الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«مايا أنجيلو» تنتصر على عنصرية «كيبلينغ»

«مايا أنجيلو» تنتصر على عنصرية «كيبلينغ»
31 يوليو 2018 00:38

محمد عريقات (عمّان)

ما حاجة الإنسان للأدب إنْ لم يثر حياته بالجمال، ويمنحها قيمة إنسانية منحازة للخير والانفتاح والقبول، كاشفاً ما ينغلق عليه من قضايا مجتمعه والعالم من حوله. ما حاجتنا له إنْ لم يناهض الظلم والعنصرية والانحياز الأعمى للعرق واللون أو الدين؟ كثر هم الأدباء الذين ضمنوا أدبهم رسائل تحث على العنصرية ورفض الآخر وتشويه الحقيقة، وهؤلاء وصفهم الفيلسوف الألماني نيتشه بقوله: «الكاتب الذي لا يكشف عن الحقيقة كاملة هو أفّاك مزّور لا قدْر له ولا مقام»، بينما في المقابل هنالك أدباء كان لأدبهم الدور الكبير بترسيخ مفاهيم الحرية والعدل والمساواة بين المجتمعات على اختلافاتها.
مؤخراً، تناقلت الصحافة خبر قيام عدد من طلاب قادة الاتحاد الطلابي في جامعة مانشستر البريطانية بمحو قصيدة للشاعر الإنجليزي روديارد كيبلينغ (1865- 1936) بعنوان «عبء الرجل الأبيض»، كانت قد كتبت على جدار في ردهة المبنى الذي يضم مقر قيادة الاتحاد بالطلاء الأبيض لما رأوه فيها من أفكار ورسائل تحث على العنصرية بما لا يتناسب مع قيمهم، واستبدلوها بمقطع من قصيدة للشاعرة الأميركية مايا أنجيلو (1928 - 2014) بوصفها «إرجاعاً للتاريخ إلى أولئك الذين اضطهدوا من جانب أمثال كيبلينغ لقرون عدة»، الأمر الذي دفع بالاتحاد للاعتذار من الطلبة لتقصيره باستشارتهم بشأن اختيار القصائد.
من الجدير ذكره، أن روديارد كيبلينغ شاعر إنجليزي من أصل هندي حاصل على جائزة نوبل في الآداب سنة 1907م، وإلى جانب الشعر، يعد أحد أشهر كتاب القصَّة القصيرة، وله روايات عدة، من أشهر أعماله «البحار السبعة» وكتاب «الأدغال» و«النور الذي خبا» و«على سور المدينة».
أما مايا أنجيلو فهي كاتبة وشاعرة وفنانة أميركية من أصل أفريقي لقبت بـ«شاعرة بلاط النساء السود»، وكانت إلى ذلك مغنية وراقصة وممثلة وملحنة، أصدرت حتى وفاتها سيرتها الذاتية في سبع نسخ، وكانت سبب شهرتها في أميركا والعالم، فقد تناولت قضايا إنسانية وتحررية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©