاري. وكان ما تعرض له المنتخب البحريني بمثابة الإنذار للبقية حين افتتح الجولة «عربياً» بخسارة غير متوقعة على الإطلاق أمام المنتخب الفلبيني الذي تقدم بهدفين نظيفين قبل أن تسعف اللحظات الأخيرة لاعب البحرين عبد الوهاب المالود في تسجيل هدف حفظ ماء الوجه في مانيلا. ورغم ما تمتع به المنتخب البحريني المصنف قارياً في المركز (13) من فترة إعداد طويلة تحت قيادة الأرجنتيني سيرجيو باتيستا، إلا أنه وقع فريسة لنظيره الذي يحتل المركز (20). ولم تكن تبريرات باتيستا بعد المباراة مقنعة بسبب الصورة الهزيلة التي ظهر عليها المنتخب، وإن كان يشفع له أنه بحاجة لمزيد من الوقت مع اللاعبين، وهذا ما وعد به، عندما أكد أن المرحلة المقبلة ستشهد تغييراً كبيراً. ولم يكن المنتخب العماني أفضل حالاً بكثير من شقيقه البحريني. وعلى الرغم من نجاحه في العودة من الهند بالنقاط الثلاثة، إلا أن ذلك لا يشفع له على الإطلاق، بعد أن حقق فوزاً هزيلاً ويضعه أمام تحديات تلميع الصورة مجدداً بخاصة أن الفرصة ستكون متاحة بسبب غيابه عن التصفيات في الجولة القادمة الثلاثاء المقبل. وكما هو الحال في عُمان، كان على الجماهير القطرية أن تعيش دقائق عصيبة قبل أن ينجح «العنابي» بتحقيق فوز قيصري على نظيره المالديفي المصنف (39) في مباراة احتاج خلالها العنابي إلى 98 دقيقة كي يهز شباك المنتخب المضيف الذي كاد ينجح لاعبوه في نصب فخ غير متوقع للمنتخب القطري الطامح الى بلوغ المونديال المقبل في روسيا قبل أن تستضيفها بلاده عام 2022. ويبدو أن العنابي سيكون بحاجة إلى الكثير من العمل في الأسابيع المقبلة، بخاصة أن المستوى الفني كان مخيبا للآمال لمنتخب عائد للتو من معسكر رفيع المستوى في (مركز سانت جورج بارك) للتدريب في ستافوردشير ببريطانيا، وهو المقر الرسمي لاستعدادات المنتخب الإنجليزي قبل البطولات الرسمية والمهمة. وكان العنابي قد تلقى خلال المعسكر الخسارة في مباراته الودية الثانية أمام المنتخب الاسكتلندي المصنف (28 عالميا) بهدف نظيف علما انه سبق وتعادل مع منتخب أيرلندا الشمالية بهدف لمثله. وإذا كان هناك من التمس الأعذار للمدرب الأوروجواياني دانيال كارينيو الذي تسلم تدريب العنابي قبل نحو شهر تقريبا، وهي فترة غير كافية على الإطلاق للإعداد وفرض الأسلوب، لكن قوله بعد المباراة بضرورة «أن نستفاد، وأن نتعلم من كل التجارب ومن كل المباريات»، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المباريات ستكون صعبة والنتائج ستبقى هي الأهم. وإذا كان العنابي قد عانى الأمرين أمام المالديف، فإن «الأخضر» السعودي بطل آسيا (3 مرات) والمصنف (10) كان قاب قوسين أو أدنى من الخروج متعادلاً مع المنتخب الفلسطيني (14) بعدما قلب الأخير تأخره من (0-2) إلى (2-2).. قبل أن ينّسل «المتألق» محمد السهلاوي من بين مدافعي «الفدائي» مانحاً الأخضر فوزاً صعباً، برّره المدرب فيصل البدين بقوله، إن المنتخب الضيف لجأ إلى التراجع في منطقته، و«هذا لم يساعدنا على زيادة غلة الأهداف حتى في ظل تقدمنا بالنتيجة». ويعتبر صالح الداوود اللاعب الدولي السعودي سابقا أن المؤشر بات خطيراً بالفعل ويقول:«علينا الإعتراف أننا تراجعنا، صحيح أن المنتخبات التي كانت ضعيفة تحسنت بشكل طفيف، لكن أعتقد أن مستويات منتخباتنا باتت تحتاج إلى وقفة». ويعلق الداوود، الذي شارك مع الأخضر السعودي في مونديال 1994، على هذا التراجع بالقول: «الأسباب تعددت ويأتي في مقدمتها، عدم الاستقرار الذي تعانيه منتخبات المنطقة على مستوى المدربين واللاعبين، فمن النادر أن نجد منتخباً يخوض مباراة بتشكيلة ثابتة لخمس مباريات متتالية». ويلفت الداوود الذي تواجد في صفوف المنتخب السعودي حين أحرز كأس الخليج لأول مرة عام 1994، إلى أن الموسم المنصرم كان قاسياً ومضغوطاً جداً على لاعبي المنتخبات، نظراً لإقامة كأس آسيا وكأس الخليج، فضلاً عن الدوريات المحلية وبطولة دوري أبطال آسيا، وهذا ما وضع اللاعبين في حالة من الإرهاق لأنهم لا يملكون الجهد البدني الكافي لخوض موسم مضغوط بهذا الشكل. ويتوقع صالح الداوود الذي لعب في صفوف الجيل الذهبي لفريق الشباب قبل أن يحترف مع السد القطري، أن تشهد الجولات المقبلة بعض التحسن، خاصة بالنسبة لتلك المنتخبات التي ستخوض جولتها المقبلة في سبتمبر المقبل لأن الوقت حينها سيكون كافيا لتحقيق الانسجام المطلوب بين الجهاز الفني واللاعبين. ويرى الداوود أن الصورة أصبحت أكثر تشاؤماً، وبات على المنتخبات الخليجية أن تدرك طريقها مجدداً، خاصة أن صورتها باتت معرضة لأن تهتز عند أي استحقاق أمام منتخبات كانت في الزمن القريب تُحصي عدد الأهداف التي تهز شباكها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©