القاهرة-الاتحاد: فجر انتحاريان من بدو سيناء نفسيهما أمس بدوريتين للشرطة المصرية والقوة المتعددة الجنسيات في منطقة الجورة شمال سيناء بعد اقل من يومين من التفجيرات الارهابية التي استهدفت المنتجع السياحي في دهب والتي عادت التحقيقات وعززت فرضية تنفيذها 'انتحاريا'· في وقت نفت السلطات الامنية ما تردد عن تعرض كمين للشرطة الى اطلاق نار عند مدخل مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، كما سارعت الحكومة المصرية الى نفي ما تردد عن استقالة وزير الداخلية حبيب العادلي·
وتعددت الروايات حول الهجومين الانتحاريين في سيناء، فقد قال مصدر أمني لـ'الاتحاد' أنه اثناء عودة بعض ضباط الجوازات يرافقهم عدد من افراد القوة المتعددة في سيارة من مطار الجورة حيث كانوا يقومون بانهاء اجراءات سفر اقترب شخص يحمل عبوة ناسفة وقام بتفجير نفسه لكن من دون اي يؤدي ذلك الى حدوث اصابات حيث اقتصرت الاضرار على تهشم زجاج السيارة، وأضاف انه بعد نحو 20 دقيقة واثناء توجه ضباط من مديرية أمن شمال سيناء للتحقيق بالحادث حاول احد البدو الذي كان يستقل دراجة بخارية اعتراض سيارتهم بعبوة ناسفة انفجرت فيه وادت الى مقتله واصابة ثلاثة عناصر للشرطة بجروح طفيفة·
اما رواية وزارة الداخلية، فقد اشارت الى ان الانتحاري الاول فجر نفسه عند مرور آلية تقل ضابطا مصريا واثنين من افراد القوة المتعددة في منطقة الجورة من دون ان يؤدي ذلك الى وقوع اصابات، واضافت ان الانتحاري الثاني الذي كان على دراجة نارية فجر نفسه في منطقة الشبانة غرب الجورة عند مرور ضابطين مصريين في طريقهما الى موقع الهجوم الاول، لكن لم تحدث أي اصابات او اضرار· فيما قال محافظ شمال سيناء احمد عبد الحميد ان الهجومين وقعا بفارق عشرين دقيقة على مسافة 15 كلم الواحد عن الآخر·
لكن رواية القوة المتعددة اختلفت قليلا، حيث قال المتحدث باسمها ايان باكسنديل ان الهجوم الاول الحق اضرارا بآليتين تابعتين للقوة كانتا متوجهتين من رفح على الحدود مع قطاع غزة الى الجورة حيث قاعدة القوة، واضاف 'كانت الآليتان على مسافة نحو 5 كيلومترات من الجورة بالقرب من العريش ولم يقع ضحايا'، مشيرا الى وجود فريق محققين حاليا في الموقع· في حين كانت هناك رواية اخرى اعلنتها الاذاعة الاسرائيلية حيث قالت ان مسلحين فجرا نفسيهما لدى مرور سيارات عسكرية قرب قاعدة للقوة المتعددة والشرطة المصرية قرب معبر كرم ابوسالم مما ادى الى اصابة اثنين من افراد القوة هما نرويجي ونيوزيلندي وشرطيين اسرائيليين·
الى ذلك، ارتفع عدد الموقوفين للاشتباه بعلاقتهم بتفجيرات منتجع دهب السياحي الى 30 شخصا· في وقت وضعت اجهزة البحث الجنائي يدها على مؤشرات قوية تفيد بان ثلاثة انتحاريين نفذوا التفجيرات، حيث عثر على ثلاثة رؤوس بشرية في المكان بينها رأسان انتشلا من البحر، كما عثر على بطاقة شخصية تحمل اسم عيد عطا سليمان من بدو سيناء تجري حاليا عمليات فحص الحمض النووي لتحديد هوية صاحبها·
واشارت التحقيقات الاولية الى ان عدد منفذي تفجيرات دهب ربما يتراوح بين 7 الى 9 افراد، وقالت انه تم العثور على رأس أحدهم مفصولة عن جسده فوق أحد الأسطح المجاورة لمكان التفجيرات وتم التعرف على صاحبها بواسطة شاهد عيان 'رسام' وضع أوصافا كاملة لأحد الذين كان يحمل حقيبة سوداء كبيرة يوحي شكلها أنها تحوي شيئا ثقيلا· وقال الرسام 'كنت أجلس في مرسمي كما اعتدت دائما وفي نحو الساعة السابعة مساء رأيت 3 أشخاص أحدهم يحمل حقيبة سوداء لفت انتباهي مما جعلني أذكر ملامحه جيدا، حيث تلكأ بعض الوقت أمام المرسم حتى ظننته يريد مغازلة دانماركية تتردد على المرسم وانطبعت صورته في ذهني وكان سنه يقارب الـ23 أو 24 عاما ويرتدي تي شيرت وشورت وسلسلة في رقبته وأخرى في معصمه وبعد وقوع الانفجارات لم أر لهم اثرا وسط الزحام فتحول الشك الى يقين بأنهم لا بد وأن يكون لهم صلة بالحادث وأدليت بأقوالي للشرطة فطلبوا مني رسم صورهم ولكن لم أكن متأكدا الا من ملامح الشاب الذي كان يحمل الحقيبة ورسمته مساء الحادث، ثم عثروا على رأس أحد الاشخاص واستدعوني لاؤكد أن هذا هو الشخص الذي رأيته'·
وربطت مصادر امنية بين تفجيرات دهب والجورة وبين تفجيرات شرم الشيخ من خلال اتباع نفس الاسلوب، مما يؤكد أن المنفذين من الفلول الهاربة خاصة وأن هناك ثلاثة منهم لا تزال قوات الأمن تواصل جهودها في البحث عنهم وهم نصر خميس الملاحي وعيد سلامة الطراوي ومحمد عبد الله أبوجرير من بدو سيناء· ورجحت المصادر ان يكون الانتحاريون في هجومي امس من بين الارهابيين الفارين أو من الخلية التي تضمهم وجميعهم من الهاربين بالجبال·
وقالت المصادر إن عثور الاجهزة الامنية على أشلاء الانتحاريين منفذي هجمات الجورة سيساعد أجهزة البحث الجنائي بالتعرف على الجناة والوصول الي مدبري ومخططي العمليات الارهابية خاصة وأن جثة أحدهما انشطرت لنصفين ويسهل التعرف عليها، فيما لم يتبق من الجثة الثانية سوى الرأس· وابدى المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء مجدي راضي اعتقاده بوجود علاقة بين التفجيرين في الجورة ودهب، ونفى صحة ما تردد عن اقالة وزير الداخلية حبيب العادلي على خلفية التفجيرات بعد لقائه رئيس الوزراء أحمد نظيف لمدة ساعة·
ونفت وزارة الداخلية ما تردد نقلا عن مصدر امني بان مجهولين هاجموا بالاسلحة الالية موقعا للشرطة في بلبيس شمال القاهرة بدون سقوط ضحايا ولا اضرار، كما نفى مكتب محافظ الشرقية أنباء تبادل اطلاق النار بين الشرطة ومسلحين في بلبيس· وكانت قناة الجزيرة الفضائية أفادت أن هجوما نفذ على كمين للشرطة في المنطقة حيث أطلق مجهولون النار على أفراد الكمين وألقوا قنبلة عليه·
عدد اليوم
