الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بيرساني»... هل ينتصر لليسار الإيطالي؟

15 يناير 2013 21:52
أنتوني فايولا روما في سن الثانية عشرة، تزعم “بيير لويجي بيرساني” زملاءه أطفال المذبح في إضراب ضد كاهن الرعية من أجل استعادة بقشيش قداسات عيد الفصح. واليوم، يبدو أن الشيوعي السابق الذي تحول إلى صديق للسوق الحرة مستعد لمواجهة تحد أكبر بكثير: إنقاذ ثامن أكبر اقتصاد في العالم. ففي سباق جدير بالمخرج السريالي “فديريكو فليني”، تتجه إيطاليا نحو الانتخابات الشهر القادم في وقت يتقدم فيه بشكل مهم تحالف يسار الوسط الذي يقوده “بيرساني” على التحالفات المدعومة من قبل منافسيه الثلاثة الرئيسيين – الملياردير سيلفيو برلسكوني، والممثل بيبي جريلو، والمنقذ المالي لإيطاليا سابقا ماريو مونتي. وبالنسبة للأسواق العالمية المتأثرة بأكثر من ثلاث سنوات من أزمة الديون الأوروبية، تعتبر النتيجة هنا مهمة للغاية. فبالنظر إلى عبء ديون أكبر مقارنة مع أي من جيرانها باستثناء اليونان شبه المفلسة، تظل إيطاليا واحدة من أكبر علامات الاستفهام بخصوص استمرارية “اليورو” على المدى الطويل. ذلك أنه إذا انحرف زعيمها المقبل أكثر مما ينبغي عن الإصلاحات الاقتصادية والتقشفية التي تم تمريرها العام الماضي لإبعاد إيطاليا عن حافة الانهيار المالي، يخشى المحللون عودة خطيرة للذعر إلى الأسواق، تحديداً في الوقت الذي يبدو فيه أن متاعب القارة بدأت أخيراً تقترب من نهايتها. وهنا يأتي دور “بيرساني”، وهو ابن تاجر من إميليا رومانيا، “المنطقة الحمراء” لليسار الإيطالي، الذي أصبحت سياساته الاقتصادية أكثر ودية مع الأسواق من الكثير من منافسيه “اليمينيين”، بل إن المنتجين الصناعيين هنا باتوا يشيدون بالزعيم الحالي لـ”يسار الوسط” لكونه واحداً من رواد السوق الحرة في هذا البلد. وإذا كان “بيرساني” قد خدم في حكومات ذات توجه “يساري” خلال التسعينيات وسنوات 2000، فقد عاد هذا السياسي البالغ 61 عاماً للصعود إلى الواجهة من جديد كمدافع قوي عن الإصلاحات التي تعتبر أساسية من أجل تحديث مناخ الأعمال في إيطاليا التي تعاني من الركود منذ وقت طويل. فقد عارض “بيرساني” احتكار قطاعي الطاقة والاتصالات في البلاد، كما تحدى قواعد مقدسة كانت تحد من التنافس في بيع كل شيء من خبز الكعك الشهي إلى حفاضات الأطفال. غير أنه فاجأ المستثمرين عندما عقد اتفاق ائتلاف مع “يساريين” أكثر تشدداً، وكذلك عندما أشار صراحة إلى أنه سينتقل إلى صقل، إن لم يكن إصلاحا، على الأقل بعض إجراءات خفض الميزانية التي تم تمريرها العام الماضي؛ حيث يقول إن هذه التغييرات قد تشمل ضرائب أعلى على الأغنياء من أجل تخفيف العبء على الفقراء. وفي مقابلة مطولة هذا الشهر مع صحيفة “واشنطن بوست”، أشار “بيرساني” إلى أنه سيعمل في حال انتخابه على الدفع في اتجاه إعادة التفاوض حول الحدود الأوروبية الصارمة بخصوص عجز الميزانية والدين في محاولة لتحفيز النمو. غير أن برلسكوني، الذي يمثل “يمين الوسط”، أظهر أنه منتقد أكبر لضرائب وتخفيضات جديدة في الإنفاق من “بيرساني”؛ حيث هاجم إمبراطور الإعلام البالغ من العمر 76 عاماً الإصلاحات بعد أن أُرغم على التنحي من منصبه في نوفمبر عام 2011 باعتبارها إملاءات من الداعية الأوروبية إلى الانضباط المالي، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. والواقع أن حتى رئيس الوزراء المؤقت مونتي -التقنوقراطي الصارم مالياً الذي اختير من قبل البرلمان ليخلف برلسكوني، ويسعى إلى ولاية كاملـة- قال مؤخراً إن بعض التدابير التي تبناها ذهبت إلى حد بعيد جداً بينما لم تذهب تدابير أخرى إلى حد بعيد بما يكفي، ملمحاً إلى أن أي فائز هنا سيقوم بإدخال تعديلات على الصيغة التي سمحت لإيطاليا بتجنب انهيار مالي العام الماضي. وفي هذا السياق، يقول “بيرساني” من مكتبه في روما: “لا بد من جعل (التقشف) مستقراً عبر جعله مقروناً بسياسات نمو”، مضيفاً أن الرئيس “أوباما نفسه يطلب من الأوروبيين معالجة هذا الوضع”. “بيرساني” قد يكون هو المتقدم في استطلاعات الرأي، غير أنه في المقاهي ومطاعم البيتزا المكتظة في روما، مازال برلسكوني هو موضوع أحاديث الناس في الأغلب. فقد أعلن “قيصر” إيطاليا السابق هذا الشهر خطوبته المفاجئة براقصة في السابعة والعشرين من عمرها من نابولي، قائلاً إنها تجعله يشعر بأنه “أقل وحدة”. كما أنه بات أقل غنى بعض الشيء. فهذا الأسبوع، انتقد القضاةَ الذين حكموا بأن يمنح زوجته السابقة 50 مليون دولار كنفقة باعتبارهم “شيوعيين من الحركة المدافعة عن حقوق المرأة”. وفي هذه الأثناء، انخرط برلسكوني ومونتي في حرب كلامية صدمت البلاد، فتدخل الفاتيكان، حيث وصفت صحيفته شبه الرسمية أسلوب مونتي السياسي بأنه “أعلى” و”أكثر نبلاً” مما كان يتوقعه الإيطاليون. غير أنه ونظراً لأن الإيطاليين يبدو أنهم باتوا يضيقون ذرعاً ببرلسكوني -الذي يواجه تهماً تتعلق بممارسة الجنس مع قاصر- ونظراً لأن “مونتي” أظهر أنه أقل أهلية لخوض الحملة الانتخابية مما كان يعتقده الكثيرون، فإن “بيرساني”، هو الذي يتقدم على منافسيه في استطلاعات الرأي قبل انتخابات الرابع والعشرين والخامس والعشرين من فبراير المقبل. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©