الجزيرة والنصر «المهاجم الوحيد» في مهمة إنقاذ «الجريحين»!

مصطفى الديب (أبوظبي) لم يتلق الجزيرة حامل اللقب أي خسارة في الموسم الماضي، إلا أمام النصر في «الجولة 12» للبطولة، ولكنها كانت بداية الطريق إلى «الدرع»، لأنها منحت «فخر أبوظبي» قوة دفع كبيرة، وحقق الفوز على أقرب منافسيه العين والأهلي عقب هذه «الكبوة» مباشرة! وتختلف مباراة اليوم شكلاً ومضموناً عن المواجهة الماضية، حيث تقام في الجولة الثالثة، كما أن الفريقين يعتبران جريحين، حيث خسر الجزيرة أمام دبا الفجيرة في مفاجأة كبيرة، والنصر أمام الوحدة، وليس «جرح الخسارة»، هو وجه الشبه الوحيد بين الفريقين، وبداية كل منهما متذبذبة إلى حد كبير، ولم يجمع «العميد» إلا نقطة واحدة من «تعادل باهت» أمام الشارقة، فيما حصد الجزيرة ثلاث نقاط، من فوز صعب على عجمان في انطلاقة البطولة. وتعد أوراق الرهان شبيهة إلى حد كبير بين الفريقين، وكل مدرب يعول كثيراً على المهاجم القناص، وفي الجزيرة الآمال معقودة على عودة علي مبخوت، لقيادة هجوم الفريق، وفي النصر لا يزال الآمل يراود عشاقه لانتفاضة قوية للبرازيلي فاندرلي. وطريقة اللعب أيضاً متشابهة إلى درجة كبيرة، يلعب كل فريق بمهاجم واحد، ويعتمد المدربان على سرعة علي مبخوت في الجزيرة وفاندرلي في النصر. وتعد مواجهة اليوم بوابة كل طرف للعودة مجدداً للعروض القوية، ويسعى الفريقان إلى تحقيق الفوز، خاصة أن الخسارة تعني المزيد من التراجع، سواء للجزيرة البطل الذي يسعى لعودة قوية أو النصر الذي يطمح إلى الدخول في صلب المنافسة قبل الخروج مبكراً عن القضبان المؤدية للبطولة، وتبقى كلمة السر في تحقيق طموح طل فريق مرهونة بحالة كل من علي مبخوت في الجزيرة وفاندرلي في النصر. مبخوت «الناشط» الوحيد في «توب 10» تشعل الرغبة في فض الاشتباك القائم بين مبخوت، والغاني أسامواه جيان لاعب العين والأهلي السابق على المركز الثامن لقائمة «توب 10» لهدافي الدوري، العودة المرتقبة لـ«مبخوت الجزيرة»، بعد غيابه عن مباراة الجولة الماضية أمام دبا الفجيرة، ويتقاسم مبخوت وجيان المركز الثامن لقائمة «توب 10» برصيد 101 هدف لكل منهما، بعدما تخطى مهاجم الجزيرة حاجز الـ100 في مباراة الجولة الأولى لفريقه أمام عجمان 2-1، ويعد مبخوت «الناشط» الوحيد من لاعبي قائمة «توب 10»، والتي ضمت ثمانية لاعبين معتزلين، بقيادة فهد خميس «الهداف التاريخي»، إلى جانب «الثنائي الأجنبي» الغاني جيان، والبرازيلي أندرسون ضمن «عظماء الهدافين». الياسي «اللمسة الحاسمة» يقدم أحمد إبراهيم الياسي، أداء قوياً منذ عودته من الإصابة، وبدا واضحاً أن «الرجل السريع» جاهز لتنفيذ المهام الهجومية والدفاعية بكل كفاءة وقدرة على الموازنة بينهما، حيث أصبح صاحب أول تمريرة حاسمة للنصر الموسم الحالي. ويخوض الياسي أمام الجزيرة مباراته رقم 140 في دوري الخليج العربي، وذلك في مشوار طويل برز وقتها في عجمان قبل أن يكمل مسيرته مع «العميد». فارس: الخسارة ممنوعة على «ملعب الانتصارات» أبوظبي (الاتحاد) أكد فارس جمعة، لاعب الجزيرة والمنتخب الوطني، أن الخسارة ممنوعة على ملعب محمد بن زايد معقل الفريق، وقال: «لم نخسر أي مباراة على (ملعب الانتصارات) في الموسم الماضي»، وقال: «سوف نقاتل للحفاظ على سجل خالٍ من الهزائم على هذا الملعب»، مشيراً إلى أن الجميع تعاهد على أن تكون مباراة اليوم، هي بوابة عودة «فخر أبوظبي» القوية. وتابع: «خسرنا أمام دبا الفجيرة، وندرك تماماً أنها كانت مفاجأة لجميع، ولكن (رب ضارة نافعة)، والخسارة في البداية ستكون بمثابة إنذار مبكر للفريق، من أجل العودة بقوة، والسعي نحو علاج الأخطاء»، وطالب الجماهير بالالتفاف حول الفريق في الوقت الراهن، مؤكداً أنه الوقت المثالي للوجود في المباريات. مبارك: الوضع لا يحتاج تضخيماً ! دبي (الاتحاد) أوضح خليفة مبارك، مدافع النصر، أن وضعية فريقه على الرغم من حصده نقطة واحدة فقط في مستهل المشوار، لا تحتاج كل هذا التضخيم، وقال: ««العميد» يؤدي بصورة جيدة، وإن كانت النتائج لا تخدمه، حيث واجهنا فريقاً دافع بـ11 لاعباً، حينما لعبنا أمام الشارقة، فيما أجبرنا الوحدة على التراجع إلى نصف ملعبه، طوال الشوط الثاني، وبالتالي فإننا نؤدي المطلوب منا، والنتائج ستتحقق». ووجه المدافع رسالة للجزيرة، أكد فيها أنه يتطلع إلى هز الشباك مرة أخرى!، وقال: «الهدف الذي سجلته في الموسم الماضي راسخ في ذاكرتي، وأتطلع للتسجيل مرة أخرى». وأضاف: «حينما يخسر الفريق الجميع يلوم المدافعين، ولكن وقت الانتصار الإشادة بالمهاجمين». رؤية فنية «الدفاع المفتوح» ...هجمات قليلة وأهداف كثيرة ! عمرو عبيد (القاهرة) لا يمكن اعتبار الجزيرة والنصر من الفرق التي تعرضت لكثير من الهجمات أو المحاولات الغزيرة على المرمى، خلال الجولتين السابقتين، فلم يظهر أي منهما ضمن أكثر خمسة فرق تعرضاً للتهديد الهجومي من المنافسين، حيث تعرض «فخر أبوظبي» لـ 9 تسديدات في المباراتين، مقابل 6 كرات على مرمى «العميد»، ومع ذلك استقبل مرمى كل منهما هدفين، كانا سبباً في تعرض حامل اللقب لاهتزاز شباكه في المواجهتين، وتلقى خسارته الأولى في الجولة الثانية، ورغم أن أحمد شمبيه تمكن من الخروج بشباك نظيفة في افتتاح الدوري، فإن مرماه تعرض لإصابتين من إجمالي 5 تسديدات كلفته خسارة مواجهة «العنابي». وتسببت الجبهة اليسرى الدفاعية لـ «العميد» في الهزيمة أمام «أصحاب السعادة»، في حين كان العمق الدفاعي لـ «فخر أبوظبي» غير ناجح في التعامل مع مرتدة «البرتقالي» وركنية «النواخذة»، والأخيرة كلفت الجزيرة نقاط المباراة كاملة، وبدا واضحاً أن دفاع الفريقين كان مفتوحاً أمام اختراقات المنافسين، والتسجيل من داخل منطقة الجزاء. على الجانب الآخر، لم يقدم بطل الدوري الموسم السابق، الأداء الهجومي المنتظر منه، خاصة في ظل الغيابات التي ضربت صفوفه في الجولة الثانية، وأمام دبا الفجيرة لم يتمكن «فخر أبوظبي» من تهديد مرمى منافسه من داخل المنطقة، إذ اكتفى بثلاث محاولات من خارجها. أما «العميد»، فقد أهدر مهاجمه البرازيلي مارسيلو 3 فرص تهديفية على الأقل أمام «العنابي»، بسبب عدم التركيز في اللمسة الأخيرة، رغم غزارة تسديداته التي بلغت 5 محاولات. عبيد: المرتدات السلاح المناسب لبطل الدوري أبوظبي (الاتحاد) أكد صالح عبيد محلل قناة أبوظبي الرياضية، وقائد الجزيرة السابق، أن عودة «فخر أبوظبي» إلى الطريقة القديمة في اللعب، أمر مناسب للظروف الحالية، وشدد على أن الاعتماد على المرتدات هو الأنسب لبطل الدوري، خاصة أن الحالة البدنية لعدد من اللاعبين، لا تسمح بتنفيذ مخططات جديدة. وشدد على أن هناك مساحات واسعة في الوسط والدفاع بالفريق، بسبب عدم الانسجام بين ديارا والآخرين، واللعب بطريقة هجومية يعني استغلال النصر لهذه المساحات بصورة جيدة، في ظل امتلاكه لعنصر متميزة مثل فاندرلي. وأشار إلى ضرورة العودة إلى الاعتماد على سرعات علي مبخوت ومهارته في استغلال الكرات الطولية، حتى ولو بصورة مؤقتة، لحين عودة الفريق لحالته الطبيعية فنياً وبدنياً، وشدد على أن حالة عدم الانسجام بين الثلاثي الجديد رشيدوف ورمارينهو وديارا، هي السبب الرئيس، في حالة عدم الاتزان التي يعيشها الجزيرة حالياً، وعلى المدرب التعامل بحذر مع سرعات لاعبي النصر في المقدمة. نصيب: من غير المنطق إرسال الكرة لمهاجم بين المدافعين ! دبي (الاتحاد) أكد إسماعيل نصيب، لاعب النصر السابق، أهمية التزام النصر بأسلوبه التكتيكي تحديداً في مباراة الجزيرة، وعدم الالتفات إلى عامل فقدان الثقة، وقال: «العميد» يلعب جيداً من ناحية الاستحواذ على الكرة وتحركات لاعبيه عبر الزيادة العددية في منطقة جزاء الخصم، وإن لم يحالفه التوفيق كثيرا في ترجمة هذا الأمر إلى أهداف، فإنه بحاجة أكثر للالتزام بهذا النهج أمام الجزيرة الذي يتوقع أن تساهم انطلاقات لاعبيه في ترك فراغات في المناطق الخلفية. وأوضح نصيب، أن فاندرلي بحاجة للمزيد من التحرر داخل منطقة الجزاء، وذلك يمكن أن يتحقق في حال تحرك الفريق بأكمله، حيث من غير المنطقي إرسال الكرة له وهو بين المدافعين وانتظار أمر سحري منه، يجب أن تكون هناك تحركات من الأطراف واندفاع في حالة الهجوم من أجل إيجاد مساحات لتهيئة الكرة سواء له، أو اللاعبين القادمين معه وأبرزهم مارسيلو سيرينو وجاسم يعقوب أو سالم صالح. واعتبر نصيب، أن برانديللي يمتلك القدرة اللازمة لقراءة وتحليل الفريق الخصم، وربما يقوم ببعض التغييرات في خط الوسط من أجل العمل على كسر التواصل بين المناطق الخلفية والأمامية للمنافس.