فاطمة عطفة (أبوظبي)
تشكل الفراشة أجمل الكائنات الصغيرة في الطبيعة، سواء بألوان أجنحتها أو حركاتها الرشيقة في الطيران بين الأزهار والنباتات بالحدائق والمروج، وهي تجتذب اهتمام الأطفال حيث يقلدون تنقلات أسرابها في لعبهم، وحركات الفراشات الراقصة بألوانها الزاهية وأشكالها المختلفة، بين صغيرة وكبيرة، جعلت بعض الأطفال يتفاعلون معها ويقلدونها في مشاهد من عرض «الفراشات» المسرحي الذي افتتح أمس الأول في قاعة «الصندوق الأسود، في مركز الفنون بجامعة نيويورك أبوظبي، والذي قدمته فرقة الأداء الإيطالية «كومبانيا تي بي أو» وسوف يختم مساء اليوم عرضه الثالث في القاعة ذاتها.
زقزقات وأغانٍ
أُعدت قاعة العرض بشكل يشبه أثاث البيت التراثي الإماراتي، حيث جلس المتفرجون على مدرجات المسرح المنخفضة، بينما جلس الأطفال على الأرض المفروشة بحيث تمكن عدد بعضهم من مشاركة الراقصتين في أداء المشاهد التي جسدتها ممثلتان بخفة وحركات خفيفة وكأنهما ترسمان لوحات وسط طبيعة خضراء مليئة بالفراشات الصغيرة التي تصدر أصواتا وزقزقات تشبه أغاني صرار الليل أيام الحصاد.
تصميم المسرح بدا كأنه مجال طبيعي لمرح الفراشات، وهو من بساط أبيض مغلف في الوسط والجهتين المتقابلتين، بحيث تنعكس الصور الملونة على المكان، بينما تتحرك الراقصتان الرشيقتان على أرجاء أرضية المسرح ليرى الجمهور، والأطفال من عمر 4 - 8 سنوات، روعة الحركات الدقيقة والمتناسقة عندما تتحول اليرقة إلى فراشة جميلة الألوان.
اندماج الصغار
وجاء تخصيص قاعة «الصندوق الأسود» لتقديم عرض «الفراشات» لكونها تعد المكان المناسب لاحتضان مثل هذه العروض، نظرا لما فيها من وسائط وتقنيات متعددة في استخدام الصوت والموسيقى والرقص والصور. وتدور فكرة العمل حول دورة حياة «الفراشة» ونموها من بويضة إلى يرقة حتى تتحول إلى فراشة زاهية الألوان ضمن بيئة تفاعلية وإسقاطات ضوئية وصوتية رائعة، وقد أبدعت الراقصتان في أداء العرض لتشكلا مع محيطهما لوحات فنية موحية بفضاء افتراضي أمام الجمهور، وتمكين الأطفال من التفاعل والمشاركة في بعض مشاهد العرض.
يمتاز هذا العرض المسرحي الذي استرعى إعجاب الكبار، بأنه منح الصغار فرصة الاندماج مع ما يجري، حيث تقدم عدد منهم إلى المسرح لمشاركة الراقصتين الأداء وكأنها فرصة للعب في الحديقة.
عرض أول
هذا العمل الفني الجميل للمخرج فرانشيسكو غاندي وديفيد فينتوريني، وهو العرض الأول الذي يقدم في دولة الإمارات 18 مرة خلال شهري سبتمبر وأكتوبر، سوف يتم تقديمه أيضا للمجموعات المدرسية والأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.
ويقول بيل براغن، المدير الفني التنفيذي لمركز الفنون في الجامعة: «برامجنا التي تستهدف الأطفال وعائلاتهم في مركز الفنون حظيت باستجابة لافتة واهتمام كبير لإقامة عرض «الفراشات»، منوها أن مركز الفنون بالجامعة يركز على إقامة عروض الفنون المختلفة في إطار البيئة المحلية، والعرض يستهدف متعة الجمهور من الأجيال الصغيرة، إضافة إلى عائلاتهم».
ويعتبر مركز الفنون بجامعة نيويورك أبوظبي منصة رائدة للعروض والفنون المسرحية على الصعيد العالمي، حيث يقدم مواهب فنية محترفة من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب عرض إبداعات الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية وفنانين واعدين من المجتمع المحلي.
عدد اليوم
