تتفاعل الصحف العالمية سواء الرياضية المتخصصة أو العامة مع كأس العالم تفاعلاً استثنائياً يليق بالحدث الذي يستأثر باهتمام الملايين حول العالم، وعلى الرغم من الصعود اللافت للإعلام الموازي الذي يتمثل في مواقع التواصل الاجتماعي مثل «تويتر» و«فيس بوك» وغيرهما، إلا أن الصحافة «المطبوعة والإلكترونية» لا تزال تلعب دور البطولة في «البطولة الأهم»، وهي الرافد الأساسي لتقارير المحطات التلفزيونية وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي.. من «ماركا» الإسبانية إلى «الميرور» اللندنية، وصولاً إلى «جلوبو» البرازيلية و«أوليه» الناطقة باسم «التانجو»، نحصل على الجديد والمثير ونقدمه في «صحافة المونديال».
بعيداً عن عقوبات الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» على نجم منتخب أوروجواي وفريق ليفربول لويس سواريز الذي يعد أحد أكثر ظواهر مونديال البرازيل إثارة للجدل على المستويين السلوكي والكروي، فإن صحيفة «دايلي ميل» رصدت الأمر من زاية أخرى عبر تحليل سيكولوجي كروي كتبه مارتن صامويل، حيث أكد أن العدوانية أو ما يمكن تهذيبه بتعبير آخر، وهو«الأداء الغاضب في الملعب» كان أحد أسرار تألق الأسطورة مارادونا، في إشارة إلى أن القليل من الأداء الغاضب والحماس والرغبة في إثبات الذات حينما تمتزج مع موهبة كروية فالمحصلة تصبح لاعباً فذاً، وهذا ما حدث مع دييجو أرماندو مارادونا، أسطورة منتخب التانجو الذي صنع مجداً كروياً بمحرك «الغضب والعدوانية» في الملعب وخارجه في بعض الأحيان، فقد أصبح اللاعب الأفضل في كل العصور بإنجازاته وموهبته الخاصة، وانتزع لنفسه «كاريزما» لم يحظَ بها لاعب في تاريخ كرة القدم، ولم تكن الموهبة وحدها سبباً لهذه الكاريزما، بل يضاف إليها سلوكياته وتصرفاته الشخصية.
في الأرجنتين، بل في غالبية الدول اللاتينية الناطقة بالإسبانية، يطلقون على حالة الغضب التي ترقى في بعض الأحيان إلى حد العدوانية في الأداء كلمة «برونكا»، وهي كلمة بلا تفسير واحد مباشر، بل هي تعني كذلك الدخول في مشاجرات، والرغبة في الرد على كراهية الآخرين، والعاطفة الجياشة، والسخط على البعض، وامتلاك الدافع للانتقام والثأر، جميعها كلمات تجتمع تحت كلمة «برونكا»، وقد اعترف مارادونا في سيرته الذاتية التي حملت اسم «إل دييجو» بأن هذه الروح كانت هي الوقود الذي يفجر طاقاته في الملعب.
![]() |
|
![]() |
لقد كان سواريز غاضباً بشدة وعدوانياً إلى أقصى درجة أمام المنتخب الإنجليزي، فقد كانت لديه أعلى درجات الدافعية للانتقام من الإنجليز ومنتخبهم وجماهيرهم وصحافتهم، وعلى الرغم من خوضه المباراة وهو غير مكتمل الشفاء، إلا أن طاقة الغضب دفعته للتألق، فسجل ثنائية قاد بها أوروجواي للفوز على الأسود الثلاثة، وأكد عقب المباراة أنه في قمة السعادة والرضا عن النفس لأنه انتقم من الإنجليز، في إشارة إلى أن الصحافة الإنجليزية تقف خلف تشويه صورته والإساءة إليه.
![]() |
|
![]() |