الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

3 عوامل رئيسية تعطل «القوة الهجومية» الفرنسية

3 عوامل رئيسية تعطل «القوة الهجومية» الفرنسية
27 يونيو 2014 01:36
رؤية فنية: إسماعيل مطر إعداد - محمد سيد أحمد يقدم نجم الكرة الإماراتية إسماعيل مطر رؤية فنية ضمن فريق «الاتحاد» التحليلي لمباريات المجموعتين الأولى والخامسة لمونديال البرازيل حيث يكشف بخبرته الكبيرة في الملاعب الأسرار الفنية والتكتيكية ويتناول التفاصيل الصغيرة التي ترجح الكفة هنا وهناك ويعد إسماعيل مطر واحداً من أنجب اللاعبين الذين قدمتهم الكرة الإماراتية وبرزت موهبته في مونديال الناشئين 2003 الذي استضافته الإمارات واختير أفضل لاعب فيه وقاد بعد ذلك ناديه الوحدة إلى الفوز بلقبي دوري والمشاركة في كأس العالم للأندية بينما كانت له بصمة واضحة خلال المشاركة في أولمبياد لندن والتتويج ببطولتي كأس الخليج مرتين. أدى ضمان المنتخب الفرنسي للتواجد في ثمن النهائي، والتغييرات العديدة التي أجراها مدربه ديديه ديشامب، ثم بحث عدد من اللاعبين عن إنجاز شخصي بالتسجيل في مناسبات عديدة، والسرعة والتسرع في أحيان كثيرة، دورا مهما في الخروج بالتعادل السلبي أمام الإكوادور، الذي رغم النقص الذي لعب به بعد طرد لاعبه فالنسيا في توقيت مبكر من الشوط الثاني، كان الأخطر على المرمى من الديك الفرنسي في مناسبات عديدة خلال المباراة بالذات في الشوط الثاني. ولم تكن المباراة في مجملها في المستوى المطلوب، وشهدت سلبيات عديدة تجاوزت الإطار الفني إلى العنف والتهور في اللعب في حالات كثيرة خلال اللقاء. وأكد المنتخب الفرنسي أنه لا يظهر قيمته الحقيقية، أو يتألق بشكل لافت أمام المنتخبات الأقل مستوى منه، فظهر بمستوى شبيه بما قدمه في مباراته الاولى أمام هندوراس، بعكس المستوى المميز الذي قدمه أمام سويسرا المنافس الأقوى، وأيضا لعبت التغييرات الكثيرة في التشكيلة الاساسية، دورا لكنه ليس بالكبير، بدليل أن المنتخب استحوذ على الملعب بشكل كبير، وصنع كثيرا من الفرص، لكن مشكلته كانت في إنهاء الهجمة بنجاح وعدم القدرة على فك الصلابة الدفاعية للمنافس، الذي لعب حارسه أليكساندر الذي منع أكثر 8 فرص. وافتقد منتخب فرنسا بشدة إلى الإيقاع السهل في اللعب بشكل عام، وفي إنهاء الهجمة بشكل خاص، وتحديدا في هذه المباراة التي لم يكن خطيرا فيها على المرمى الإكوادوري بالدرجة المطلوبة. وتطرح الحالة الهجومية التي كان عليها منتخب فرنسا تساؤلا مهما، حول قدرة البدلاء على التعويض في الفترة المقبلة، والتي ستكون المهمة فيها أصعب بكثير، فهل سيكون الاعتماد على المجموعة الاساسية فقط، والتي تضم 11 لاعبا، أم أن ما حدث أمام الإكوادور يعد حالة استثنائية لدخول الفريق إلى الملعب وهو قد ضمن تأهله للدور الثاني من البطولة، وإن كان يحسب لديشامب العمل الجيد الذي قام به خط الدفاع الذي قام به ضمن 6 تبديلات أجراها على التشكيلة في هذه المباراة. أما منتخب الإكوادور، فرغم السيطرة الميدانية الكبيرة للمنتخب الفرنسي، إلا أنه لم يكن سيئا على الإطلاق وقدم مباراة متميزة بالذات في الشق الدفاعي، والهجمات المرتدة السريعة التي كانت الأخطر في المباراة، وكان من الممكن أن يخطف عبرها أكثر من هدف، لكن أنانية بعض لاعبيه من جهة وغياب التركيز في اللمسة الأخيرة لعبا دورا مهما في حرمان الفريق من التسجيل. ولم يكن التعادل منصفا للإكوادور، الذي أظهر قدرات دفاعية كبيرة، تمكن عبرها من كبح جماح الآلة الهجومية الفرنسية، التي كانت تعاني كثيرا في الوصول إلى المرمى، ليحرج الفرنسيين طيلة زمن المباراة، ويكون قريبا جدا من الفوز، لكن ظروف المباراة نفسها لم تخدمه كثيرا. ولعب طرد قائده أنتوني فالنسيا دورا في خروجه بهذا التعادل الذي أطاح به خارج البطولة، وهو فريق يستحق الإشادة على الأسلوب الذي لعب به وتمكن من خلاله أن يتحدى النقص العددي أمام منافس كبير. أجمل هدف «قذيفة» تفتح طريق التأهل انحصر سباق الأهداف خلال مباريات الجولة الأخيرة للمجموعة الخامسة في مباراة سويسرا وهندوراس، بينما كانت المباراة الأخرى بين فرنسا والإكوادور «سلبية» في كل شيء، وحملت «الثلاثية» توقيع شاكيري، وجاءت جميعها جميلة، لكن أجملها على الإطلاق هو الهدف الأول الذي أحرزه بقذيفة لا تصد أو ترد من خارج منطقة الجزاء ضربت في بسقف العارضة قبل أن تعانق الشباك. وجاءت التسديدة بعد توغل من شاكيري الذي راوغ أكثر من لاعب وهو يبحث عن المكان المناسب للتسديدة التي جاءت قوية ودقيقة، لم يتمكن الحارس الهندوراسي من فعل شيء معها. ولا يقل الهدفان الثاني والثالث لشاكيري روعة عن هدفه الأول، حيث جاء الهدف الثاني من هجمة مرتدة، وكان التنظيم السويسري فيها في قمته، حيث مرر أينلر الكرة إلى درميتش وهيأها الأخير إلى شاكيري الذي أرسلها قوية بيسراه في المرمى هدفا جميلا، أما الهدف الثالث فلعبت فيه مهارة دروميتش بالمراوغة قبل أن يكرر إلى شاكيري الذي سدد هذه المرمى بالقدم اليمني في المرمى. (أبوظبي - الاتحاد) ظاهرة الجولة عنف وتهور من دون مبرر! لم تكتف مباراة فرنسا والإكوادور بالضعف الفني فقط، بل شهدت عنفاً حمل صفة «التعمد» في بعض الأحيان والتهور في أحيان أخرى، وكان من المفترض أن تظهر البطاقات الملونة في حالات عديدة وليس في حالة واحدة فقط، عندما تدخل أنطونيو فالنسيا قائد الإكوادور بتهور مع الفرسي جريزمان، ومن الحالات التي مرت على طاقم تحكيم اللقاء، ضرب الفرنسي ساخو للإكوادوري ميندا، ومواطنه أيوفي مع باكاري سانيا، بجانب أكثر من حالة كان فيها المهاجم الفرنسي جيرو يستخدم مرفقه متعمداً إيذاء المنافس. ومن المفارقات في هذه المباراة المتواضعة التي شهدت لعباً على الأجساد وعنفاً غير مبرر، أن حالة الطرد الوحيدة جاءت من دخول متهور لم يكن متعمداً، بينما كانت بقية الحالات عن قصد. وإذا كان منتخب الإكوادور قد غادر البطولة، فإن لاعبين مثل ساخو وجيرو، مطالبون بتفادي هذه الظاهرة غير الرياضية في الفترة المقبلة، لأن كلفتها قد تكون كبيرة، خاصة أنها ستقابل بالحسم في الأدوار المقبلة من البطولة. (أبوظبي -الاتحاد) سوبر ستار شاكيري .. «القائد الهداف» قدم جيردان شاكيري واحدة من أجمل مبارياته، وخطف الأضواء في الجولة الأخيرة من مباريات المجموعة ليستحق النجومية بامتياز بالثلاثية التي أحرزها في مرمى الهندوراس، وعكست موهبته الكبيرة كمهاجم من طراز فريد. وأمام هندوراس قدم شاكيري مستوى استثنائياً، وظف خلاله قدراته الكبيرة في التسديد والاختراق، واستغلال المساحات والترجمة الجيدة للفرص في مرمى المنافس، ويعد اللاعب الذي لم يتجاوز 22 عاماً مهاجماً متكاملاً، يمتلك المهارة القوة في التسديد بالذات بالقدم اليسرى، وهو ورقة رابحة في منتخب بلاده فقط تحتاج للعمل من أجلها بصناعة الأهداف التي برع فيها في هذه المباراة، بالذات زميله في الهجوم درميتش الذي قدم مساندة كبيرة لشاكيري، وساهم بفعالية في الفوز الكبير. والثلاثية التي أحرزها شاكيري في مرمى الهندوراس كانت متنوعة وجميلة، ظهرت فيها القدرات الكبيرة التي يتمتع بها، وترجمت الاستراتيجية التي أعتمد عليها فريقه في اللعب في هذه المباراة، في غلق المناطق المؤدية إلى مرماه، والتحول السريع إلى الهجوم، بتوظيف قدرات شاكيري بشكل جيد. يذكر أن شاكيري انضم إلى المنتخب السويسري، وعمره 18 سنة، وأصبح من عناصره الأساسية، وبجانب قيادته بلاده إلى ثمن النهائي حقق إنجازاً شخصياً بدخول نادي «الهاتريك» في المونديال. (أبوظبي - الاتحاد) فوز ثلاثي دون معاناة كبيرة قوة هندوراس «البدنية» لا توقف «التفوق الفني» السويسري لم يعانِ المنتخب السويسري كثيرا من أجل حسم مواجهته أمام منتخب هندوراس المتواضع، «أضعف منتخبات المجموعة الخامسة»، وحجز مقعده في ثمن النهائي، واستحق الفوز الكبير الذي يدين به لنجميه شاكيري صاحب «الهاتريك» ودرميتش الذي قدم مباراة كبيرة. فقد ظهرت الفوارق الفنية الكبيرة بين المنتخبين بوضوح خلال مجريات اللقاء، حيث كان التفوق دائما للمنتخب السويسري، بعكس منتخب هندوراس الذي تواصلت مشاكله الدفاعية للمباراة الثالثة على التوالي، ولم يجد حلا أما الحالة التهديفية الاستثنائية لشاكيري. ومن أهم الأسلحة التي ساعدت سويسرا وسهلت مهمة الفوز، الإجادة في إغلاق الملعب والتحول السريع بعد افتقاد الكرة في الهجمة المرتدة، والذي ركز فيه على العمق مستغلا الحالة الدفاعية السيئة والضعيفة للمنافس، ليجد المساحات الواسعة، التي استغلت بشكل مثالي وترجمت بشكل جيد في المرمى عبر شاكيري، وكان من الممكن أن تكون الحصيلة أكبر، لولا عدم التوفيق في أكثر من فرصة للمنتخب السويسري. واستفاد المنتخب السويسري جيدا من الأخطاء التي وقع فيها في مباراته السابقة أمام فرنسا، وعاد لطريقة لعبه التي يجيدها، بالعمل المنظم في المناطق الخلفية، واستغلال السرعة والمهارة في التحول بالكرة إلى الهجوم، ليحقق مبتغاة في هذه المباراة، التي تألق فيها الحارس الهندوراسي فاياداريس بالتصدي لأكثر من فرصة حقيقية للمنتخب السويسري، الذي كان حضوره قويا، وأثبت أنه يملك الحل، وقد أفادته دكة البدلاء كثيرا، كما أن الواقعية والعمل وفق الأسلوب الذي يجيده أعاده إلى الحياة في المونديال من جديد. وكانت التغييرات التي أجراها الألماني هاتسفيلد، مدرب المنتخب السويسري، على التشكيلة التي منيت بالخسارة القاسية أمام فرنسا، قوة دفع للمنتخب، سواء كان فابيان شار في الدفاع أو درميتش في الهجوم، وخاصة الأخير الذي قدم مباراة جميلة، وكان له دور مهم ومؤثر في الفوز، الذي أعاد الثقة للمنتخب الذي ينتظره تحديا كبيرا وقويا في دور الـ16 أمام الأرجنتين. وبالمقابل، فإن هندوراس ورغم استقباله لثلاثة أهداف لم يكن سيئا، باستثناء منظومته الدفاعية، وقد ظهر في الشوط الثاني بشكل جيد وقدم مردودا كبيرا في الجانب الهجومي وأهدر له بنجستون فرصتين خطيرتين، لكن المنتخب حافظ على أسلوبه في اللعب العنيف، ولم يتمكن من إيقاف الهجوم السويسري المضاد. لكن المحصلة النهائية أن هندوراس، وإن كان قد قدم مستويات جيدة في بعض الأوقات خلال مبارياته الثلاث، لكن استقباله لـ8 أهداف يعكس بوضوح الحالة الدفاعية السيئة للفريق، الذي كانت الفوارق الفنية والمهارية كبيرة بينه وبين بقية المنافسين، لتكون هزيمته من بقية أطراف المجموعة منطقية، قياسا بالقدرات التي يتمتع بها، وقد برهن أن الطريقة التي يلعب بها والتي يشكل اللعب البدني القوي والعنيف طابعها المميز، ليست مجدية، لوقف التفوق الفني. (أبوظبي- الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©