الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

في «الباسك» و«كاتالونيا».. نزعة استقلالية وغضب من مدريد

29 سبتمبر 2017 00:35
بلباو (أ ف ب) يُردد كثيرون جملة واحدة في شوارع المدن الكبرى المعتدلة كما في القرى الأكثر تطرفاً في نزعتها الاستقلالية في منطقة «الباسك» الإسبانية «دعوا الكاتالونيين يصوتون!»، يليها تعبير عن الاستياء من حكومة مدريد. وقال «كاندي كورديرو» سائق الشاحنة البالغ من العمر 65 عاماً، وكان يجول في شوارع بلباو العاصمة الاقتصادية لمنطقة الباسك: «لا أؤيد الاستقلال لكن حالياً ليست هناك ديمقراطية، وأود أن تجري عمليات استفتاء في بلاد الباسك كما في كاتالونيا، شرط أن تكون قانونية وتقرر مع كل إسبانيا». وفي «إيرناني» المعقل الانفصالي الذي يبعد مئة كيلومتر شمالاً، تزين أعلام كاتالونيا المباني العامة بينما علقت على جدران في شوارع صغيرة صور لأعضاء في منظمة «إيتا» الانفصالية قتلوا خلال سنوات الحركة الانفصالية الباسكية. ورأت «ارانتخا بيوبيد»، البالغة من العمر 48 عاماً، وخبيرة الغرافيك الأنيقة، في وسط المدينة حيث لا يخفي أحد تعاطفه مع اليسار الانفصالي الباسكي الذي يضم في صفوفه عدداً من الأعضاء السابقين في «إيتا»، أن «الحكومة تثير الشفقة، لأنها تعتقد أنها تستطيع حل كل مشكلة بالقمع». وأضافت «يعتقد المرء أنه في إسبانيا خمسينات القرن الماضي»، عندما كانت البلاد تحت حكم الجنرال «فرانسيسكو فرانكو». وسيتوجه رئيس بلدية «إيرناني» مع مئة عضو آخرين في تحالف «بلاد الباسك تتوحد» (ايه بيلدو) اليساري المتطرف لمراقبة الاستفتاء الذي منعته مدريد. وقد شارك «أرنالدو أوتيجي» العضو السابق في «إيتا»، ورئيس حركة «إبداع» (سورتو) في التظاهرة مؤخراً مع الانفصاليين الكاتالونيين. كما شارك في مسيرة من أجل المطالبة «بحق التظاهر» في منتصف سبتمبر في «بلباو». وشارك في المسيرة التي نظمتها منصة «غوري إسكو داغو» التي تدافع عن حق الباسك في تقرير المصير، آلاف الأشخاص في منطقة تضم نحو مليوني نسمة. لكن «رافايل ليونيسيو»، الذي ينتمي إلى مجموعة من الباحثين يستطلعون الآراء في المنطقة قال إن «العدد لم يكن أكبر من العادة» في الباسك التي تشهد باستمرار مسيرات من أجل الاستقلال. وبينما تعمل منظمة «إيتا» على حل نفسها، تشير استطلاعات الرأي إلى أن نسبة الباسكيين المؤيدين للاستقلال «تميل إلى التراجع مؤخراً» مسجلة 30 في المئة، وأقل مما هي عليه في كاتالونيا، إذ بلغت 40 في المئة، بحسب ليونيسيو. غير أن حكومة الباسك لا يقودها الاستقلاليون المتطرفون بل المعتدلين في الحزب القومي الباسكي. وذكر «ألبرتو غي»، البالغ 55 عاماً، وهو رجل أعمال في بلباو يؤيد إسبانيا فدرالية ويفضل عدم كشف اسم عائلته: «لدينا مناعة فقد واجهنا مشاكل لم يشهدها الكاتالونيون»، في إشارة إلى مقتل 829 شخصاً في حوادث نسبت إلى منظمة «إيتا»، التي تخلت رسمياً عن العنف في 2011. وتتمتع منطقة الباسك بنظام ضريبي تديره ذاتياً ويعود عليها بفائدة كبيرة، وهو نظام يطالب به الكاتالونيون. وقالت «إيزابيل غونزاليس»، البالغة 37 عاماً، التي تعمل سكرتيرة في بلباو: «إن النزعة الاستقلالية الحادة لا تملك فرصاً كبيرة في العودة لأن حكومة المنطقة تعرف جيداً كيف تدير مسألة الأموال». ومع هذه الأزمة يفكر الناس في الوظيفة أكثر من السياسة. وفي مكتبه الفخم في مدينة سان سيباستيان البرجوازية الكبيرة يؤكد المحامي «روبن موجيكا» أن موضوع كاتالونيا لا يطرح إطلاقاً في جمعية عائلات ضحايا «إيتا» التي ينتمي إليها. وأضاف: «من الجيد جداً أن يكون هناك مؤيدون ومعارضون للاستفتاء، لكن خيار عدم الاهتمام يجب أن يكون شرعياً»، مؤكداً حرصه على احترام الدستور. إلا أن الأزمة في كاتالونيا دفعت رئيس المنطقة «إينييغو أوركولو» إلى أن يرفع صوته ويدعو قبل أيام إلى استفتاء تفاوضي والاعتراف بالأمتين الكاتالونية والباسكية. وبينما يحتاج رئيس الحكومة الإسبانية المحافظ «ماريانو راخوي» إلى أصوات خمسة نواب باسكيين للتصويت على ميزانية البلاد، قال مصدر قريب من الحكومة الباسكية «إنه سيكون من الصعب جداً على الحزب القومي الباسكي دعم النص لأن ناخبيه وجزء منهم استقلاليون، لن يفهموا ذلك».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©