الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تحالف الحوثي وصالح ينهار

تحالف الحوثي وصالح ينهار
12 نوفمبر 2016 19:25
حسن أنور (أبوظبي) تتصاعد وتيرة الخلافات يوماً بعد يوم بين الانقلابيين وسط أجواء مشحونة، تهدد بمزيد من الفوضى في المناطق التي لا تزال تحت سيطرتهم بل واندلاع صراع مسلح بين الجانبين الحوثيين والمخلوع صالح خلال الفترة المقبلة. ولعل آخر هذه التوترات تمثلت في الأنباء التي تناولتها وسائل إعلام يمنية عن قيام فرقة خاصة من الحوثيين بمحاولة لاغتيال المخلوع صالح، خلال وجوده في منزل شيخ قبائل بكيل. وعلى الرغم من عدم إعلان صالح أو الحوثيين عن هذه العملية إلا أن الأنباء تواترت في التوقيت نفسه عن قيام صالح بإخراج معظم أفراد عائلته، والمكونة من أولاده وأبناء أخيه وزوجاتهم وأحفاده من صنعاء بوساطة إحدى طائرات الأمم المتحدة، كما أجرى تغييرات كبيرة في صفوف معاونيه وحراساته من الخاصة، كما اضطر لدفع مرتبات الجنود من ماله الخاص خوفاً من انشقاقهم عنه. وكان الصراع بين جماعة الحوثي والمخلوع صالح قد دخل منحدراً جديداً مع الإجراءات التي اتخذتها ميليشيات الحوثي للهيمنة على قوات الحرس الجمهوري (الاحتياط حالياً) الذراع العسكرية لصالح. وبدا الصراع واضحاً خلال خبر تم تسريبه مؤخراً مفاده بأن صالح أمر باعتقال شقيق زعيم الحوثيين، عبد الخالق الحوثي الذي صدرت تكليفات بقيادة قوات الحرس الجمهوري حال وصوله إلى معسكر السواد الذي تقع فيه مقر قيادة الحرس جنوبي صنعاء. ومن الواضح أن الحوثيين يواصلون ترتيباتهم الجادة لدعم نفوذهم داخل الحرس الجمهوري، والعمل على بناء جناح عسكري لها داخل هذه الوحدات، لإحكام قبضتها عليها وانتزاع هيمنة صالح منها. ولقد اندلعت بالفعل، خلال الأيام القليلة الماضية، اشتباكات عنيفة بين أفراد جماعة الحوثي والمخلوع صالح في العاصمة اليمنية صنعاء، حيث اشتبكت أطقم عسكرية تابعة لمليشيات الحوثي وأفراد قوات حراسة قيادة الحرس الجمهوري تابعة لمصلحة، وذلك لمنع الحوثيين من اقتحام مقر قيادة الحرس الجمهوري بصنعاء. كما اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة بين مجاميع حوثية مسلحة وقوات موالية لصالح قرب مفرق «دار سلم» القريب من مجمع دار الرئاسة بجنوب صنعاء. وجاء ذلك على خلفية محاولة دورية تقل مسلحين حوثيين توقيف دورية مماثلة من قوات الحرس كانت متجهة إلى معسكر قوات الاحتياط بسواد حزيز قبيل أن يتطور الموقف إلى تراشق عنيف بالنيران أسفر عن إصابة ثلاثة حوثيين وأحد قوات الحرس. وجاء ذلك فيما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حرباً إعلامية شرسة بين ناشطي وإعلاميي الطرفين. في الإطار نفسه، سعى حزب المخلوع صالح لوضع شروط تعرقل إنشاء حكومة بين الحوثيين وصالح في صنعاء. وتركزت أهم شروط حزب صالح في إخلاء جميع المؤسسات، مما يسمى اللجان الثورية بشكل كامل وعدم تدخلها في أعمال أي مؤسسة. أما الشرط الثاني هو توريد جميع الإيرادات إلى البنك المركزي، وعدم تدخل المشرفين في أي إيراد، إضافة إلى أن تكون إجراءات الصرف من البنك حسب النظام والقانون. وبالطبع يرفض الحوثيون هذه الشروط تماماً، لأنها ستعني تقلص قوتهم ومنح السيطرة لصالح وأتباعه. وبينما تتعمق الخلافات بين الانقلابيين، تواصل قوات الشرعية وبدعم من طيران التحالف العربي في تحقيق إنجازات مهمة في مختلف جبهات القتال. فقد تمكنت قوات الشرعية المدعومة بطائرات التحالف العربي، من تحرير مناطق جديدة في مديرية البقع بمحافظة صعدة، وتكبيد مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية خسائر فادحة في الأرواح والمعدات. ونجحت قوات الشرعية خلال الأيام القليلة الماضية من تحرير موقع «الخليقا» بعد معارك عنيفة خاضها مع المليشيا، فيما استمرت الفرق الهندسية في نزع الألغام التي زرعها الانقلابيون في الطرق المؤدية إلى مدينة البقع، حيث تم نزع 1350 لغماً. كما حققت قوات الشرعية المدعومة بقوات التحالف العربي تقدماً مهماً في محافظة الجوف، بعد سيطرتها على مواقع عدة للانقلابيين في مديرية «خب الشعف»، في حين تعهد الجيش اليمني أمس، باستعادة العاصمة صنعاء من الميليشيات قريباً. وتمكنت وحدات الجيش مدعومة بالمقاومة الشعبية من تحرير مواقع جديدة بمحافظة الجوف، في عملية عسكرية واسعة لاستعادة مديرية خب الشعف. ودحر الجيش مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، وتمكن من تحرير موقعي الخرشة وجبل كحيل في مديرية خب الشعف، بعد معارك عنيفة، استخدم فيها مختلف أنواع السلاح، وأسفرت عن خسائر فادحة في صفوف المليشيات. وشن طيران التحالف العربي غارات، استهدفت مواقع وتجمعات، وتعزيزات تابعة للميليشيات الانقلابية في منطقة صبرين بمديرية خب والشعف. وهاجمت قوات الشرعية معسكراً للانقلابيين في بلدة المصلوب جنوب غرب الجوف، وقتلت وجرحت عدداً من عناصر الميليشيات. وبالتزامن، كثفت قوات الشرعية قصفها المدفعي والصاروخي على مواقع وتجمعات للميليشيات الانقلابية في بلدة نهم شمال شرق صنعاء، كما اندلعت اشتباكات بين الميليشيات الانقلابية والمقاومة الشعبية في بلدة الزاهر بمحافظة البيضاء في وسط البلاد. كما استمرت المواجهات المسلحة بين القوات الحكومة وميليشيات الحوثي وصالح في عدد من جبهات الصراع بمحافظة تعز جنوب غرب البلاد، كما دارت اشتباكات متقطعة في مناطق القتال بالضاحيتين الشرقية والغربية لمدينة تعز، بينما سجلت اشتباكات عنيفة بين الجانبين في بلدة الصلو جنوب المحافظة. ضرب الإرهاب تواصل قوات الشرعية حربها على الجماعات الإرهابية في المناطق المحررة، حيث تم ضبط أكثر من 300 عنصر من تنظيمي «القاعدة» و«داعش» خلال الحملة الأمنية المستمرة لتأمين مديريات محافظة لحج من التنظيمات الإرهابية. جاء ذلك في إطار حملة أمنية تمت بالتنسيق وبدعم من قوات التحالف العربي أفضت إلى اعتقال أكثر من 300 عنصر من تنظيمي «القاعدة» و«داعش» من بينها قيادات بارزة، وضبط عدد من مخازن الأسلحة التي تحوي كميات كبيرة من المتفجرات والعبوات الناسفة والألغام. وجاءت هذه الحملة رداً على محاولات من قبل «القاعدة» و«داعش» للاندماج تحت تنظيم واحد في لحج بتعاون من جماعات تدعي أنها دينية، وتهدف إلى نشر الفوضى في المناطق المحررة، وتعمل كذراع للمخلوع صالح. وفي الإطار نفسه نجحت قوات الشرعية من قتل 30 مسلحاً على الأقل يُشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة خلال هجوم ساندتهم فيه قوات التحالف العربي لدعم الشرعية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©